النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: على ضفاف الجنة!!!!

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    28 - 10 - 2003
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0

    Wink

    على ضفاف الجنة


    أخي الشاب : يا أعز من نملك ! ويا أغلى من نحب ! لعل رسالتي التي خطيتها من القلب قبل بداية رمضان والتي تحمل عنوان ( قبل أن تعانق رمضان ) وصلت إلى شخصك الكريم ، وكلي أمل أن تكون ممن قرأها، وأمعنت النظر فيها جيداً ، وحققت لك عوداً مباركاً إلى الحياة الحقيقية من جديد وذلك فقط هو الذي دعاني للكتابة بالأمس ، وهاهو اليوم يعاودني من جديد للحديث مرة ثانية مع شخصك الكريم . غير أنّي فكرت هذه الوهلة أن أغيّر نوعية الخطاب ، وأن يكون حديثي معك عن النعيم المرتقب هناك في الحياة الأخروية ، فإن كثيراً من النفوس لا يأسرها إلا رجاء ما عند ربها ، فتتطلّع للخير ، وتبحث عن أسرار العاقبة ، وكم تتمنى أن تسمع على الأقل حديث وعد ، وفسحة أمل ، نحو عيش السعداء ، فهيا أخي الشاب نلتقي وإياك هذه الليلة على ضفاف الجنة ، وحينما نقف وإياك هناك ، لك أن تتأمّل كثيراً ، وتحسب الفرق بين ما أهل الدنيا فيه وبين نعيم يعيشه الأصفياء والصالحون فقط دون غيرهم . يقول في وصفه ابن القيّّم رحمه الله تعالى :
    وكيف يقدّر قدر دار غرسها الله بيده ، وجعلها متقرّباً لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرمه ورضوانه :
    فإن سألت عن أرضها وتربتها : فالمسك والزعفران ، وإن سألت عن سقفها : فهو عرش الرحمن ، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأظفر ، وإن سألت عن حصبائها : فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها : فلبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، وإن سألت عن أشجارها : فما فيها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب . وإن سألت عن ثمارها : كأمثال القلال ألين من الزبد ، وأحلى من العسل . ، وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل ، وإن سألت عن آنيتهم : فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير . وإن سألت عن سعتها : فأدنى أهلها من يسير في ملكه وقصوره وسرره وبساتينه مسيرة ألفي عام . وإن سألت عن خيامها وقبابها : فالخيمة الواحدة من درة مجوّفة طولاها ستون ميلاً من تلك الخيام . وإن سألت عن عرائسهم : فهن الكواعب الأتراب الآتي جرى في أغصانهن ماء الشباب ، فللورد والتفاح مالبسته الخدود ، وللرمان ماتضمنته النهود ، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور ، وللرقة واللطافة ما درات عليه الخصور ، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء القمر من بين ثناياها إذا ابتسمت .

    حمر الخدود ثغورهن لآلئن *** سود العيون فواتر الأجفان
    والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
    ولقد روينا أن برقاً ساطعاً *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
    فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك *** في الجنة العليا كما تريان

    إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ، وإذا حادثته فما بالك بمحادثة الحبين ، يرى وجهه في صحن خدها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره عظمها ولا جلدها ولا حللها ، لو اطلعت إلى أهل الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً ولا استنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتسبيحاً ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها للحي القيوم ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، ووصالها اشهى إليه من جميع أمانيها ، لاتزداد مع طول الأحقاب والأزمان إلا حُسناً وجمالاً ، ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالاً ، مبرأة من الحمل والولادة ، والحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط والبصاق ، والبول والغائط وسائر الأدناس . إن سألت عن السن فأتراب في أعدل سن الشباب ، وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر ، وإن سألت عن الحدق فأصفى بياض في أحسن حور ، وإن سألت عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان ، وإن سألت عن اللون فكأنه الياقوت والمرجان وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك : فهن العُرب المتحببات إلى أزواجهن ، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر لقصر قلت هذه الشمس متنقّلة في برج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيالذة تلك المعانقة والمخاصرة

    وحديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجن قتل المسلم المتحرّز
    إن طال لم يملل وإن هي حدّثت *** ودّ المحدّث أنها لم توجز

    اهـ كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى

    هذه هي الجنة أخي الحبيب ، يل هذا جزء يسير من وصفها الفيّاض ، ولك أن تعيد قراءته بين الفينة والأخرى ، ، فإن ما نقله ابن القيّم رحمه الله هو خبر عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم جاء مستفيضاً في القرآن الكريم ، والسنة النبوية أحببت أن يصل إليك في شهر رمضان خاصة ، الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتتزيّن لأهلها ، فإن تاقت نفسك إلى دخولها ، والعيش في هذا النعيّم فذلك ما نتمناه ، وأنت صاحب القرار ، وأمرك بيدك ، لكن تأكد تماماً أن توبتك هي الطريق الوحيد الذي يوصلك إلى هذا العالم الروحاني العجيب ، وشهر رمضان هو أنسب الشهور ، وأعظم الأيام ، وأقرب الفرص التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار . فإن أبيت إلا الإصرار على جلسة الرصيف على الوتر السامر أو أمام شاشة الفضائيات ، أو حتى في ساحات المقهي فحسبي أنني أوصلت الرسالة في أوضح معنى ، وأجلى قيمة ، وتخيّرت لنشرها أعظم الأوقات ونفسك فقط هي التي تأبى الهداية ، وتُصر على الغواية ، وتحاول جاهدة في سبيل المعصية ، فأنّى لها الصلاح ، وكيف تعيش طعم الحياة الحقيقية ، وحينما تجد شيئاً من الآلام أو تشعر بشيء من القسوة ، أو تجد مس الضيق والكآبة فهي التي قررت هذا المصير دون ضغط أو إكراه من أحد ، وقد بذلت لك النصيحة في ثوب جديد ، وخطاب وئيد ، وحسبي أنني اجتهدت ولست مسؤولاً عن فشلك أو عدم نجاحك في رحلة الحياة على وجه العموم .

    منقول /
    أخوكم :سعد الرموثي
    وكل عام وأنتم بخير[/SIZE]
    [U][FONT=Optima][SIZE=14][COLOR=blue][B]

    سعدكو

  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    Arrow

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
    هذه هي الجنة أخي الحبيب ، يل هذا جزء يسير من وصفها الفيّاض ، ولك أن تعيد قراءته بين الفينة والأخرى ، ، فإن ما نقله ابن القيّم رحمه الله هو خبر عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم جاء مستفيضاً في القرآن الكريم ، والسنة النبوية أحببت أن يصل إليك في شهر رمضان خاصة ، الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتتزيّن لأهلها ، فإن تاقت نفسك إلى دخولها ، والعيش في هذا النعيّم فذلك ما نتمناه ، وأنت صاحب القرار ، وأمرك بيدك ، لكن تأكد تماماً أن توبتك هي الطريق الوحيد الذي يوصلك إلى هذا العالم الروحاني العجيب ، وشهر رمضان هو أنسب الشهور ، وأعظم الأيام ، وأقرب الفرص التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار . فإن أبيت إلا الإصرار على جلسة الرصيف على الوتر السامر أو أمام شاشة الفضائيات ، أو حتى في ساحات المقهي فحسبي أنني أوصلت الرسالة في أوضح معنى ، وأجلى قيمة ، وتخيّرت لنشرها أعظم الأوقات ونفسك فقط هي التي تأبى الهداية ، وتُصر على الغواية ، وتحاول جاهدة في سبيل المعصية ، فأنّى لها الصلاح ، وكيف تعيش طعم الحياة الحقيقية ، وحينما تجد شيئاً من الآلام أو تشعر بشيء من القسوة ، أو تجد مس الضيق والكآبة فهي التي قررت هذا المصير دون ضغط أو إكراه من أحد ، وقد بذلت لك النصيحة في ثوب جديد ، وخطاب وئيد ، وحسبي أنني اجتهدت ولست مسؤولاً عن فشلك أو عدم نجاحك في رحلة الحياة على وجه العموم .
    جزاك الله خير
    شكرا لك
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا