مع إشراقة كل صباح بعد أن تبتسم الشمس لكل من إستيقظ على تلك الأشعه مرة أخـرى يصادفني القدر بذلك الصديق حينما أشاهده في شحوبة وجهه وبسمته المدفونه وتهالك قامته في ذلك الصباح أبادله التحية بالسلام عليكم يا(سمير) يقابلني بالرد بصوت منخفض وعليكم السلام ومن ثم يبدأ بوابل من جُمل التأفف والتضجر والسخط على هذه الحياة بعبارات منذ أن عرفت سمير وهو يرددها تأتي بسرعة البرق على مسامعي حتى كدت أن لا أقوم بإلقاء التحية عليه ذات يوم فقد سئمت من شكواه المتردده على مسمعي حتى أيقنت أن الإمام الغزالي لو كان موجودا وشاهد سمير لما أصدر كتاب جدد حياتك بل عنونه بدمر حياتك فالشكوى التي يصدح بها سمير مع كل إشراقة شمس أثرها بالغ على نفسية سمير فأجده يخرج في هندام لايبالي به مع أنه يملك من المال مايجلب له أفضل من لباسي ولباس عشرة من أمثالي ولكن هو التضجر هو إدمان الشكوى ماجعل سمير يهمل حتى مظهره أمام الجميع ويتفرغ لإثقال كاهل البشر بالشكوى التي لازمت لسانه على مر السنوات الماضيه فكل عبارة يصدح بها سمير تحمل السلبية في طياتها وتحطيم الذات في جميع جوانبها والإرهاب الداخلي في عنوانها وأكاد أجزم أن سمير لايكف عن جلد ذاته باليوم بعدد دقائق اليوم بل وأكثر من ذلك .
وعلى النقيض تماما يكون صباح صديقي الآخر ( سند ) رغم أنه إسمه يوحي بماهو ملتصق بأيام الغزو والعراك والنهب والسلب إلا أنه يستقبل صباحه في أمل ونظرة مشرقة للمستقبل ولا أكاد أمل من سماع أمانيه دوما ولربما تحققت له بجهد قليل وإلتزام في الصلاة كونه إيجابي في تعاطيه لأحداث يومه .
والنموذجين السابقين يتواجدون في حياتنا في كل لحظه وعليك بتقييم نفسك هل أنت سمير المتضجر حتى من شرب الماء تجده يشتكي الماء يضر بالصحه كونه يحتوي على معقمات أثرها بالمدى البعيد سوف يظهر ومن ثم يشطح بك الى أن يذكر أن المادة الفلانيه عقدة له بالحياه وأن حظه السيء سوف يجعله في القاع دوما رغم أني لست مؤمن بالحظ جملة وتفصيلا أم أنك عزيزي المتصفح سوف تكون على شاكلة صديقي سند عندما يفشل في جامعة المدينه المنوره ويذهب الى جامعة الجوف وتسأله لماذا فشلت بالمدينه يفصح لك أنه فشل بالمدينه ولكن سوف يكون مهندس بالجوف بعد أن فشل أن يكون كيميائي بالمدينه فالأمل المعـقود على لسان صديقي سند يعطي للحياة قالب سكر مع كل كل حدث لايسر ..
فإن إخترت أن تكون متفائل دوما عليك بالحذر من مدمني الشكوى مِن مَن هم على شاكلة سمير فقد يجعلون حياتك مليئة بالهموم بإدمانهم على الشكوى.
بقلم /
سامر
المفضلات