وقصة راعي الدباب الاندونسي.
"ميدي" سائق "دباب أجرة" اندونيسي، يبلغ من العمر خمسين عاماً، يخرج مبكراً كل صباح طلباً للرزق، كان يمر بجوار سفارة خادم الحرمين الشريفين بجاكرتا قبيل موسم الحج، فيرى الحشود الذين يتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرات للحج، فكان يسأل الله عز وجل أن يمن عليه يوماً برؤية الكعبة، التي يتوجه إليها في اليوم خمس مرات للصلاة، ولم يشاهدها إلا في الصور وعبر التلفاز.
حلم "ميدي" كان أكبر من قدراته وامكاناته، فكيف يؤدي الفريضة، وهي تحتاج إلى نفقات مادية، ومصاريف، وتذكرة سفر، واقامة، وملابس، وغيرها مما يحتاجه الحاج، بل كيف سيترك "دبابه" وهو الذي ينفق عليه هو وأسرته الكبيرة. ولم يخطر ببال "ميدي" ان يتحقق حلمه: وأن يكون من حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا من كل حدب وصوب في حج هذا العام، بل لم يخطر بباله أن ينال حجة على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ضمن مكرماته العديدة، التي يشهد بها القاصي والداني، فهو رجل بسيط، يعيش قوت يومه، فلا أحد يعرفه حتى يدون اسمه، أو يرفعه ضمن الأسماء التي تؤدي الفريضة ضمن حجاج المكرمة.
وفي موقف "دبابات الأجرة" ب"شيوتات تتنغرانق بتتر" إذا بكالمة هاتفية تأتي ل"ميدي" عبر جواله، وكان المتحدث موظف بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجاكرتا، يزف البشرى له بأن يستعد، لأنه سيؤدي فريضة الحج هذا العام على نفقة خادم الحرمين الشريفين.
لم يصدق "ميدي" الأمر، وكاد يطير ليصل ب"دبابه" إلى سفارة المملكة، ويخبر المسؤولين عن الأمن بالأمر، فيراجعون المختص، ويخبرونه بحقيقة الأمر، وأن اسمه موجود ضمن المكرمة، وعليه التفضل بمقابلة الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين، فيدلف بسرعة، ويلتقي بأحد المسؤولين في مكتب الملحق الديني، ليطلب منه جواز سفره، ويخبره بموعد السفر، وما عليه إلا أن يجهز أوراقه فقط، وكافة النفقات ومستلزمات الحج، والاستضافة على نفقة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -.
كاد "ميدي" يطير فرحاً، فسجد لله شكراً، وهرع إلى منزله ليزف البشرى السعيدة، ويتحول المنزل إلى أفراح، و"ميدي" الآن في رحاب مكة المكرمة يؤدي فريضة الحج ضمن الحجاج الذين استضافهم خادم الحرمين الشريفين في المكرمة، ولسانه يلهج بالدعاء أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأرض الحرمين الشريفين من كل سوء
المفضلات