احسنت وجزاك الله خير طرح جيد
مقال للكاتب (محمد خضر) ـ المصدر: جريدة (المدينة) ـ (الصفحة الإسلامية) ـ يوم الأحد : 11 شوال 1423هـ .
شؤون وشجون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى نساء الغرب وصلوا إلى مرحلة (الطفش) من التعري، وكثيرات بدأن يستنكفن من هذا الخزي والعار المتمسح بلباس (الحرية الشخصية) في صورة التفسخ من جلباب الحشمة والتزيي بزي الفضائح و(البهدلة) وهو أن تظهر المرأة لا هي لابسة ولا هي عارية، وهو التعبير الذي وقد تجلى لنا في عصرنا هذا معنى( كاسيات عاريات) وقد كان الناس فيما سبق يتحيرون في وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله( نساء كاسيات عاريات)..
الدمج بين اللفظين المختلفين لفظا ومعنى، حتى رأينا - ليس فيما يرى النائم- من نساء الغرب - وتبعتهن نساء العرب والمسلمين، ما جعلنا نصلى ونسلم على سيد ولد آدم ونقول بقلوبنا ما قاله القرآن الكريم عنه صلى الله عليه وسلم( وما ينطق عن الهوى) . وتعالوا اقرؤوا معي هذه القصة..
(آنيا كارلسون) فتاة سويدية تعيش في مدينة (يوتبوري) كانت عائدة من عملها فلفت نظرها أربعة إعلانات كبيرة لإحدى شركات الملابس الداخلية تظهر فيها عارضة الأزياء الألمانية (كلوديا شيفر) بملابس شبه عارية.
عرجت (آنيا )على أحد محلات الطلاء، واشترت طلاء أسود، وطمست به تلك الصور الفاضحة. بالطبع لم يسكت أهل الرذيلة على هذه الفعلة الرذيلة في نظرهم، فتقدم أصحاب الشركة بدعوى قضائية ضد الفتاة( آنيا) التي أدينت بدفع غرامة قدرها (16) ألف كراون (1400دولار)، تولى دفع الغرامة لجنة شكلت للدفاع عنها وتأييد ماقامت به.
تساءلت كما تتساءلون أنتم الآن: ماالذي دفع بفتاة سويدية ليست مسلمة ولا تعرف في بيئيتها ولا في بيتها معنى الحشمة والعيب و(الاختشى) ولا مفهوم الحجاب الشرعي الذي أمرت به النساء المسلمات؟!
وجاءت الإجابة على لسانها هي حيث قالت: أحاول منذ مدة طويلة أن أثير نقاشاً حول مشكلة الإعلانات التي تظهر المرأة كأنها سلعة تستخدم لأغراض تجارية، نشرت المقالات، ونظمت الندوات دون جدوى؛ لكن عندما قمت بتخريب لوحات (كلوديا شيفر) لم يبق محطة تلفاز، أو إذاعة، أو صحيفة في السويد إلا أثارت الموضوع.
وأعتقد أن دافع( آنيا) لم يكن تطرفا منها ولا إرهابا، لأنه لم ينطق من منطق شرعي مثلا، ولو كان هذا، وكانت الفتاة مثلا مسلمة، لكيل لها ولأهلها وبلدها كل مكايل الإرهاب، ولجيرت القضية كلها ضد الإسلام والمسلمين وأنهم وأنهم و(فيهم ويخطيهم) .
لكن هدف الفتاة كان نبيلا- وإن خلا من منطلق شرعي بحت- إلا أنه يتسم مع مكارم الأخلاق التي تشترك فيها الإنسانية كلها حتى في الجاهلية الأولى، وقد كانت من ضمن رسالة رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه كما قال عن نفسه( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ومن هذا المنطلق تقول( آنيا): إن ما قمت به وما تقوم به مجموعات أخرى في دول مختلفة تحذير للشركات الكبرى بأن استخدامها لجسد المرأة في الإعلانات أسلوب خاطئ سيؤدي إلى كارثة اجتماعية.
وكما قالت (الأسرة) ناقلة الخبر: إن ما قامت به أصبح عملاً احتجاجياً مألوفاً في عدد من البلدان الأوربية التي تشهد جمعيات أهلية متنامية ترفض استخدام المرأة لأغراض التسويق، ففي النرويج نجحت الجمعيات النسائية المناهضة لتوظيف جسد المرأة لأغراض دعائية في وقف حملة إعلان لملابس داخلية نسائية بإقناع الحكومة أن تلك الإعلانات تمثل خطراً على سائقي السيارات وقد تؤدي إلى حوادث مميتة.
وفي فرنسا تنتشر الجمعيات النسائية التي تحارب امتهان المرأة في الإعلام فجمعية ''النساء الصحافيات'' تخصص جائزة للإعلان الأقل جنسية بعد أن طغى الجنس على الإعلانات.
أما جمعية ''كلبات الحراسة'' فتهدف إلى حراسة المرأة من الابتزاز، تقول الوثائق التعريفية للجمعية: المعلنون يستخدمون صورة الجسد بلا مبرر لاسيما جسد المرأة واللقطات الجنسية، ويلصقون ذلك بأي منتج تحت غطاء الابتكار، يفرضون علينا قيمهم وخيالاتهم، نحن نرفض المظاهر المهينة وغير الإنسانية لكائنات إنسانية وللعلاقات فيما بينها الجسد، الإنساني ليس شيئاً ولا سلعة.
ونحن لن نشتري المنتجات المعروضة بإعلانات جنسية. أنا مع هؤلاء جميعا وأقول لهم: ارحموا جسد المرأة من هذا الفحش، فكل إعلان صغر أم كبر تدخل فيه المرأة، وكل إعلان يخص المرأة أو لايخصها تدخل فيه المرأة، حتى إنهم يعلون عن إعلانات الإسمنت عن طريق المرأة، كما أشار الشيخ إبراهيم الأخضر في حديث صحفي معي من قبل!!
إن إسلامنا أكرم المرأة طفلة وفتاة وعروسا وزوجة وأما وجدة وعمة وخالة، أكرمها بما لم يكرمها به قانون أرضي سواء كان غربيا أو شرقيا، ويكفي أنها جعلها سيدة بيتها وجعل بيتها مملكتها والرجل يخدمها ويشقى من أجلها ومن تعول، وأوجب عليه أن يوفر لها النفقة اللازمة والمسكن والكسوة والطعام والشراب، وفرض عليها الحجاب الذي يحميها ويصونها من أعين اللصوص سارقي النظر والجسد، من أهل الأهواء والشهوات، والذين في قلوبهم مرض، حين قال لأشرف نساء الكون زوجات النبي وكل نساء المسلمين في المشرق والمغرب( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) أما آن لنساء العصر من عارضات الأزياء وعضوات ملكات الجمال والبائعات أجسادهن من أجل الذهب والفضة ، والمقلدات لهن من بنات جنسنا وملتنا أن يحترمن أنفسهن، ويقرن في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى؟؟!!!
وأما آن لأصحاب الأقلام المنافقة أن يقلعوا عن التعريض بالحجاب ووصفه بأخس الصفات في محاولة لتقليد الغرب في الخنا والفجور والتساهل في هذا الحجاب الحاجب عن مهاوي الرذيلة، وقد علموا أن صاحبات الشأن بدأن يتراجعن عن فجورهم وعريهم ويعدن إلىالفطرة التي فطر الله عليها؟
احسنت وجزاك الله خير طرح جيد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات