الاخ ماجد البلوي مشكور على النقل
بحث عن الحكام والولاة في هجرة القبائل الى الصعيد ومنهم قبيلة بلي..؟
كانت القبائل العربية في بعض الأحيان , تثير القلاقل والاضطرابات في شبه الجزيرة العربية , وبلاد الشام , وغيرها من بلدان الدولة العربية , بسبب المنازعات التي كانت تقوم بينها . الأمر الذي جعل الحكام والخلفاء يصدرون أوامرهم بنقلهم أو نفيهم الى الأماكن النائية مثل صعيد مصر . خشية أن يتفاقم النزاع ويتصاعد, فنجد أن الخليفة عمر بن الخطاب..
((( قد أمر بترحيل ثلث قضاعة من بلاد الشام الى الصعيد
على أثر نزاع نشب بالشام بين القبائل العربية هناك
فنادى رجل من قضاعة قائلا , يا آل قضاعة
يريد بذلك جمع عصبيته لنصرته على طريقة الجاهلية
واما كان الإسلام بتعاليمة السمحة يرفض التعصب القبلي
اذ جاء في القرآن الكريم
[ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم
شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن اكرمكم
عند الله اتقاكم , إن الله عليم خبير ]
وكذلك جاء قرار عمر بن الخطاب بنقل قبيلة بلى إلى
الصعيد التي تمثل ثلث قضاعة في ذلك الوقت..؟
وعندما هاجرت قبيلة بلى التي كانت تقيم بالشام
إلى صعيد مصر , وسكنت بلاد الصعيد بين جسر سوهاى
إلى قامولة من ناحية الغرب
ومن فاو الى عيذاب من الشرق
وكان تعداد هذه القبيلة ضخما
وكان قد قدم منها عدد كبير من جيش عمرو بن العاص
أثناء فتح مصر , وبسبب تلك الهجرة أصبح عددها كبيرا
بكافة أنحاء مصر , ثم استقر بها للمكان بصعيد مصر
حيث لعبت دورا هاما في الناحية السياسية سنتناوله
في الفصل الثاني من هذه الدراسة)))..؟
وعندما ولي مصر الوالى يزيد بن حاتم سنة144هـ ولاية مصر,اصطحب معه أعدادا هائلة من قبيلته الأزد . وأسكنهم بالجيزة حيث انضموا إلى باقي عصبتهم المقيمة هناك ,وأيضا جاءت قبائل عربية أخرى مع الوالى عبدالله بن الحبحاب السلولى , وأسكنهم بلاد الصعيد في قرية تسمى ترسا وتابعة الآن لمحافظة النيا.
وعندما فتح القيس بن الحارث المرادى بلدان الصعيد أقامت قبيلة مراد ببلدة القيس التابعة لمنيا , وكانت بصحبة هذا القائد أيضا , وكانت هذه القبائل تأتى إلى صعيد مصر مؤقته أو لاسباب طارئة , ولكن سرعان ما تستقر في أرض الصعيد ,وتستبعد فكرة المودة الى الفسطاط أو الحجاز , سرعان ما تختلط بالشعب المصرى وتمارس حياتها العادية , وبمرور الزمن تصبح من جملة أهالى الصعيد .
كما نزحت قبائل عربية كثيرة العدد هربا وخوفا من مطارد الخلفاء والحكام لهم , فكانت أرض صعيد مصر خير ملاذ لهم , وذلك لبعدها عن مقر الخلافة .سوا كانت بالمدينة .أم في دمشق .أم في بغداد , وبالتالى صعوبة المواصلات أو الوصول إلى هذه القبائل التي اختفت داخل الصعيد , فعلى سبيل المثال لا الحصر تشتت الأمويون وفروع قبلية كثيرة منهم داخل بلدان الصعيد المختلفة على أثر هزيمة آخر خلفائهم مروان بن محمد 132هـ في معركة بوصير على أرض الصعيد , وهروب أولاده ومن معهم داخل الصعيد الأعلى , وهما عبدالله , وعبيدالله وأتباعهما , وواصلوا المسير داخل الصعيد إلى أن وصلوا إلى بلاد النوبة.
وقد ظلت فلول الأمويين مختفية داخل الصعيد , إلى أن قوى أمرهم فخرجوا على الدولة العباسية , وظهر منهم دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان الأموي , وجمع أحزاب وقبائل بني امية , ومن والاهم من العرب في صعيد مصر , وقام بثورته في عهد الوالى إبراهيم بن صالح ( 165 – 167 هـ ) الذي فشل في قمع ثورة مصعب .
مما أثار الخليفة العباسي المهدى , فعزل الوالى عن مصر , وأرسل اثنين من الولاة متتاليين , وفشلا في القضاء على ثورة عرب الصعيد بقيادة مصعب الأموي فقام الخليفة بعزلهما , وعين الخليفة العباسي الفضل بن صالح الذي تمكن من قمع ثورة دحية بن مصعب في شهر المحرم سنة169 هـ .
وعندما دار نزاع بالمدينة المنورة في زمن الدولة الأموية , وتغلب بنوالحسن على أبناء عمومتهم من الجعافرة , وهزم الجعافرة في القتال الذي دار بينهم. مما تسبب في رحيل قبائل الجعافرة المهزومة إلى صعيد مصر مباشرة , ومنهم من توجه إلى أسوان وأقاموا فيها وأطلق عليهم الشرفاء الجعافرة , ومازالت حتى الآن قرى كثيرة تسمى باسمهم في بلاد الصعيد.
وعندما قامت الدولة العباسية سنة132هـ , واستعملت الشدة والعنف ضد العلويين , خوفا من تطلعهم لانتزاع الخلافة الاسلامية منهم , فهرب جماعة منهم على رأسها على بن محمد بن الحسن بن علي بن ابي رضى الله عنه سنة 145هـ , وهاجرت إلى الصعيد , واختفت سرا في قرية الصعيد تسمى طوخ الخيل , ورحب عرب الصعيد بالعلويين وأعطوهم كل تقدير وأحترام , وساعدهم في الاختفاء عن أعين العباسيين , وتزوج علي بن محمد العلوي ابنة زعيم المعافر . وهو عسامة بن عمر المعافرى في قرية طوخ الخيل . وعاش علي بن محمد وأهله وأتباعه بهده القرية إلى أن مات فيها ودفن بها ومما يجدر ذكره أن أصقاع الصعيد المترامية ساندت أبناء القبائل العربية الثائرين أو الفارين من وجه الحكام وساعدتهم على الاختفاء .
وكانت قبيلة بنومدلج بمصر والوجه البحرى قد أعلنت الثورة ضد العباسيين والاتراك , وكانت تضع قيادتها في يد أحد أبنائها , وهو جابر المدلجي سنة 252هـ وانضم إليه الطالبيون , وبسط نفوذه على الإسكندرية , وأغلب نواحى الوجه البحرى , وبلاد الصعيد الأدنى , وعندما وجه العباسيون جيشا من الأتراك إلى بنومدلج بالوجه البحرى , نزح على الفور بنومدلج إلى صعيد مصر دون اشتباك أو قتال وذلك ليحتموا بباقى عصبيتهم بالصعيد المتمثلة في قبيلة لخم . وعاشوا في نواحى أطفيح , ومنهم قوم أقاموا بالبهنسا , الأمر الذي جعل العباسيين يتركونهم خوفا من أنضمام أغلب عصبيتهم من بطون لخم إليهم .
ونظرا للأحداث السابقة , كانت القبائل العربية تتوافد بسرعة إلى صعيد مصر , وسرعان ما يطيب لها العيش في هذه البلدان , ويجدون الترحاب من القبائل العربية التي سبقتهم إلى تلك البلدان , فضلا عن المصريين أنفسهم , فيغيرون من أفكارهم وأرائهم من حالة الأقامة المؤقتة الى اتخاذهم هذه الأماكن معاشا وسكنا دائما , وكان ذلك منذ فتح مبأشرة , وطيلة القرون الثلاثة الأولى للهجرة.
من بين الأسباب التي أودت إلى نزوح أعداد وفيرة من قبائل العلويين إلى صعيد مصر , قرار المتوكل العباسي ( 232- 247هـ ) جــاء ذلك في كتاب أرسله الى صاحب مصر اسحاق بن يحيى ( 235 – 236هـ ) يأمره فيه بإخراج آل علي بن أبي طالب من الفسطاط وترحيلهم إلى العراق كان ذلك في رجب سنة 236هـ , ثم من العراق إلى المدينة المنورة , مما أدى إلى اختفاء عدد كبير من العلويين , وهروبهم إلى صعيد مصر , وخاصة الصعيد الأعلى ومنطقة أسوان , التي ظهروا فيها بكثرة .
وكان قرار الخليفة العباسي المعتصم بإسقاط العرب من الديوان , وقطع أعطياتهم سنة 218هـ , كان له الأثر العظيم في نزوح القبائل العربية من مدينة الفسطاط إلى كافة أنحاء مصر , ونزحت قبائل عديدة نحو الصعيد , وقد نفذ هذا القرار والي مصر كيدر بن نصر على مصر .
والأمر الذي دفع بالقبائل العربية إلى البحث عن مصدر الرزق والمعيشة , وراحت تتعامل مع المصريين وتمتزج بهم , وتعمل حرفهم مثل ( الزراعة , والتجارة , والصناعات ) وغيرها من الحرف والمهن , التي تحقق لهم سائل المعيشة بعيدا عن ديوان الجند , وفي الوقت نفسه نشروا مؤثراتهم العربية بين الأقباط من أهالي الصعيد , وهذا الاختلاط أدى إلى إسلام عدد كبير من هؤلاء الأقباط.
وعندما اشتغل العرب بالزراعة , كانوا يؤدون العشر إلى بيت المال , ثم يأخذون العطاء المحدد لهم , وظل هذا الأمر إلى عهد الخليفة المعتصم – كما ذكرنا سابقا , وقد كره العرب العباسيين , وقاموا بثورات عديدة ضد الدولة العباسية .
كما حدث في عهد الوالي الحسن بن التختاخ ( 193 – 194هـ ) , كما كان قطع العطاء عاملا في نزوح القبائل العربية إلى صعيد مصر , وبلاد النوبة خلال العصر العباسي , والطولونى وكان ولاة مصر من جانبهم يعلمون على إيجاد توازن بين القبائل المضرية والقبائل اليمنية في بلدان الصعيد , وكانت القبائل اليمنية تمثل أغلبية مطلقة العرب ببلاد الصعيد , فاحضر الوالى الوليد بن رفاعة ( 109 – 117هـ ) أعدادها كبيرة من القبائل القيسية بشرط ألا ينزلوا بالفسطاط , وأنزلهم في أماكن متفرقة من مصر منها بلاد الصعيد . ومما هو جدير بالذكر أن فكرة عمل توازن بين القبائل العربية كانت أمام أعين الأمويين منذ النصف الأول من القرى الأول الهجري , ففي سنة 43هـ عندما زادت أعداد القبائل اليمنية بمصر , أرسلت الدولة الأموية حوالى اثنى عشى ألفا من العرب من قبائل قيس . وكان ذلك خوفا من استبداد قبائل عرب اليمن , وخاصة أنهم كانوا يمثلون معظم جنود الجيش العربى في مصر .
وكما جاءت أعداد كبيرة من القبائل القيسية مع الوالى الحوثرة بن سهيل الباهلى..
سنة131هـ . وأنزلهم في شتى بقاع مصـــر , ومن المرجح أنه أسكن منهم أقواما بصعيد مصر , وبالتالي كانت ثورات القبائل العربية في الصعيد , وإعلان تذمرها من وقت لآخر , الأمر الذي جعل الولاة يرسلون جنودا دائمين للإقامة ببلدان الصعيد لقمع هذه الثورات , وكانت هذه القوات تمثل قبائل عربية مختلفة..؟
المصدر:
كتاب دور القبائل العربية في صعيد مصر
تأليف الدكتور:
ممدوح عبدالرحمن عبدالرحيم الريطي
نقله كتاب آل قطبي الحسني..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
الاخ ماجد البلوي مشكور على النقل
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات