إن ما تنعم به المملكة من أمن وأمان . واستقرار. ورخا وسمعة. ومكانة. هو من فضل الله ثم بفضل هذه المكانة التي تبوأتها باعتبارها مهد رسالة الإسلام .وأرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين .وهي دائما محط أنظار العالم لمكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية واتخاذها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهاجا ودستورا .وهو مما أعطاها مكانة مرموقة بين دول العالم . واكسبها إحترام وتقدير الجميع . ثم سياسة قادتها رعاهم الله منذ مؤسس كيانها الملك عبد العزيز يرحمه الله الذي وحدها وأرسى فيها قواعد العدل. والأمن والاستقرار والأمان. وصيانة الظرورات الخمس والمحافظة عليها . وجعلها دولة شعارها كلمة التوحيد .ودستورها الكتاب والسنة . وهو ما تنفرد به هذه البلاد . وتفتخر به قيادة وشعبا . ثم سار على هذا النهج الملك العادل الصالح. خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه. الله وسمو ولي عهده الأمين . والتي قطعت حكومته الرشيدة عهدا وثيقا بأن يكون رخاء الإنسان السعودي . وسعادته وتأمين مستقبل الأجيال القادمة . هي همها الأكبر وشغلها الشاغل . وهدفها الأسمى إنطلاقا من إيمانها الراسخ بأن الإنسان السعودي هو الاستثمار الأفضل والأغلى على كل الأجندة السعودية . وأصبحت المملكة بفضل الله ثم بفضل هذه السياسة الرزينة والحكيمة. تمثل مركز الثقل وإشعاع الخير في العالم .إن نهج خادم الحرمين الشريفين . وإصلاحاته المتعددة تسجل له من نور . وفي زمن قصير استطاع أن ينقل صورة المملكة الحقيقية للعالم . إن التحولات الكبرى والمنجزات الضخمة التي شهدتها المملكة في هذا العهد الميمون هو مفخرة لكل مسلم . حيث أصبح للمملكة وجودا أكبر في المحافل الدولية . وصناعة القرار العالمي . وهذا مما جعل هذه البلاد المباركة ولله الحمد عنصر دفع ومساندة قوية للصوت العربي والإسلامي والدولي في كافة المجالات . إن المكانة المرموقة التي حظيت بها المملكة ولا زالت بين دول العالم كان لها صدى طيب على المواطن السعودي . أينما حل في دول العالم . وهو ما لمسناه خلال فترة خدمتي التي امتدت قرابة عشرون عاما عضوا في ممثلية بلادي في بريطانيا . إننا عندما نلتقي في ممثلي دول العالم نحظى في التقدير والاحترام . وهذا يرجع إلى سمعة ومكانة المملكة التي يحس ويشعر بها الإنسان السعودي في جميع المحافل الدولية .إن هذا النهج الحكيم والسياسة المتزنة للمملكة هو ما جعل العالم ينظر بعين الإعجاب والاحترام . وهو ما أعطى المملكة دور إيجابي في جميع المجالات . فبالإضافة إلى المكانة السياسية والدينية مكانة المملكة الاقتصادية مما جعلها واحدة من الدول الأسرع نموا في العالم . وهي التي أهلها إلى الإنظمام لمجموعة العشرين التي تمثل منتدا عالميا للدول التي تمثل ثلثي التجارة العالمية . وهو ما جعل المملكة من أكثر الدول إنفاقا على التنمية . وخاصة في العقد الأخير . وبطبيعة الحال أصبحت أسواق المملكة مفتوحة للشركات العالمية . التي أصبحت تبحث عن فرص العمل . وهذا ما جعل العمالة من كثير من دول العالم تتجه إلى المملكة وخاصة عمالة الدول الفقيرة التي وفدت عمالتها إلى المملكة وبكثرة . وهو ما جعل بعض ضعاف الأنفس من المواطنين فاقدي الحس الوطني يسرفوا في جلب هذه العمالة التي زاحمت المواطن على قوته . وهذا ما جعل ولاة الأمر يتدخلون في وضع هذه العمالة . وبعض المؤسسات التي تبحث عن التكسب ولو على حساب الوطن وأمن المواطن .إن المكانة العالية للمملكة والسمعة الطيبة للإنسان السعودي تستوجب على المواطن السعودي أن يقدر هذه المكانة وأن يحافظ عليها وذلك من واقع التصرفات الخاصة والعامة وكذلك تعاملنا مع الغير سواء داخل المملكة أو خارجها . فداخل المملكة يجب أن يكون تعاملنا مع الغير طيب كما نص عليه ديننا الحنيف . وأن نتسامح حتى ولو حصلت بعض الزلات . فإن الصفح والتسامح من كرم النفس وعلو الهمة . ومن أخلاق الأكابر وأهل الفضل . نعم لدينا خدم في بيوتنا والبعض لديه عمالة إنه يجب علينا مخافة الله في هؤلاء. إن من فتح على العمال والخدم أبواب الجور . وأطلق عليهم عقال الظلم وبسط سيول التعدي فأذاهم أو أذلهم أو منع حقهم أو تلاعب بمشاعرهم متسورا ضعفهم وحاجتهم إلى العمل . أو لم يوفهم أجورهم فقد باء بظلم كبير . كما أنه يجب علينا أن لا نحقرهم أو نسخر منهم . فإن الفقير حين لا يجد في البيت ما يكفيه من غذاء وكساء وقد اتقد في جوفه نار الجوع ولا يرى من يعطيه ما يستعين به على بلغة العيش. وأسباب الحياة. يسوقه حادي السغب إلى مغادرة البيت . وهذا قد يكون أسباب تواجد بعضهم لدينا . كما أن ديننا يحثنا على ذلك .(إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) كما أنه يجب على من دعته الظروف للسفر للخارج سواء عملا أو دراسة أو علاج أن يكون سفيرا لبلاده . وأن يحافظ على سمعة ومكانة بلده من واقع تصرفاته وتعامله مع الغير . وأن يراعي قدر المستطاع أنظمة وقوانين البلد الذي هو فيهبسم الله الرحمن الرحيم(فلنحافظ على صورة المملكة الناصع)
عبد الهادي الطويلعي
12 رمضان 1434 هـ
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات