آه منتديات بلي .. كم هي غنية الآن .
أشكرك أخي / حماد السحيمي , وأيما شكر .
أحييك وأحيي أصلك الطيب , وأدعوا الله أن يقويك على أخوانك , فيصيبهم بعض صلاحك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير ، الحمد لله الذي يقول للشيء كن فيكون ، وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون ، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه ، وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه ، وسبحان من كشف الضر عن أيوب ، ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار ، وما تعاقب الليل والنهار .......أما بعد ،،،أيها الأخوة و الأخوات :قـال الحــق تبارك و تعالى{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31إن الله سبحانه هو الرحيـم التواب ، الكريم الوهّاب ، يغفر الذنوب جميعاً و يحب التوابين المتطهّرين ، و يغفر سبحانه للمنيبين و المستغفرين ، و يقيل عثرات العاثرين ، و يقبل اعتذار المعتذرين ، فلو تأملنا في الآيات و النصوص القرآنية لوجدنا الكثير من الآيات التي تتحدّث عن التوبة و الإنابة لله عزّ و جل نذكر منها :1- { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور312- {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }هود33- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...... }التحريم84- {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء 175- {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة1046- {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }الشورى25و الكثيــر و الكثيــر من الآيــات و النصوص القرآنية التي تنادي و تدعو المسلم إلى التوبة ، فقد قال العلماء : التوبة واجبة من كلِّ ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد و بين الله تعالى لا تتعلّق بحق آدمي ، فلها ثلاثة شروط :أحدُهَا : أن يقلع عن المعصية .الثاني : أن يندم على فعلها .و الثالث : أن يعزم ألاّ يعود إليها أبداً .فإن فُقِدَ أحد الثلاثة لم تصحَّ توبته ، و إن كانت المعصية تتعلّق بآدمي فشروطها أربعة : هذهِ الثلاثة ، و أن يبرأ من حقِّ صاحبها ، فإن كانت مالاً أو نحوه ردّه إليه ، و إن كانت حد قذف و نحوه مكّنه منه أو طَلَبَ عفوه ، و إن كانت غيبة استحلّه منها ، و قد تظاهرت دلائل الكتاب و السنة و إجمــاع الأمة على وجـوب التوبة ، و قد ذكرنا أدلة القرآن الكريم آنفاً ، و إليكم الأدلة على وجوبها من السنة :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثرَ من سبعين مرّةً ) رواه البخاري .و عن الأغر بن يسـار المزنيّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( توبوا إلى الله و استغفروه فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرّة ) رواه مسـلم .وقال صلى الله عليه و سلم ( لله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة ، فانفلتت منه و عليها طعامُهُ و شرابه فأيس منها ، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلّها ، وقد أَيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي و أنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . رواه مسلم .و مما يحضرني من قصص التوابين توبة القعنبي على يد شعبة بن الحجاج فسأذكرها تشويقاً إلى أخبارهم و ترغيباً في أحوالهم و للإقتداء بهم ، فها هو القعنبي كان يشرب النبيذ و يصحب الأحداث ، فدعاهم يوماً ، وقد قعد على الباب ينتظرهم ، فمرّ شعبة بن الحجاج على حماره و الناس خلفه يهرعون ، فقال القعنبي : من هذا ؟ ، قيل : شعبة ، فقال : و ما شعبة ؟ ، قالوا : محدّث .فقام إليه و عليه إزار أحمر زيُّ و لباس الفسّـاق ، فقال القعنبي لشعبة بن الحجاج : حدثني ، فرد عليه شعبة وقال : لست أنت من أصحاب الحديث فأحدّثك ، فأشهر عليه سكينه و قال تحدثني أو أجرحك ؟ فقال شعبة : حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) فرمى سكينه و رجع إلى منزله ، فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهَراقهُ ، و قال لأمّهِ : الساعة أصحابي يجيئون ، فأدخليهم و قدّمي الطعام إليهم ، فإذا أكلوا فأخبريهم بما صنعتُ بالشراب حتى ينصرفوا ، و مضى القعنبي من وقته إلى المدينة فلزم الإمام مالك بن أنــس ، فأثر عنه ، إلى أن أصبح إماماً محدّثاً ،،،،،فانظروا و تأملوا هذه موعظة عابرة لكنها صادفت قلباً حياً فتاب إلى الله و استعد للقاء ربه تعالى و تذكّر أنه يعصي ربه منذ سنين و الله يراه فهل نحن من هؤلاء و هل لنا قلب مثل هؤلاء يراقبون علاّم الغيوب و يخشون عاقبة الذنوب ،فهلمّوا إلى التوبة و الاستغفار و ذكر الرحيم الغفّار و لا يخذّلك الشيطـان ، بل و هناك من أصحابك و أحبابك من يستهزىء بك و يخذّلك إذا أعلنت توبتك و رجوعك إلى رب الأرباب فلا تلتفت إليهم و لا تجادلهم و امضِ في سبيلك و اصبر عليهم فلك الأجر و الثواب بل و يذكرونك بمعاصيك و أفعالك الماضيه :تذكر كم ليلة سهرنا ** في ظلها و الزمان عيدُتذكر كم نغمةٍ سمعنا ** و أنت فينا راقصٌ مريدُتذكر كم خمرةٍ شربنا ** من نشوها و الشرابُ زيدُأين النساء التي عرفنا ** و أنت فينا القائد المجيدُأين القمار الذي لعبنا ** و أنت فينا حاضرٌ شهيدُأين الصلاةُ التي تركنا ** و الكفر في حقِّنا مزيدُكلٌ كأن لم يكن تقضى ** و أنت منّا الصالح الوحيدُفاجعل حبك لله و حبك للديــن أعظم من كل شيء و اضرب بهم عرض الحائط و لا تلتف إليهم و اعتصم بحبل الله و كن واثقاً بالله و اصبر عليهم و كن في ثبـاتك كالجبال الراسية ، فاعزم على التوبة من الآن فما يمنعك منها ؟! فكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل فهي زائلة و ما العيش إلا عيش الآخرة فاستغل عمرك في طاعة الله و في ظل الرحمن فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ، و استأنس بقصص التوابينفهناك الكثير منها و لكن لا يسعنا المقام لذكرها ، و اتخذ القرار و اعزم على التوبة و مفارقة الذنوب التي لا تزيدك من الله إلا بعداً .و أخيراًأسأل الله أن يقبلَ توبتنا ، و يغفر حوبتنا ، و يرحمنا برحمته الواسعة كما أسأله سبحانه أن يرزقنا توبة نصوح قبل الموت و أن يجعل الفردوس مأوانا و مأواكمهذا و الله تعالى أجلّ و أعلم فإن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و إن أصبت فمن الله جل و علا وحده و صلى الله وسلم على نبينا محمد
سبحان الله ،، والحمدلله ،، ولا إله إلا الله .
والله أكبـر .اعـلـم أن الله يـــراك .
[CENTER]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن حمودالعرادي
أخي احمد لايسعني الى ان اقول الله يوفك
في الدنياء والاخره
ويسكنك الفردوس الاعلى انه على كل شى قدير
[CENTER]
حماد السحيمي
بكل التقدير والاحترام استاذي العزيز
اشكرك من كل قلبي على هذا الموضوع الجميل
وجزاك الباري خير الجزاء وكثر من امثالك
تحياتي
ناصر ابن طليحه
حمـــاد السحيمي ..
الله يجـــــــزاك خير ويثبت خطاك
سلمان العـــــرادي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات