بر الوالدين مطلب
اللهم ارزقنا برهما
جزاك الله خيرا أخي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
بــرُ كِـلاب بن أمية بن الأسكر الكنانيبوالديه
كان أمية بن الأسكر الكناني يحب الجهاد في سبيل الله ، فطلبمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يخرجـه للجهاد في بلاد فـــارس ففعل عمر وجاهدأمية
هناك ، ثم عــاد إلى المدينة ، وبقي فيهــا فترة حتى كبر سنه ورق عظمه.
وكان لأمية الكناني ولــد يقال له كلاب ، كبر بين يديه حتى أصبح شاباً فتياًيافعاً ، وكان كلاب هـــذا عابداً زاهداً باراً بوالديه ، فأحبه أمية أشد ما يحب الأبابنه ، فتعلقت به نفسه.
وذات يوم نادى الخليفة عمر ابن الخطاب للخروج إلىالجهاد ، فجاءه أمية وقال : يا أمير المؤمنين ،إني والله أحب الجهاد في سبيل الله، وما يمنعني اليوم من الخروج إليه إلا ضعف جسدي وكبر سني ، فقام ابنه الوحيد كلابفقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أبيع الله نفسي ، وأبيع دنياي بآخرتي ، فتعلق بهأبوه وقــال : لا تدع أبواك شيخين كبيرين ضعيفين ربياك صغيراً ؛ فمــا زال كلاب بأبيهيحاول فيه ويرضيه حتى أذن له بالخروج إلى الجهاد.
وخرج كلاب إلى الجهادفغاب عن أبويه ، وكان أمية كل ما تذكر ولده كلاب بكى وبكت زوجتــه ، وذات يوم جلسأمية خــارج بيته فـرأى حمامة تطعم فراخها ، فتذكر ابنه كلاب وأخذ يبكي ، ثم أنشدقائلاً :
لمـن شيخـان قـد نشدا كلابا *** كـتاب الله لــو قبل الكتابا
أنـاديه فـيـعـرض في إباءٍ *** فلا وأبي كلاب ما أصابـا
إذا هتفـت حمـامـةبطن وجٍ *** على بيضاتها ذكرا كلابـا
فـــإنْ مهـاجـريـن تـكنافـــاه *** ففارق شيخهخطِأً وخـابا
تركـتَ أباك مـرعـشة يداه *** وأمك ما تسيغ لهـا شرابا
تنفـضمهـده شفقـاً عليه *** وتجنبه أبا عرها الصعابـا
فإنك قـد تركـت أباك شيخاً *** يطـارق أينقاً شـرباً طِرابا
فإنك والتماس الأجر بعــدي *** كباغي الماء يتبعالسرابا
وازدادَ بكاء أمية على ولده حتى ضعف بصره - ويقال عمي بصره - فقالسأذهب إلى عمر وأقسم عليه أن يرد علي ابني ، فردته زوجته ، فنهرها وذهب ، فلما دخلعلى الفاروق رضي الله عنه ، أنشد أبياتاً يقول فيها :
أعــاذل قــد عذلتِ بغيرعلـمٍ *** ومـا تدرين عـاذل ما ألاقي
فـــإمــا كـنتِ عاذلـتي فردي *** كـــلابـاً إذتــــوجه للعـــراقِ
فتى الفتيان في عسرٍ ويسرٍ *** شــديدَ الـركنِ في يـوم التلاقي
فـلا وأبيكِ ما باليت وجــدي *** ولا شفـقي عليكِ ولا اجتهــــادِ
فلــو فلقَالفــؤاد شديد وجد *** لهـم ســــواد قلبـي بـانفــلاقِ
ســأستعـدِ على الفاروقِ رباً *** لـــه دفـــعُ الحجيج إلى بسـاقِ
وأدعــــو الله مجتهـداً عليه *** ببـطـــنِالأخشبين إلى بقــاقِ
إن الفــاروق لم يـردُدْ كلاباً *** إلـى شيخين هـــامهمــا زواقِ
فتأثر عمر تأثراً بالغاً ، وأرسل إلى أمير الجيش في العراق أن يرددكلاباً ، فأمر أمير الجند كلاب أن يرجع إلى المدينة ، فرجع كلاب لا يدري ما الأمر ،ولا يدري لمـاذا خُص بهذا الخطــاب ، ولما وصــل المدينة ذهب إلى عمــر ابن الخطاب قبلأبويه ، فقال له عمر : يا بني ما بلغ من برك بأبيك ؟ فقال كـلاب : كنت أؤثره علىنفسي وأكفيه أمره ، وكنت إذا أردت أن أحلب لــه لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في إبليفأريحها ، وأتركها حتى تستقر،ثم اغسل ضروعها حتى تبرد،ثم أحلب له فيخرج الحليببارداً،ثم أسقيه إياه،فأرسل عمر إلى أمية أن يحضر إليه ، فجاء أمية يتهادى قـدانحنى ظهــره ، فلما جلس قال له عمر : يا أمية ، كيف تجدك ؟ فقال:كما ترى يا أميرالمؤمنين ، فقال عمر : يا أبا كلاب ، ما أحب الأشياء إليك ؟ قــال أمية : ما أحباليوم شيء ، ما أفرح بخير ولا يسوءني شر ، فقال عمر: ومع ذلك يا أمية ما ذا تتمنى؟ فقال أمية : بلى ، أتمنى كلاب ، أحب أنه عندي فأضمه ضمه ، وأشمه شمه ، فرق له عمروقال : ستبلغ ما تحب إن شاء الله .
وأمر عمر كلاب أن يحلب الناقة كما كانيحلبها لأبيه ، ثم أخذ عمر الإناء الذي فيه الحليب وأعطاه لأمية وقــال : اشرب يا أباكـلاب ، فلما قــرب أمية الإناء من فمه ، توقف برهة وقال : يا أمير المؤمنين ، واللهإني لأشم رائحة يدي كلاب ، فجاء عمر بكلاب لأمية وقال :هذا كلاب يا أبا كلاب ،فوثب أمية من مكانه وضم ابنه وهو يبكي ، فبكى كلاب لبكاء أبيه ، وبكى عمر لبكائهما، وبكى الجميع حتى ضج المجلس بالبكاء.
وقال عمر لكلاب:يا كلاب،ألزمأبويك وجاهد فيهما ما بقيا ، ثم شأنك بنفسك بعدهما ، وأمر بعطاءه وصرفه مع أبيه.
وقال كلاب يبين أنه لم يترك أبويه لدنياه ، وإنما تركهما لآخرته :
لعمركَ ما تركتُ أبا كلابٍ *** كبير السن مكتئباً مصابا
وأمــاً لايـزالُ لهـا حنينُُ *** تناديني بعد رقدتها كلابا
ولكني رجوت بهثوابا
الموضوع مليء بالفوائد والعبر ، وأعظم فائدة يعلمنا إياها الفاروق رضيالله عنه ، أن أجر بر الوالدين أعظم عند الله من أجر المجاهد في سبيل الله على مــالــه من فضل عظيم, فــأين العاقين لوالديهم وأين المقصرين بحـق والديهم يتعضون من بر كلاب لوالديهأنه درس لمن اتعظ فويل لعاق والديه والمقصر بحقهما أنها موعظة يا أخواني وأخواتي أصحو من غفلتكم وهني لمن بر بوالديه وندم علا ما فات وطلب منهم السماح ولازم على طــاعتهم و خدمتهم ومواساتهم وإدخال السرور عليهم ومقابلتهم بوجــه بشوش وكـلام طيب والدعاء لهم وطلبهم العفو ولإباحة عنه عن التقصير منه في ما مضى هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين .
بر الوالدين مطلب
اللهم ارزقنا برهما
جزاك الله خيرا أخي
االله يحفظك مااااطرحته قيم
اللهم ارزقنا بر والدينا
جزاك الله خيرا
الله اكبر بر الوالدين
اخواني اخواتي ان كان ابويكم على قيد الحياه
اغتنمو الفرصه
ولاتنسو انهم سبب دخولك الجنه
اشكرك موضوع جميل
مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله
بارك الله فيك ابو عبد الكريم علىهذا النقل الموفق
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات