اللهم اني اعوذ بك من الفتن مظهر منها وما بطن
إن التقلبات التي تصيب القلوب سببها الفتن ، فإذا تعرض القلب لفتن السراء والضراء فلا يثبت عندئذٍ إلا أصحاب البصيرة الذين عُمِرت قلوبهم بالإيمان .
والفتن - أيها الفضلاء - كثيرة متنوعة ومنها :
- فتنة المال : وكم من إنسان ضل عن الطريق بسبب الدرهم والدينار { ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون - فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ - أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} التوبة75-79.
- ومن الفتن فتنة الجاه والمنصب و الزوجةِ والولد .قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التغابن14.
- ومن أشد الفتن وأخطرها فتنة النساء وقد قال - صلى الله عليه وسلم- :"ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء " .
وكم من رجل أغوته امرأة رآها مباشرة أو على شاشة تلفاز أو حاسوب فهوِيها وتعلق قلبه بها فكانت هذه النظرة بداية لانحرافه وضلاله ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه .
ثانياً : من مواطن الثبات : الثبات على المنهج الحق : منهجِ أهل السنة والجماعة ، فمهما تبدلت آراءُ الرجال وتلوّنت مبادئهم وتنكروا لمنهجهم الأصيل الذي ربما كانوا عليه في يوم من الأيام فيجب أن لا يفتّ ذلك في عضد المؤمن ؛ لأنه واثق من طريقه ، متيقنٌ من منهجه ، فهو يسير واثق الخطى يحدوه في ذلك قول ربه جل في علاه : " {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}
إننا نلحظ اليوم تراجعا واضحا في صفوف كثيرين ممن كانوا موسومين بالأصالة في المنهج ، والتميزِ في السمت والصلاح ، وما ذاك إلا لعظم الفتن وكثرة الشبهات ، والموفق من عصمه الله .
ثالثا : من مواطن الثبات : الثبات عند الممات
إن أهل الكفر والفجور يُحرَمون الثبات في أشد الأوقات كربة وشدة وذلك عند الموت ، فربما بدت منهم -وهم في هذه الساعة الحرجة - بعض التصرفات التي تدل على سوء الخاتمة نعوذ بالله منها .وقد قرأنا وسمعنا كثيرا عن حال رجال ونساء لم يلهموا نطق الشهادة عند الموت ، كما قيل لرجل عند موته : قل لا إله إلا الله ، فجعل يحرك رأسه يميناً وشمالاً يرفض قولها !!
وآخر يقول عند موته : " هذه قطعة جيدة ، هذه مشتراها رخيص !! " ، وثالث يذكر أسماء قطع الشطرنج . ورابع يدندن بألحان الغناء ، أو ذكر معشوقِهِ الذي تعلق قلبه به !! عافانا الله وإياكم من سوء الختام .
وقد يُرى من هؤلاء سوادٌ في الوجه أو يُشم نتنُ رائحةٍ كريهة ، أو ربما صُرف عن القبلة عند خروج روحه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما أهل الصلاح والسنة فإن الله يوفقهم للثبات عند الممات ، فينطقون بالشهادتين ، أو تقبض أرواحهم وهم على طاعة ، أو يرى في وجوههم أثر الفرح والسرور نسأل الله الكريم من فضله .
جاء في سيرة الإمام المحدث أبي زرعة الرازي – رحمه الله – ما ذكره أبو جعفر محمدُ بنُ علي قال : حضرنا أبا زرعة وهو في السَّوْق ( أي عند احتضاره ) وعنده أبو حاتم وابن وارَةَ الرازي والمنذرُ بن شاذان ، وكل هؤلاء من أئمة الحديث الكبار ، فذكروا حديث التلقين ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) واستحيوا من أبي زرعة أن يلقِّنوه وهو العالم الجليل القدر ، فقالوا تعالوا نذكر الحديث ، أي كأنهم يتذاكرون الحديث وسنده ، وقصدُهم بذلك أن يسمعوه ، فقال ابن وارة : حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ، ثم تلكأ وجعل يقول ابنُ أبي... ابن أبي... - ولم يجاوزه - فقال أبو حاتم : حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح ... ثم توقَّف ، فقال عند ذلك أبو زرعة وهو في النـزع يعاني سكرات الموت : حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد عن صالح ابن أبي غريب عن كثيّر بنِ مرة عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " من كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " ثم فاضت روحه إلى بارئها رحمه الله وغفر له.
اللهم اني اعوذ بك من الفتن مظهر منها وما بطن
فزاع طار وطيرنه هبايب ،،،يادقة الساعه ويادقة الباب
ساعه عجيبه ياعجب ياعجايب ،،، يادمعة الشايب وياضحكة الشاب
جزاكم الله خيرا.
جزااك الله خير وكتبها في ميزان حسناتك
جــــــــــــــــــــــــزاك الله خير
سبحان الله العظييييم ,,,, ولا اله الا الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات