أخواني الأعزاء .. السند في علم الجرح والتعديل معلوم. فلان (الثقة) عن فلان (الثقة) عن فلان (الثقة) إلى آخر ماينتهي إليه السند.
إن كان الشيخ ثقة .. فلعل غيره قد ألف وزاد وأنتم أعلم بحب الناس لفن "تمليح السواليف" هذا من باب. ومن باب أخر فإن القصة لاتستوي متنًا أبدًا حتى وإن نقلها الشيخ. ربط السبب هنا بوجود "المحرم" أمام الأجانب دون تحديد إذا ماكانت البنت هذه تلبسه بالطريقة المحرمة أم انها تلبسه في غرفتها دون تبرج.
وبعد هذا .. فهل نحن نقدس الرجال؟ وهل ندعي العصمة لفلان على فلان؟ ألا يصح من الشيخ وقوعه في الخطأ؟
يا أخي حضرنا من الدروس ماحضرنا .. يأتي فلان فيقول ياشيخ حدث كذا وكذا وكذا .. فيقول لاحول ولاقوة بالله لم يتأكد من صحة المنقول وثبات الناقل تأخذه الحماسة للدين مثل ماأخذت من غيره ماأخذت. يقول له ياشيخ .. مارأيك في فلان يفعل كذا وكذا .. فيجيب الشيخ على ماجاءه من السائل ومن ثم يذهب بها السائل ليكفر بها فلانا جهارًا نهارًا .. ناسبًا للشيخ هذا التكفير.
هذه الحماسة هي ماتغيب عنا الكثير .. يجيء فلان فيقول سبحان الله .. ألم ترى صورة انشقاق القمر. أذهب إلى موقع ناسا فلا أجدهم أشاروا لها ولو بموضوع فرعي.
يجيئنا فلان آخر فيقول .. ألم ترى إلى صورة الحرمين في صورة القمر الصناعي كيف أنارها الله (سبحانه وتعالى) .. نفاجأ أنها من لعب هاو لبرنامج الPhotoshop.
ويأتينا فلان فيقول الشيخ فلان .. فيصبح قرآنًا منزل؟! الله أكبر!
كان الإمام الشافعي - رضي الله عنه - وهو الشافعي يقول: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .. ونأتي نحن لنسند أقوالنا على سياسة "ولايخالف هذا القول إلا زنديق أو جاهل".
والمقصود من هذا كله .. ائتوني بالسند كما يروى السند؟ وإلا فقولوا على ذمتكم "أخرجها فلان" وبعد أن تأتوني - ولن تأتون - نبدأ حديثنا في متن الكلام المنقول.
وفي حاشية الكلام أقول:
وأما عن الجهل فيعلم الله أني من أجهل الناس وإلا لما رأيتني أقرأ مايقع تحت يدي وأبحث في هذا وذاك, وفي نفس الوقت فإني من أعلم الناس إذا قورنت ببعض ناس. وفي العموم فإن الحال كما هو الحال في تفاضل العلماء على بعض في العلم, فإن الجهلاء يتفاضل بعضهم على بعض في الجهل. علمنا الله وأدبنا وجزانا عن كل من رمى الكلمة في حقنا يبتغي بها الشتم لانسامحه أبدًا كل خير ومغفرة. اللهم آمين.
ولكم تحياتي
المفضلات