الـلـعـنــــة عـلـى من تسبب بهذة الـحــــرب..؟؟
يقول صاحب الحكاية:
سافرت حتي أقبض راتبي التقاعدي، وبعد معاناة من وعثاء السفر، واستلام الراتب، دخلت مطعماً شعبياً، وأخذت أتناول وجبةً سريعةً، وإذ بطفل في العاشرة من عمره، شعره مشعث، وثوبه بسيط، وبيده (علبة علكة)..
كان ينظر إليَّ ويتابع حركة يدي التي تمسك بالخيز
وترتفع من الصحن إلى فمي......
كان وجهه جافاً، ولكنه زاخر بالأحاسيس..
ونظراته تنم عن جوعٍ مزمن...
أشرت إليه بالجلوس أمامي، وطلبت له وجبة،
لكنه سرعان ما قال (أريد سندويشة)..
استجبت لرغبته، فلما أخذ لفافة الفلافل، ابتسم وكأنه حصل على كنز، وأراد القيام، فطلبت إليه أن يأكلها هنا، فنكس رأسه، وقال:
نحن نازحون من ريف إدلب، وأختي مريضة لم تأكل منذ يومين…
أخذت ألاطف الطفل، وأقنعه بأكل السندويشة، ثم اشتريت منه علبة (المستكة) كلها.. وصرت اتودّد إليه حتى علمت أن أباه قد استشهد بالقصف، ودارهم قد تهدمت، فنزح مع أمه وأخته، وهم يعيشون الآن في قبو رطب.
نهضتُ وطلبت إليه أن ينتظرني، وأسرعت إلى عامل المطعم فطلبت وجبةً جاهزة أخذتها وعدت إليه، ورافقته إلى خارج المطعم، وأعطيته الطعام، وقلت له معتذراً :
إني مثلك غريبٌ عن البلد، وسأسافر الآن، فحاول أن يقبّل يدي، لكنني سحبتها بسرعة، عندئذ اغرورقت عيناه بالدموع، وشكرني بأدب،
ثم قال متمتماً:
ـ أمي ستدعو الله لك كثيرا،
لأنها تعيش على الماء منذ ثلاثة أيام..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات