{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}
يعرض لنا المولى عز وجل في هذه الآية مشهدا من مشاهد الآخرة، فحينما يصير أهل الأعراف إلى الجنة يطمع أهل النار فينادون أهل الجنة بأعلى الأصوات: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } ولكن هيهات: {قالوا إن الله حرمهما على الكافرين} يعني طعام الجنة وشرابها. إنه موقف عصيب رهيب، إن أهل النار قد كانت أمامهم الحياة الدنيا بأكملها، فأعرضوا وأبوا إلا الكفر والعناد، ولكنهم في الآخرة يعضون أصابعهم ندما وحسرة جزاء تكذيبهم ولكنه ندم لا ينفع، وتحسر لا يفيد؛ فالآخرة دار حساب وجزاء لا دار عمل. إنهم من هول ما يرونه وفظاعته يستنجدون بأي أحد ويستغيثون بأي شيء، رغم أنهم ربما يعلمون أنه لا فائدة من الاستغاثة!! إلا أنهم يحاولون. وفي هذه الآية ملمح آخر ذكره المفسرون، حيث قالوا: إن في هذه الآية دليلا على أن سقي الماء من أفضل الأعمال، فقد سئل ابن عباس: أي الصدقة أفضل؟ فقال: الماء, ألم تروا إلى أهل النار حين استغاثوا بأهل الجنة "أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله"؟. وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء. وقد غفر الله ذنوب الذي سقى الكلب, فكيف بمن سقى رجلا مؤمنا موحدا وأحياه، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينا رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا كلب يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له). قالوا: يا رسول الله, وإن لنا في البهائم لأجرا؟ قال: "في كل ذات كبد رطبة أجر".
يوسف شكرا لمرورك
جزاك الله كل خير
أخي
الفتى العصباني
والله يعطيك العافيه
ليس عيبا أن تكون أفكارنا في حواراتنا مختلفة
لكن العيب أن تكون أفكارنا متخلفة
محمد الخولي
شكرا لمرورك
يسلموااااااااااااااااااوبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات