جزاك الله خيرا.
وجعل ماكتبتي في موازين حسناتك
أسأل الله أن يرزقك ووالديك
الفردوس الأعلى.
اللهم أعناعلى ذكرك
وشكرك وحسن
عبادتك.
أولئك الأخيار بهم نقتدي
يقول تعالى : {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
لو نظرنا إلى حال الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم و السلف الصالح لوجدنا أن هممهم كانت أعلى وأعظم من هذه الدنيا، ولهذا ضحوا بكل شيء في ذات الله سبحانه وتعالى ..
أما لو تفكرنا حالنا لو جدنا أننا نتعرض للفتورة و الإنقطاع .. وهذا من أكثر ما يعرض لكل عباد الله إلاَّ من رسخ في قلبه الإيمان والتقوى، وبلغ درجة الصديقين ومنزلة المحسنين،
أما أكثر الناس -ولا سيما في بداية الطريق- فهذا حالهم وشأنهم، فمهما عزموا وأكدوا العزم، فإنهم يعتريهم شيء من الضعف، ثم قد يثبت الإنسان، ويراجع نفسه، ويشحذ همته، ويجدد عزيمته، فيوفقه الله سبحانه وتعالى لبلوغ الغاية، وقد يكون عقب ذلك الانقطاع الضياع والهلاك.
فهذه حكايات و دروس من أصحاب الهمم الذين تجاوزت همتهم ومرادهم مقاييس الحياة الدنيا فباعوها لله ..
يقول الشاعر : وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .. إنّ التشبه بالكرام فلاحُ
و قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
وقال الحسن البصري - رحمه الله - : ( قلما تشبه رحلٌ بقوم إلا كان منهم )
و يقول أحدهم :
كرّر عليّ حديثهم يا حادي .. فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي ..
* القصص من جمع و إعداد : د . زيد الرماني
الحكاية الأولى
جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي و صفة الصفوة لإبن الجوزي
أن منصور بن المعتمر رحمه الله صام أربعين سنة وقال ليلها
يبكي فتقول له أمه : يابني قتلت قتيلاً ؟
فيقول : أنا أعلم بما صنعت بنفسي فإذا كان الصبح كحل
عينيه و دهن رأسه وبرّق شفتيه و خرج إلى الناس ..
الدروس :
1 - الخوف من الرياء
2- عدم إظهار أثر الجهد والسهر
3- البكاء و أثره في العبادة
4- الصيام والقيام وفضلهما
الحكاية الثانية
جاء في إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي سئل حاتم
الأصم رحمه الله عن صلاته فقال :
إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء و أتيت الموضع الذي أريد
الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجمتع جوارحي ثم أقوم إلى صلاتي
و أجعل الكعبة بين حاجبي و
الجنه عن يميني و النار عن شمالي وملك الموت ورائي و أظنها آخر صلاتي ثم أقوم بين الرجاء والخوف و أكبر تكبيراً بتحقيق و أقرأ قراءة ترتيل و
أركع بتواضع و أسجد سجوداً بتخشع و أقعد على الورك الأيسر و أفرش ظهر قدمها و أنصب القدم اليمنى على الإبهام و أتبعها الإخلاص ثم لا أدري
أقبلت مني أم لا ..
الدروس :
1- المؤمن يصلي صلاة مودع
2- المؤمن بين الخوف والرجاء
3- الإخلاص والنية الصادقة شرط ضروري في العبادات
4- ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل
5- الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلي )
الحكاية الثالثة
جاء في صفوة الصفوة أن قيس بن مسلم رحمه الله زار ذات ليلة محمد بن جحادة رحمه الله فأتاه وهو في المسجد بعد صلاة العشاء ومحمد قائم يصلي
فقام قيس بن مسلم في الناحية الأخرى يصلي فلم يزالا على ذلك حتى طلع الفجر و كان قيس بن مسلم إمام مسجده فرجع إلى الحي فأمهم و لم يلتقيا ولم
يعلم محمد مكانه فقال بعد أهل المسجد : زارك أخوك قيس بن مسلم البارحة فلم تنفتل إليه قال : ما علمت مكانه . فغدا عليه فلما رآه قيس مقبلاً قام إليه
فاعتنقه ثم خلوا جيمعاً فجعلا يبكيان ..
الدروس :
1- الأخوة و المحبة لله و في الله
2- الخلوة في الطاعة و العبادة
3- إحياء مبدء تعال نؤمن ساعه
4- أفضلية التزاور بين الإخوان
5- المشاركة في الطاعة و العبادة
لحكاية الرابعة
جاء في صفوة الصفوة أن القاسم بن راشد الشيباني رحمه الله قال : كان رفعة بن صالح رحمه الله نازلاً عندنا وكان له أهلٌ و بنات وكان يقوم فيصلي
ليلاً طويلاً فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته :
يا أيها الركب المُعرَّسونا .. أكُلُّ هذا الليل ترقدونا .. ألا تقومون فتصلونا
قال : فيتواثبون من هناك باكٍ ومن ههنا داعٍ ومن ههنا قارئ ومن ههنا متوضيء فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يحمد الناس (القوم) السُرى ..
الدروس :
1- إحياء الليل بالصلاة والقيام
2- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
3-القدوة والأسوة في البيت الصالح
4- حرص الأولين على الطاعة والعبادة
5- مناصحة الأهل و الأولاد بالخير
6- قيام الليل يكون بالصلاة والقيام و قراءة القرآن و البكاء من خشية الله
الحكاية الخامسة
جاء في صفوة الصفوة أن امرأة حبيب العجمي بن محمد انتبهت ليلة وهو نائم فأنبهته في السحر
و قالت له : قم يا رجل فقد ذهب الليل وجاء النهار بين يديك طريق بعيد و زاد قليل و قوافل الصالحين قد سارت و نحن قد بقينا
الدروس :
1- الحياة الزوجية أصلها التواصي بالحق
2- حرص الأولين على قيام الليل و عمارة السحر
3- طريق الدنيا ملئ بالآفات و الشهوات و الشبهات
4 - قوافل الصالحين يجب أن تكون قدوة لمن أراد الوصول و السعي إلى الاخرة
إذا انت لم تزرع و أبصرت حاصداً .. ندمت على التسويف في زمن البذر
الحكاية السادسة
جاء في حلية الأولياء و طبقات الأصفياء لأبي نعيم أن امرأة حسّان بن أبي سنان قالت : كان يجيء حسّان فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة حبيبها فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ثم يقوم فيصلي فقلت له : يا أبا عبد الله كم تعذب نفسك ؟ أرفق بنفسك
فيقول : اسكتي ويحك , يوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زماناً
الدروس :
1 - حقوق الزوجة ينبغي القيام بها
2- أدب حسان وحسن خلقة مع زوجته
3 - الخلوة بالقيام و الصلاة
4- انتهاز فرصة الحياة قبل الممات
الحكاية السابعة
جاء في صفوة الصفوة أن منصور بن زاذان رحمه الله توضأ يوماً فلما فرغ دمعت عيناه ثم جعل يبكي حتى ارتفع صوته
فقيل له : رحمك الله ما شأنك ؟
فقال: و أي شيء أعظم من شأني ؟
أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذة سنة و لا نوم فلعله أن يُعرض عني .
الدروس :
1- كان بعض السلف ( علي بن الحسين ) إذا توضأ أصفر لونه
2- وكان بعضهم ( أبو عمران الجزلي ) إذا سمع الأذان تغير لونه و فاضت عيناه
3 - و كان أحدهم ( عدي بن حاتم ) يقول ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا و أنا على وضوء
4- خوف المؤمن من ربه
5- الاستعداد للقاء الله
6- من أراد أن يكلم الله فليدخل في الصلاة كما يقول حسن البنا
الحكاية الثامنة
جاء في حلية الأولياء أن سعيد بن المسيب رحمه الله قال : ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة , و ما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة ..
الدروس :
1- يقول بُرد مولى سعيد بن المسيب ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا و سعيد في المسجد ..
2- و قال ربيعة بن يزيد : ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا و أنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً ..
3- و قد ورد عن بعض السلف ( يحيى بن سعيد ) أنه لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة .
4- وقال أحدهم ( عدي بن حاتم ) ما جاء وقت الصلاة إلا و أنا إليها بالأشواق , و ما دخل وقت صلاة قط إلا و أنا لها مستعد ..
5- وقال الآخر ( ابن سماعة ) مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي ..
6 - حرص السلف الصالح على الصلاة و شوقهم إليها و أستعدادهم لها ..
الحكاية التاسعه
جاء في مكاشفة القلوب لأبي حامد الغزالي أن حاتم الأصم رحمه الله قال : فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو اسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف ..
الدروس :
1- مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا
2- مشاركة الأخوان في الخير و المناصحة
3- يتجلى هنا أدب من آداب السلف أدب التعزية
4- فقه أبي اسحاق رحمه الله حين عزى حاتم الأصم و كأن حاتماً فقد ولداً من أولاده حين فاتته صلاة
5- الصلاة المفروضة عند المؤمن أغلى من نفسه و ولده
الحكاية العاشرة
جاء في سير الأعلام و صفة الصفوة أن منصور بن المعتمر رحمه الله كان يصلي في سطحه فلما مات
قال غلام لأمه : يا أماه : الجذع الذي كان في سطح آل فلان لا أراه ؟
قالت : يا بني ليس ذاك جذع .. ذاك منصور قد مات ..!!
الدروس :
1- خشوع ابن المعتمر رحمه الله و كأنه جذع واقف
2- إدامه و طول قيام الليل عند ابن معتمر رحمه الله
3- ذكر محاسن الميت
م.ن
جزاك الله خيرا.
وجعل ماكتبتي في موازين حسناتك
أسأل الله أن يرزقك ووالديك
الفردوس الأعلى.
اللهم أعناعلى ذكرك
وشكرك وحسن
عبادتك.
جزاك الله بالخير ياب
جعلها في موازين حسناتك
احسنت واحسن الله اليك دروس رائعه جزك الله خير واجزل الله لكم المثوبه
جميعاً ...شكرالله لكم وأحسن الله إليكم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات