يرفع هذا الموضوع
وتم نقله من الشعر الشعبي
الى هنا
.................................
موسى ربيع البلوي
شكراً لك على هذا النقل الرائع
الزوجة في الشعر
(الشبكة الإسلامية)محمود عوض
يبدو أن حظ الزوجة قليل في الشعر عند العرب وعند غيرهم ، أما المرأة فحظها أوفر من حيث إنها تكون أماً أو أختاً أو بنتاً أو جدة وممن كتبوا صراحة في الزوجة: عبد السلام البسيوني في انشودته: حبيبتي زوجتي التي يقول فيها:
براك الله لي سكنا ورَوْحاً ينعش البدنا
وأهدى من كرامته حناناً دافقاً.. وسنا
وأودع بعض رحمتِه بقلبك كي أفوز أنا
وسوّاك بنصف الدين كي تدنو الجنانُ جَنَى
أيا نوراً بأيامي لقد طوقتني مننا
فخير متاع دنيانا غدا بيديك مرتهنا
لأنت الواحةُ الغنّاءُ تمحو الهمَّ والحزنا
والأبيات التالية أوردها أحمد حسن الزيات في كتابه "تاريخ الأدب العربي" 54 ، وهي مما ينسب لعمر بن أبي ربيعه يصف حال امرأته عندما علمت بزواجه من غيرها،
خَبَّروها بأني قد تزوجت = فظلت تكاتم الغيظ سراً
ثم قالت لأختها ولأخرى = جزعاً: ليته تزوج عشرا
وأشارت إلى نساء لديها = لا ترى دونهن للسر ستا
ما لقلبي كأنه ليس مني = وعظامي كأن فيهن فترا
من حديث نما إليّ فظيع خلت في القلب من تَلّظّيه جمرا
وواضح في الأبيات صدق تعبير الزوج الشاعر عن زوجته المتضررة ، على أن المرأة عموماً محور من محاور الشعر وغرض من أغراضه الثابتة عند الشعراء ، فهذا الشاعر الفرعوني قبل آلاف السنين يغني لحبيبته ولا ندري أكانت زوجته أم لا:
ها أنا أرى حبيبتي مقبلة
تتهادى كنسمة الربيع
بقوامها الذي يشبه النحلة الرفيعة مرفوعة الرأس
يداعب الريح ضفائرها
وتزين الثمار الحمراء خدودها وجيدها
تكاد قدماها لا تلمسان الأرض
وهي تخطو كراقصات المعبد
وتتماوج ذراعاها ويداها في دلال
كأمواج البحر
ولأن الشعر وجدان كما قال الشاعر عبدالرحمن شكري (من المؤصلين لمدرسة التجديد):
ألا يا طائر الفردوس إنّ الشعر وجدان
فقد انصرف وجدان الشعراء إلى من يحبونهم من النساء (المحبوبة - الأم - الزوجة - الأخت - البنت - الجدة - وغيرهن) ، وهذا شوقي أمير الشعراء في العصر الحديث يفرغ وجدانه في رثاء أمه:
إلى الله أشكو من عوادي النّوى سهما
أصاب سويداء الفؤاد وما أصمى
من الهاتكات القلب أول وهـــلة
ولا داخلت لحماً ولا لامست عظما
ومن قبل شوقي صرف المتنبي - وهو من أمراء الشعر الكبار - وجدانه شعراً في رثاء جدته فقال:
ألا لا أرى الأحداث مدحاً ولا ذماً
فما بطشها جهلاً ولا كفّها حلما
إلى مثل ما كان الفتى مرجعُ الفتى
يعود كما أبدى ويكرى كما أرمى
لكِ الله من مفجوعة بحبيبهــا
قتيلة شوق غير ملحقها وصمــا
أحنّ إلى الكأس التي شربت بها
وأهوى لمثواها التراب وما ضمّـا
ومن قبل شوقي كذلك نجد محمود سامي البارودي - مجددّ الشعر الأول في عصوره الحديثة - يفيض شعره بسيل لاذع من الحزن والشجى والتفجع المرير وهو يرثي زوجته فيقول:
أيَدَ المنون قَدَحتْ أيّ زناد وأطرْت أية شعلةٍ بفؤادي
وهو الذي أبدع من قبل في حبها فقال:
وسرت بجسمي كهرباءة حسنه فمن العروق به سلوك تخبرُ
على أننا نجد نماذج من الشعر الوجداني في الزوجة صافية من غير تكلف ، خالية مما كان يردده الأقدمون والمعاصرون أيضاً في أشعارهم من وصف ضخامة الأرداف ورقة الخواصر ، والريق والنهود واللثم وغير ذلك مما ينصرف إلى تصوير اللذة الحسية ، فهذا إسماعيل صبري الشاعر الرقيق يصف حسن الزوجة أو المرأة عموماً فيقول:
إن هذا الحسن كالماء الذي فيه للأنفس بـرء وشفــاءْ
لا تذودي بعضنا عن ورده دون بعض واعدلي بين الظمــاء
وتجلي واجعلي قوم الهـوى تحت عرش الشمس في الحكم سواء
أقبلي نستقبل الدنيا ومــا ضُمّنته من معــدات الهنــاء
وأسفري تلك حليّ ما خلقت لتواري بلثام أو ضبــــائي
وابسمي من كان هذا ثغره يملأ الدنيا ابتساماً وازدهــاء
ونسجل هنا رقة هذا الشعر، ونسجل أيضاً أن أعوج ما فيه دعوته للسفور، ومثل هذه الرقة نجدها في عامياته أيضاً مثل قوله:
الحلو لما انعـــطف أخجل جميع الغصون
والخدر آم ما انأطف ورده بغير العيــون
يا ألب اد انت حبّيت ورجعــت تنــدم
صبحت تشكي مالإيت لك حدّ يرحــــم
نجدها كذلك في عاميات أحمد شوقي إذ يقول في وصف زوجة ابنه يوم عرسها:
الشمس طالعــة في التلّـى ورده وعليها توبْ فلّى
ملحة في عين اللي ما يصلى ولا يقولشي تتهــنّى
حرة تصونك وتصــونهـا وتقوم بدارك وشؤونها
وتشوف عيــونك وعيونها دخلة ولادك والحنــة
دنيا جميلة قوم خُـــدهـا ستّك وبالمعروف سيدها
قوم يا عريسنا بوس إيـدهـا وصلّ واطلـب واتمنّى
ومن الرقة والفرحة مع المحبوبة إلى الهموم المتدافعة والأحزان المتلاطمة في شعر خليل مطران وهو يناجي صاحبته يقول:
ولقد ذكرتك والنهــار مودّعٌ والقلبُ بين مهابةٍ ورجــاء
وخواطري تبدو تجاه نواظــري كلمى كدامية السحاب إزائي
والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائي
والشمس في شفق يسيل نضـارة فوق العقيق على ذرى سوداء
مرت خلال غمامتين تحّــدراً وتقطّرت كالدمعـة الحمـراء
فكأن آخر دمعة للكـون قـد مزجت بآخـر أدمعي لرثائي
وإلى الأشواق الجارفة للقاء الحبيبة عند أحمد زكي أبو شادي:
أمانـاً أيها الحــبّ سلاماً أيهـا الآسـى
أتيت إليك مشتفيــاً فراراً من أذى الناس
أطلّي يا حياة الـرو ح في عينّي تحيـــيني
شرابي منـك أضـواءٌ وقُوتي أن تناجيــني
ولو أننا استرسلنا لطال بنا المقام ، ولكننا نكتفي بأبيات من إبراهيم ناجي تصور وقائع عشقه وحبه يقول:
يا غراماً كان منى في دمي قدراً كالموت أو في طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمـه
ما انتزاعي دمعة من عينـه واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه
ومجمل القول أن المرأة أحد الموضوعات المهمة التي تصدى لها الشاعر سواء كانت أماً أم زوجة أو بنتاً أو غيرهن من النساء ، وأكثر ما يقع في الشعر هو ذكر المحبوبة التي يصفها الشاعر وصفاً حسياً دقيقاً لا يترك ملمحاً من ملامحها أو عضواً من أعضائها أو طبعاً من طباعها إلا وأعمل فيه أدوات وصفه وشعره ، بل وأجرى عليها أمور الشهوة واللذة.
وأحياناً يقتحم عليها مخدعها ويواقعها فاجراً غير متحرج ، لا يقفه ولا تردعه فضيلة، وهذا كثير عند امرئ القيس، والشماخ بن ضرار ، وسحيم عبد بن الحسحاس وغيرهم.
أما جرير فقد اختص بتلك المطالع الغزلية الشجية الضاربة في الوجدانية والعذرية.
أما الزوجة فلم ينزل بها أحد هذه المنازل الفاضحة ، وإنما كانوا ينزلونها منازل الصون والعفاف ، وما ذلك إلا لأنها لم تكن - غالبا - تظهر في أشعارهم إلا في رثائها عندما تموت!!
منقووول
التعديل الأخير تم بواسطة عايد السميري ; 06-22-2007 الساعة 10:20 AM
موسى ربيع البلوي
.
الف الف شكر لك على هذا النقل الراقي ..
ولك خالص الشكر
,
●لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }
بصراحه ابدعت في النقل والاختيار خيو يعطيك الف عافيه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات