فريدة..؟؟
كنّا نمرح ونلهو .. كنّا صغيرتين، وكبرنا فجأة لمّا جاءتني فريدة تبكي .. بكيتُ حين جاءت فريدة تقول: سأتزوّج الشّهر القادم .. صرخت: لا .. لا .. لا يا فريدة، أنا وأنت لا نتزوّج بهذه الطّريقة .. نحن تواعدنا على أن نتزوّج بعد قصّة حبّ كبيرة وجميلة، ألم تقولي إنّنا سنتزوّج من أخوين كي لا نفترق أبدا . كان يوما حزينا بكينا فيه طويلا.
قلت لها: لا توافقي .. قالت: إنّه قريب أمّي، وهو في مثل سنّها ويعمل بفرنسا لقد اتفقت أمّي معه، وحسمت الأمر .. قلت وأنا أستشعر العذاب: يا ويلنا يا فريدة ممّا ينتظرن .. احتضنتني .. ثم بكت .. وقالت: أمي كرّست حياتها لي ولأخواتي البنات الخمس بعد وفاة والدي، أخشى أن أسبب لها مكروها برفضي .. قلبها المريض لن يتحمّل عنادي.
سافرت فريدة مع زوجها إلى فرنسا، وبعد عدّة أشهر جاءتني منها رسالة مقتضبة تقول فيها: "أرسل لك رسالتي خلسة، إنّي أتعذّب، زوجي يسيء معاملتي، يحبسني، يتّهمني بأشياء لا أعرفها، أرجوك لا تخبري أمّي، اعذريني قد لا أستطيع أن أراسلك مرّة أخرى ..
"بكيت على فريدة كثيرا، وقد تأكّدت أنّ الجميلة وقعت في قبضة وحش عجوز معقّد .. سألت عنها والدتها .. فقالت: إنّها تتّصل بها لبعض لحظات بالهاتف في حضور زوجها.
انقطعت أخبارها تماما، وصارت فريدة الجميلة ذكرى حزينة .. وفي يوم أخبرتني أمّها أنّ زوجها قد أبلغها بأنّ فريدة مصابة بمرض عضال، وأنّها تقيم بالمستشفى .. بعد أيّام قليلة ماتت الّتي خافت على أمّها من الموت، ماتت فريدة قهراً ودفنت في بلاد الغربة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات