أسعد أمــــــرأة في العـالم
للدكتور عائض القرني
بسم الله الرحمـــــــن الرحيم..’
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى وصحبه ومن والاه ، بعد:
أختاه : أقرئي هذا الكتاب ، ففيه الآية المحكمة ،
والحديث الصادق ، والقول الفصل ، والقصة الموحية ،
البيت المؤثر ، والفكرة الصائبة ، التجربة الراشدة ،
أقرئي هذا السجل ليطارد فيك فلول الأحزان ، وأشباح الهمم،
وكابوس الخوف والقلق ، طالعي هذا الديوان ليساعد على
تنظيف الذاكرة من ركام الأوهام ، أكوام الوساوس ،
ويدلك على رياض الإنس ، وبستان السعادة ، وديار الإيمان ،
وحدائق الأفراح ، وجنات السرور ، عسى الله أن
يسعد في الدارين بمنه وكرمه انه جواد كريم .
يا اسعد الناس في دين وفي أدب
بلا جمان لا عقد لا ذهب
بل بالتسابيح كالبشرى مرتلة
كالغيث كالفجر كالإشراق كالسحب
في سجدة ، في دعاء ، في مراقبة
في فكرة بين نور اللوح والكتب
في ومضة في سناء الغار جاد بها
رسول ربك للرومان والعرب
فأنت اسعد كل العالمين بما
في قلبك الطاهر المعمور بالحب
أهلاً بك
أهلاً بك .. مصلية صائمة قانتة خاشعة .
أهلاً بك .. محجبة محتشمة وقورة رزية.
أهلاً بك .. متعلمة مطلعة واعية راشدة .
أهلاً بك .. وفية أمينة صادقة متصدقة.
أهلاً بك .. صابرة محتسبة تائبة منيبة .
أهلاً بك ..ذاكرة شاكرة داعية واعية .
أهلاً بك .. تابعة لآسية ورين وخديجة .
أهلاً بك .. مربية للأبطال ،ومصنعاً للرجال .
أهلاً بك .. راعية للقيم ، حافظة للمثل.
أهلاً بك ..غيورة على المحارم ، بعيدة عن المحرمات.
نعم
نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعث الحب وترسل المودة للآخرين .
نعم .. لكلمتك الطيبة التي تبني الصدقات الشرعية وتذهب الأحقاد.
نعم ..لصدقة متقبلة تسعد مسكينا ، وتفرح فقيرا ، وتشبع جائعاً.
نعم ..لجلسة مع القران تلاوة وتدبرا وعملا وتوبة واستغفاراً .
نعم ..لكثرة الذكر والاستغفار، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .
لتربية أبنائك على الدين ،وتعليمهم السنة ، و إرشادهم لما ينفعهم .
نعم ..للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ.
نعم ..لصحبة الخيران ممن يخفن الله ، ويحببن الدين ، ويحترمن القيم.
نعم .. لبر الوالدين ، وصلة الرحم ، و إكرام الجار ، وكفالة الأيتام .
نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد .
لا .. !
لا .. لصف عمرك في التوافه ، من حب للانتقام ومجادلة لا خير فيها .
لا .. لتقديم المال وجمعه على صحتك وسعادتك ونومك وراحتك.
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس.
لا .. للانهماك في ملاذ النفس ، و إعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
لا .. لضياع الأوقات مع الفارغين ، و إنفاق الساعات في اللهو .
لا .. لإهمال الجسم والبيت من النظافة ، والروائح الذكية ، والنظام.
لا .. للمشروبات المحرمة ، والدخان والشيشة ، وكل خبيث.
لا .. لتذكر مصيبة مرت ، أو كارثة سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيان الآخرة والعمل لها ، والغفلة عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدار المال في المحرمات ، والإسراف في المباحات ،
والتقصير في الطاعات .
الورد
الوردة الأولى : تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ،
ويتوب على من تاب ، ويقبل من عاد.
الوردة الثانية : ارحمي الضعفاء تسعدي ، و أعطي المتحاجين
تشافي ، ولا تحملي البغضاء تعافي.
الوردة الثالثة : تفاءلي ، فالله معك ، والملائكة يستغفرون لك ،
والجنة تنتظرك .
الوردة الرابعة : امسحي دموعك بحسن الظن بربك ، واطردي
همومك بتذكر نعم الله عليك .
الوردة الخامسة : لا تظني بأن الدنيا كملت لأحد ، فليس على
ظهر الأرض من حصل له كل مطلوب ، وسلم من أي كدر .
الوردة السادسة :كوني كالنخلة عالية الهمة ، بعيدة عن الأذى ،
إذا رميت بالحجارة ألقت رطبها .
الوردة السابعة :هل سمعت أن الحزن يعيد ما فات ، وان الهم
يصلح الخطأ ، فلماذا الحزن والهم ؟!
الوردة الثامنة : لا تنتظري المحن والفتن ، بل انتظري الأمن
والسلام والعافية إن شاء الله .
الوردة التاسعة : أطفئي نار الحقد من صدرك بعفو عام عن كل
من أساء لك من الناس .
الوردة العاشرة : الغسل والوضوء والطيب والسواك والنظام
أدوية ناجحة لكل كدر وضيق.
الزهر
الزهرة الأولى : كوني كالنخلة : تقع على الزهور الفواحة والأغصان الرطبة .
الزهرة الثانية : ليس عندك وقت لاكتشاف عيوب الناس ، وجمع أخطائهم .
الزهرة الثالثة : إذا كان الله معك فمن تخافين ؟ وإذا كان الله ضدك
فمن ترجين ؟!
الزهرة الرابعة : نار الحسد تأكل الجسد ، وكثرة الغيرة نار مستطيرة.
الزهرة الخامسة : إذا لم تستعدي اليم ، فليس الغد ملكا لك .
الزهرة السادسة :انسحبي بسلام من مجالس اللهو والجدل.
الزهرة السابعة :كوني بأخلاقك اجمل من البستان .
الزهرة الثامنة :ابذلي المعروف فانك اسعد الناس به .
الزهرة التاسعة : دعي الخلق للخالق ، والحاسد للموت ، والعدو للنسيان .
الزهرة العاشرة : لذة الحرام بعدها ندم وحسرة وعقاب .
إشراقة : لا حول ولا قوة إلا بالله :::
السبيكة الأولي : أمرأة تحدت الجبروت
انظري إلى نصوص الشريعة كابا وسنة ، فإن الله قد أثنى على
المرأة الصالحة ، ومدح المرأة المؤمنة ، قال سبحانه وتعالى(
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(التحريم:11) ،
فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي الله عنها ) مثلا
حيا للمؤمنين والمؤمنات ،وكيف جعلها رمزا وعلما ظاهرا
لكل من أراد أن يهتدي وان يستن بسنة الله في الحياة ،
وما اعقل هذه المرأة وما أرشدها: حيث أنها طلبت جوار
الرب الكريم ، فقدمت الجار قبل الدار ، وخرجت من طاعة
المجرم الطاغية الكافر فرعون ،ورفضت العيش في قصره
ومع خدمه وحشمه ومن زخرفه ، وطلبت دارا أبقى واحسن
واجمل في جوار رب العالمين ، في جنات ونهر ،
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، أنها امرأة عظيمة :
حيث أن همتها وصدقها أوصلاها إلى أن جاهرت زوجها
الطاغية بكلمة الحق والإيمان ، فعذبت في ذات الله ،
وانتهى بها المطاف إلى جوار رب العالمين ، لكن الله
جعلها قدوة وأسوة لكل مؤمن ومؤمنة إلى قيام الساعة ،
وامتدحها في كتابه ، وسجل اسمها ، وأثنى على عملها ،
وذم زوجها المنحرف عن منهج الله في الأرض
إشراقة : تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة
ومضة : ‘إن مع العسر يسرا
السبيكة الثانية : عندك ثروة هائلة من النعم
لطائف الله وان طال المدى** كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
أختاه إن مع العسر يسرا ، وان بعد الدمعة بسمة ،
وان بعد الليل نهارا ، سوف تنقشع سحب الهم ، وسوف ينجلي
ليل الغم ، وسوف يزول الخطب ، وينتهي الكرب بإذن الله ،
واعلمي انك مأجورة ، فإن كنت أما فإن أبناءك سوف يكونون مددا
للإسلام ، وعونا للدين ، وأنصارا للملة ، متى قمت بتربيتهم
تربية صالحة ، وسوف يدعون لك في السجود، وفي السحر ،
أنها نعمة عظيمة أن تكوني أما رحيمة رؤومة ،
ويكفيك شرفا وفخرا أن أم محمد امرأة أهدت البشرية الإمام العظيم ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
وأهدت بنت وهب للبرايا **يدا بيضا طوفت الرقابا
إن في وسعك أن تكوني داعية إلى منهج الله في بنات جنسك ،
بالكلمة الطيبة ، بالموعظة الحسنة ، بالحكمة ، والمجادلة بالتي
هي احسن ، بالحوار ، بالهداية ، بالسيرة العطرة ،
بالمنهج الجليل النبي ، فإن المرأة تفعل بسيرتها وعملها
الصالح ما لا تفعله الخطب والمحاضرات والدروس ،
وكم من امرأة سكنت في حي من الإحياء ، فنقل عنها الدين
والحشمة والحجاب والخلق الحسن ، والرحمة بالجيران ،
والطاعة للزوج ، فصارت سيرتها العطرة محاضرة تتلى ،
ووعظا ينقل في المجالس ، وصارت أسوة لبنات جنسها .
إشراقة : غدا يزهر الريحان ، وتذهب الأحزان , ويحل السلوان
ومضة : سيجعل الله بعد عسر يسرا
السبيكة الثالثة : يكفيك شرفا انك مسلمة
أتيأس أن ترى فرجا **فأين الله والقدر ؟!
فكل ما أصابك في ذات الله فهو مكفر بإذن الواحد الأحد ،
وابشري بما ورد في الحديث : " إذا أطاعت المرأة ربها ،
وصلت خمسها ، وحفظت عرضها ، دخلت جنة ربها " ،
فهي أمور ميسرة على من يسرها الله عليه ،
فقومي بهذه الأعمال الجليلة ، لتلقي ربا رحيما ،
يسعدك في الدنيا والآخرة ، قفي مع الشرع حيث وقف ،
واستني بكتاب الله وسنة رسوله ، فأنت مسلمة ، وهذا شرف عظيم ،
وفخر جسيم فغيرك ولدت في بلاد الكفر ، إما نصرانية ،
أو يهودية ، أو شيوعية ، أو غير ذلك من الملل والنحل
المخالفة لدين الإسلام، أما أنت فإن الله اختارك مسلمة ،
وجعلك من اتباع محمد ، ومن المتبعين المقتدين بعائشة
وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ،
فهنيئاً لك انك تصلين الخمس ، وتصومين الشهر ،
وتحجين البيت ، وتتحجبين الحجاب الشرعي ،
هنيئا لك انك رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا .
إشراقة : ذهبك دينك ، وحليك أخلاقك ، ومالك أدبك .
ومضة : حسبنا الله ونعم الوكيل
السبيكة الرابعة : لا تستوي مؤمنة وكافرة
فما يدوم سرور ما سررت به ** ولا يرد عليك الغائب الحزن
أن بإمكانك أن تسعدي إذا نظرت في ظاهرة واحدة ؛
وهي واقع المرأة المسلمة في بلاد الإسلام ، وواقع المرأة
الكافرة في بلاد الكفر ، فالمسلمة في بلاد الإسلام ، مؤمنة ،
متصدقة ، صائمة ، قائمة ،متحجبة، طائعة لزجها ،
خائفة من ربها ، متفضلة على جيرانها ، رحيمة بأبنائها ،
هنيئا لها الثواب العظيم ، والسكينة والرضا ،
وأما المرأة في بلاد الكفر ، فهي امرأة متبرجة ، جاهلية ،
سخيفة ، عارضة أزياء ، سلعة منبوذة ، بضاعة رخيصة
تعرض في كل مكان، لا قيمة لها ، لا عرض ولا شرف ولا ديانة ،
فقارني بين الظاهرتين والصورتين ؛ لتجدي انك الأسعد
والأرفع والأعلى ، والحمد لله
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
(آل عمران:139)
إشراقة : كل الناس سوف يعيشون ؛ صاحب القصر ،
وصاحب الكوخ .. ولكن من السعيد ؟
ومضة : الله .. الله ربي لا أشرك به شيئا
السبيكة الخامسة ؛ الكسل صديق الفشل
أعز مكان في الدنا سرج سابح **وخير جليس في الزمان كتاب
أوصيك بمزاولة العمل ، وعدم الركون للفتور والكسل
والاستسلام للفراغ ، بل قومي واصلحي من بيتك أو مكتبتك ،
أو أدي وظيفتك ، أو صلي ، أو أقرئي في كتاب الله ،
أو في كتاب نافع ، أو استمعي إلى شريط مفيد ، أو
اجلسي مع جاراتك وصديقاتك وتحدثي معهن فيما يقربكن من
الله عز وجل ، حينها تجدين السعادة الانشراح الفرح بإذن الله
وإياك .. إياك أن تستسلمي للفراغ أو البطالة ؛
فإن هذا يورثك هموما وغموما ووساوس وشكوكا وكدرا
لا يزيله إلا العمل .
وعليك بالاعتناء بمظهرك ، من جمال في الهيئة ،
ومن طيب داخل البيت ، ومن ترتيب في مجلسك ،
ومن حسن خلق تلقين به زوجك ، وأبناءك ، وإخوانك ،
وأقرباءك ، وصديقاتك ،ومن بسمة راضية ،
ومن انشراح في الصدر .
وأحذرك من المعاصي فإنها سبب الحزن ، خاصة المعاصي
التي تكثر عند النساء ؛ من النظر المحرم ، أو التبرج ،
أو الخلوة بالأجنبي ، أو اللعن والشتم والغيبة ،
أو كفران حق الزوج وعدم الاعتراف بجميله ،
فإن هذه ذوب تكثر عند النساء إلا من رحم الله ،
فاحذري من غضب الباري – جل في علاه ، واتقي الله
فإن تقواه كفيلة بإسعادك و إرضاء ضميرك.
إشراقة ؛ إذا أقبلت الهموم ، تكاثرت الغموم ، فقولي :
" لا إله إلا الله "
ومضة:فصبر جميل
السبيكة السادسة:أنت بما عندك فوق ملايين النساء
سيكفيك عمن اغلق الباب دونه** وظن به الأقوام خبز مقمر
تفكري في العالم بأسره ، إما يوجد في المستشفيات أسرة بيضاء
يرقد عليها آلاف من البشر أصابهم المرض من سنوات ،
واجتاحتهم الحوادث من أعوام ؟ . أما في السجون آلاف من الناس
وراء الحديد ، كدرت عليهم حياتهم وذهبت لذتهم ؟ ،
أما في دور العناية والمستشفيات أناس ذهبت عقولهم
وفقدوا رشدهم فصاروا مجانين ؟، أليس هناك فقراء
يسكنون في الخيام الممزقة وفي الأكواخ لا يجدون كسرة خبز ؟ ،
أليس هناك نساء أصيبت الواحدة منهن فمات جميع أبنائها
في حادث واحد ؟ ، أو امرأة ذهبت بصرها أو سمعها ،
أو بترت يدها أو رجلها ، أو ذهب عقلها ، أو أصيبت
بمرض عضال من سرطان ونحوه ، وأنت سليمة ، معافاة ،
في خير ، وسكينة ، وأمن ، ورضى ؟،
فَ احمدي الله على نعمه ، ولا تصرفي أوقاتك فيما
لا يرضي الله عز وجل من الجلوس طويلا أمام القنوات الفضائية ،
وما فيها من رخص ، وزيف ، وبضاعة مزجاة ، ومادة تافهة ،
تورث القلب الأسقام والأحزان ، وتعطل الجسم عن أداء وظيفته ،
ولكن خذي النافع المفيد ، مثل محاضرة ، أو ندوة ، أو برنامج
طبي نافع ، أو أخبار تهم المسلم والمسلمة ، أو نحو ذلك ،
واجتنبي هذه التفاهات التي تعرض ، وهذا المجنون الذي يصدر ،
فإنها تسقط الحياء والحشمة والدين .
إشراقة : دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله
ومضة : من ساعة إلى ساعة الفرج
السبيكة السابعة : ابني لك قصرا في الجنة
أطعت مطامعي فاستعبدتني **ولو إني قنعت لكنت حرا
انظري كم مر من أجيال ؟ هل ذهبوا بأموالهم ؟ هل ذهبوا
بقصورهم ؟. هل ذهبوا بمناصبهم ؟ هل دفنوا بذهبهم وفضتهم ؟
هل انتقلوا إلى الآخرة بسياراتهم وطائراتهم ؟ لا .!،
فقط جردوا حتى من الثياب والأغطية ، وأدخلوا بأكفانهم في القبر ،
ثم سئل الواحد منهم : من ربك ؟ من نبيك ؟ وما دينك ؟ ،
فتهيئي لذلك اليوم ، ولا تحزني ولا تأسفي على شيء
من متاع الدنيا ، فإنه زائل رخيص ، ولا يبقى إلا العمل الصالح ،
قال سبحانه وتعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
(النحل:97)
إشراقة : المرض رسالة فيها بشرى ، والعافية حالة لها ثمن
ومضة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
السبيكة الثامنة : لا تمزقي قلبك بيديك
إن كان عندك يا زمان بقية **ما يهان به الكرام فهاتها !
اجتنبي كل ما يقتل الوقت ، من مطالعة لمجلات خليعة ، وصور
عارية ، وأفكار بائسة ، أو كتب إلحادية أو روايات ساقطة في
عالم الأخلاق ، ولكن عليك بالنافع المفيد ، كالمجلات الإسلامية ،
والكتب النافعة ، والدوريات البناءة ، والمقالات التي تنفع العبد في
الدنيا والآخرة ، فإن بعض الكتب والمقالات تورث في النفس شكا ،
وفي الضمير شبهة وانحرافا ، وهذه من آثار الثقافة المنحرفة
المنحلة التي وفدت علينا من العالم الكافر ، والتي اجتاحت بلاد
الإسلام . واعلمي أن الله عز وجل عنده مفاتح الغيب ،
وهو الذي يفرج الهم والغم فَ الحي عليه بالدعاء ، وكرري
هذا الدعاء دائما وأبدا :
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من البخل والجبن ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ، فإذا كررت هذا الحديث كثيرا ، وتأملت معانيه ، فرج الله عنك كربك وهمك وغمك بإذن الله .
إشراقة : اغرسي في الثانية تسبيحة ، وفي الدقيقة فكرة ،
وفي الساعة عملا .
ومضة : أمن يجيب المضطر إذا دعاه
السبيكة التاسعة : أنت تتعاملين مع رب كريم جواد
لعل الليالي بعد شحط من النوى **ستجمعنا في ظل تلك المآلف
استبشري خيرا ، فإن الله قد أعد لك ثوابا عظيما ، وهو القائل
سبحانه وتعالى - : (فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى)
(آل عمران: من الآية195) ،
فالله سبحانه وعد النساء كما وعد الرجال ، واثنى على النساء
كما أثنى على الرجال ؛ فقال : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
(الأحزاب: من الآية35)
الآية ، تدل على أنك شقيقة الرجل وقرينته ، وأن أجرك
محفوظ عند الله ، فلك من أفق عالِ الخير في البيت
والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان الله عز وجل ،
فاضربي أحسن الأمثلة ، وكوني نبراسا لأبناء أمتك ،
ومثلا ساميا لهم .
اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعن رضي الله عنها ،
ومريم عليها السلام ، وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة
رضي الله عنهن جميعا ، فهؤلاء وأمثالهن مختارات طيبات ،
مؤمنات قانتات ، صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ،
فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة تجدي
الخبر والبرد والسكينة .
إشراقة : امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوان الرحمن
وسكنى الجنان
ومضة : أليس الصبح بقريب؟
السبيكة العاشرة : أنت الرابحة على كل حال
قل للذي بصروف الدهر عيّرنا **هل عاند الدهر إلا من له خطر ؟!
عليك بالاحتساب ، فإن وقع عليك هم أو غم أو حزن فاعلمي
انه كفارة للذنوب ، وإن فقدت أحد أبنائك فاعلمي أنه شافع
عند الواحد الأحد ، وإن أصابتك عاهة أو مرض في الجسم
فاعلمي أنه بأجره عند الله ، وأنه محفوظ لك عند الواحد الأحد ،
الجوع بأجره ، والمرض بثوابه ، والفقر بجزائه عند الله عز وجل ،
فلن يضيع عند الواحد الأحد شيء ، والله يحفظ هذا ،
كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى يؤديها في الآخرة .
إشراقة : الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
ومضة : فخد ما أتيتك وكن من الشاكرين
بارك الله في من جمعه ولخصه
المفضلات