النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية نواف النجيدي
    تاريخ التسجيل
    18 - 10 - 2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    17,654
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    716

    افتراضي قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.


    بسم الله الرحمن الرحيم.

    قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه،بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.
    اعلم أن القلب له حياة وموت، ومرض وشفاء، وذلك أعظم مما للبدن.
    قال تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}أي كان ميتا بالكفر فأحييناه بالإيمان.

    فالقلب الصحيح الحي إذا عرض عليه الباطل والقبائح نفر منه بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها، بخلاف القلب الميت، فإنه لا يفرق بين الحسن والقبيح، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر".
    وكذلك القلب المريض بالشهوة، فإنه لضعفه يميل إلى ما يعرض له من ذلك، بحسب قوة المرض وضعفه.

    ومرض القلب نوعان: مرض شهوة، ومرض شبهة، وأردؤها مرض الشبهة.

    وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

    وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق و(لا توجعه)عقائدُه الباطلة.

    فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته، و: "ما لجرح بميت إيلام"...

    وقد يشعر بمرضه، ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فيؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء.

    فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب في النفس، وليس له أنفع منه،
    وتارة يوطن نفسه على الصبر، ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه، لضعف علمه وبصيرته وصبره، كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن، وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها، ولا سيما إن عدم الرفيق واستوحش من الوحدة وجعل يقول:
    أين ذهب الناس فلي أسوة بهم!

    وهذه حال أكثر الخلق، وهي التي أهلكتهم.
    فالصابر الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده، إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول، {الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}.
    وما أحسن ما قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة - في كتاب الحوادث والبدع -: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد لزوم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا؛ لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا ننظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم.
    وعن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: السنة - والذي لا إله إلا هو- بين الغالي والجافي. فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعتهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلك فكونوا.
    وعلامة مرض القلب عدوله عن الأغذية النافعة الموافقة، إلى الأغذية الضارة، وعدوله عن دوائه النافع، إلى دوائه الضار.
    فها هنا أربعة أشياء: غذاء نافع، ودواء شاف، وغذاء ضار، ودواء مهلك.
    فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي، على الضار المؤذي، والقلب المريض بضد ذلك. وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء، فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة فهو من أجهل الجاهلين وأضل الضالين، فإن الله تعالى يقول: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد}.
    وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.، و"من"في قوله:"من القرآن"لبيان الجنس، لا للتبعيض.
    وقال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.
    فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل للاستشفاء به.
    وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه - لم يقاوم الداء أبدا.
    وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها ؟ !
    فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه، لمن رزقه الله فهما في كتابه.



    شرح الطحاوية لابن ابي العز رحمه الله.

    تحقيق الامام الالباني رحمه الله.

    ص274.


    منقول

    المنبر الإسلامي



    الطَــــرِيق طـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاً بأمر الله [سَأصل ]



    تبوك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    مشرف قسم التراث
    تاريخ التسجيل
    28 - 8 - 2009
    المشاركات
    9,928
    معدل تقييم المستوى
    566

    افتراضي رد: قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

    اشكرك اخي نايف عواد النجيدي على الابداع.. وفعلآ ان مرض القلوب مرض مستعصي لمن لا يرجع الى ربه ..اشكرك على هذا الطرح وبارك الله فيك..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية عبدالعزيز سعد العرادي
    تاريخ التسجيل
    3 - 8 - 2008
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    6,550
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    600

    افتراضي رد: قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

    شكرا لك على الموضوع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية سامي سالم الرخيص
    تاريخ التسجيل
    20 - 2 - 2009
    المشاركات
    542
    معدل تقييم المستوى
    571

    افتراضي رد: قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

    اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين

    [blink]جزاك الله خير ياخياله

    وجعله الله في موازين حسناتك

    وتقبلي تحيالتي واحترامي[/blink]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..!!

    بسم الله الرحمن الرحيم


    هذا من اعظم ماألف في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


    تجده على هذا الرابط

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية نواف النجيدي
    تاريخ التسجيل
    18 - 10 - 2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    17,654
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    716

    افتراضي رد: قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

    أشكركم على المرور الطيب ...!!!



    الطَــــرِيق طـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاً بأمر الله [سَأصل ]



    تبوك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    عضو مجلس الاداره
    تاريخ التسجيل
    28 - 3 - 2009
    الدولة
    بلاد الحرمين الشريفين
    المشاركات
    4,944
    مقالات المدونة
    17
    معدل تقييم المستوى
    571

    افتراضي رد: قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.

    بارك الله فيك ابو اسامه
    واثابك عن ذلك خير الجزاء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا