يعد حمّام السمرة المقام على مساحة 500 متر من أرض مدينة غزة القديمة، معلما تاريخيا ومزارا طبيا، ومتنفسا حيويا يلوذ به الكثيرون من أبناء قطاع غزة ممن أرهقت الأوضاع المأساوية كاهلهم بفعل إفرازات الاحتلال وجرائمه التي شهدها سكان القطاع على مدار سنوات الانتفاضة الخمس الماضية.
وعلى الرغم من قدم الحمام الذي يشير أحد النقوش بداخله إلى أن أول ترميم له يعود إلى أوائل زمن العهد المملوكي، عندما قام الملك سنجر بن عبد الله المؤيدي بتجديده عام 685هـ، فإنه اكتسب في السنوات الأخيرة شهرة كبيرة وإقبالا متزايدا من قبل الغزيين مقارنة مع الأعوام التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية عام 2.
تزايد المستحمين
ويقول مراد عوض مسؤول إدارة الحمام إن أعداد المستحمين تضاعفت في السنوات الأخيرة بشكل لافت نتيجة حرمان الاحتلال لمعظم سكان قطاع غزة من ولوج البحر خلال سنوات الانتفاضة وسيطرة المستوطنين على مساحات كبيرة من شواطئ البحر قبل الانسحاب من المستوطنات نهاية العام الماضي.
ويتكون الحمام المنخفض نسبيا مقارنة مع ما يحيط به من مبان حديثة، من عدة أقسام وفراغات، تبدأ بمدخل الحمام الذي يأخذ شكل السلم المنحني إلى أسفل، وتشرف نهاية المدخل على قاعة القبة الرئيسية التي تتوسطها نافورة مياه.
وتضم القاعة الرئيسية إيوانين، الأول تغلب المطرزات التراثية الفلسطينية على أوسدته وأسرته ويستخدم كاستراحة خارجية للمستحمين بعد الفراغ من الاستحمام، أما الإيوان الثاني فحول إلى كافتريا للنزلاء تصطف على جنباته أباريق الفخار القديمة.
وتتصل قاعة القبة الرئيسية من الجهة الشمالية بممر يقود إلى حمام البخار الساخن والاستراحة الداخلية وغرفة التدليك، بينما يصحبك سلم صغير إلى السقف الأعلى لمبنى الحمام، تشاهد فيه القباب الصغيرة وكميات الأخشاب التي تستخدم كوقود للفرن الذي يسخن الماء وأرضية الحمام.
آلية عمل الحمام
وعن الطريقة المتبعة من قبل المستحمين للاستفادة من زيارتهم للحمام أوضح عوض أن المستحم يدخل في الخطوة الأولى إلى غرفة الحمام الواسعة و يستلقي على بلاطها الساخن لمدة نصف ساعة أو أكثر، لمساعدة مسمات جسده على إفراز كميات كبيرة من العرق تقضي على ما يعلق بالجسد من شوائب.
وأضاف أن المستحم يدخل بعد الخطوة الأولى إلى مرحلة التكييس، وفيها يستخدم ليفة خاصة لدعك جسده لمدة ما بين 10 و15 دقيقة، تليها مرحلة التغسيل بالماء الساخن والصابون النابلسي المصنع من زيت الزيتون بمدينة نابلس في الضفة الغربية للقضاء على الميكروبات أو الطفيليات التي تعيش في المياه الساخنة، ثم يغسل بالمياه الباردة للقضاء على الميكروبات أو الطفيليات التي تعيش في المياه الباردة على حد تعبيره.
وأشار إلى أن المرحلة الأخيرة في عملية الاستحمام تنتهي بمرور المستحم على "المغطس" وهو عبارة عن حوض صغير من الماء الساخن، تتراوح درجة حرارته بين 40 و50 درجة مئوية، يمكث فيه المستحم بضع دقائق ثم يخرج إلى الاستراحة الداخلية ليجفف نفسه استعدادا للانتقال إلى غرفة التدليك.
ولفت المسؤول عن إدارة الحمام إلى أن الأطباء الذين زاروا الحمام أكدوا أن درجة حرارة المياه الساخنة والبخار لهما القدرة على شفاء الإنسان من الأمراض التنفسية كالربو وأمراض الظهر كالغضروف.
كما لفتوا إلى قدرتها على تنشيط الدورة الدموية وعلاج تقلص العضلات وتقوية العملية الجنسية وغيرها من الأمراض، مشيرا إلى أن الحمام يرتاده النساء والرجال في ساعات محددة لكل منهما.
نبدأ بالصور
الصورة الاولى عام 1928م
أتمنى أن ينال اعجابكم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات