{ 1 }
ومع بداية الدراســــة 00
الطفلة ** ( الله يا أمّي 00أصبح لدي حقيبة و أقلام جميلة )
الأم** ( حسنًا و من أحضرها لكِ يا ابنتي00؟ )
الطفلة ** ( أبي 00)
الأم ** ( و والدكِ من الذي رزقه بالمال
لـ يحضرها لكِ ..؟ )
الطفلة ** ( الله يا أُمِّي )
الأم ** ( إذن لـِ نقول شكرًا لله كثيرًا ..
ثم هيّا لـ تقوليها لأبيكِ )
ـــــــ
{ 2 }
** انتهى الطفل من تناول الطعام و قبل أن ينهض00
قال له الأب / لحظة يا بُنيّ ماذا نقول بعد الفراغ من الأكل ؟
الطفل سريعًا / الْحَمْدُ لله 0
ـــــــــــــ
موقفان بسيطان لا يكلفاننا شيئًا لكنهما يغرسان و ينميان الكثير لدى
أطفالنا بإسلوب خفيف و مُحبب إلى النفس00
الأم و الأب بذروا في نفوس طفليهم خصلة جميلة و هي (شُكر النِّعم )
مع ديموميتها بإذن الله سوف تُثمر عن خصالٍ أسمى و أشمل00
الشُّكْرُ بوجهٍ عام خُلقٌ رفيع ينم عن ذوقٍ عال 00
فما بالنا حينما يكون الشكر للخالق عزَّ و جل و هو المستحق
له دون سِــواه 00
في الحقيقة استاء كثيرًا مما أراه من بعض الأطفال من البطر و التكبر
على النعمة و الوالدين في غفلة قد لا يعي أحدهما أهمية هذا الأمر
فيتجاهله أو قد يتهاون به و يقول / أطفال لا نؤاخذهم 00
أو / وش وراهم خلهم ينبسطون و يعيشون حياتهم00
حسنًا ثم ماذا بعد 00!!
** سبحان الله و هل تدليل أطفالنا لا يكون إلاّ بهكذا سلوك 00!
** نقطة أخرى قبل أن نشبعهم ماديًا هل أشبعناهم عاطفيًا !!
** أم أننا نختار دائمًا الحلول السهلة و المُيسرة لـِ إرضائهم لا لتربيتهم
بكل أسف و ليتها صواب بل غالبيتها خاطِئـــة 00!
تدليل زائد حيث نجد الطفل يُعطى مصروفه بلا حساب 00 رفاهية تفوق
الحد في الأغراض المدرسية فكل طلباته مُجابة الضرورية و الغير ضرورية
مما يؤدي به ذلك إلى أن يحتقر من هم أقل وضعًا ماديًا منه و يظهر ذلك
جليًّا في المدرسة حتى مستوري الحال لم يعجبونه فيبحث دائمًا
عمن مستواهم المادي راقي طبعًا يلحظ ذلك في هِندامهم و أغراضهم
المدرسية و المصروف و السواق00 إلخ و من المؤسف حقًا أن بعض
الصِّغار أصبحوا يفكرون بهذه الطريقة و السبب يقع على عاتق
الأسرة بالدرجة الأولى 00
هذا البطر الذي يتمكن من نفس الطفل يدفع به لإحتقار الخادمة فنجده
يعاملها بأسلوب فضّ بعيد عن الاحترام يتأمر و يتحكم و بعض الأكل
لا يعجبه أو بالأصح ( مايملى عينه ) 00
( و هنا للدلع الزائد و سوء التربية دوره )
و رغم كل ماسبق من طيب العيش إلا أنَّ بعضهم لا يقتنع و يتذمر
من أبسط نقص يتعرض له في حاجياته بالسب و الصراخ 00
نعم في الحقيقة أطفالنا تنقصهم ثقافة ( شُكْر النِّعم ) و تقديرها
فلنسعى إخوتي إلى الحرص على تنمية هذا الجانب و تعزيزه
في نفوسهم مُبكرًا و أن لا نتغافل عن أهمية ذلك مستقبلاً 00
نُعودهم على قول ( الْحَمْدُ لله ) في كل وقت و حين 00
كلمتان خفيفتان على اللِّسان أثرهما عظيم و ثوابهما أعظم 00
لذا خطرت لي فكرة خيالية قبل أن أعود لـِ واقعي و هي أن بعض
الصِّغار ( ولا يهون بعض الكبار ) لدينا يحتاج إلى أن نذهب به إلى رحلة
تثقيفية للدول الفقيرة ليشاهد الفقر و الحاجة على أصولهما بأُمِّ عينه 00
حيث من هم في سنه لا يحتويهم مأوى 00 لا يجدوا
ملبسًا لا أم حانية و لا أب قادر00 حرمان من أبسط حقوق الطفولة00
فلا تعليم و لا مدارس 00 لم يجدوا مايُغذي بطونهم فكيف يجدوا
ما يُغذي عقولهم 00!
و لِـ ندعهم يتأملون و يستشعرون الفرق
و حجم النِّعم التي يرفلون بها 00!
بعد هذه الشطحة عاد بي تفكيري إلى مكانٍ غير بعيد 00
فقلت و لِمَ أذهب بعيدًا بالإمكان إنجازها هنا و في أقرب وقت 00
في المدينة التي نعيش فيها إن حدث و مررنا من عائلة محتاجة
فقيرة ممن يعوزهم حتى الريال 00نُذكِّرهم حينها بأننا في نعمة
يتمناها الكثيرلا تتطلب منّا إلا الشكر و جزل الثناء لِواهبها 00
وفكرةٌ أخرى في التلفاز أحيانًا تمر علينا مشاهد لعائلات بلغت الحاجة منهم
أقصاها فلم يتبقى إلا هياكلهم العظمية.. فقر مُدقع و جوع و يأس و حرمانٌ 00
فلا بأس أن نُحضِرهم ليقفوا عليها مع التوضيح لهم أننا أحسن
معيشةً منهم بفضل الله و لأننا دائمًا نُثني عليه ونشكره على ماوهبنا
من النِّعم و إنه كلّما شكرناه كلّما زادنا00
إذن إخوتي في الله الهدف من هذا المقال المتواضع تنبيه كل أم و أب
إلى ضرورة تذكير أطفالهم بين الفينة و الأخرى بِشُكر الله سبحانه
و تعالى و أهميته في دوام النِّعم و استمراريتها بل و تزايدها كما ورد
في الكتاب الكريم قوله تبارك و تعالى { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ
إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }( إبراهيم آية / 7 )
في البداية لابد أن نكون نحن لهم قدوة صالحة في هذا الجانب
من دوام الشكر لله و الرضا ثم التحذير من تعويد الطفل
على الترف و البذخ الزائد لأنه قبل أن يكون أسلوب نهانا عنه الإسلام
أيضًا هو غير تربوي أبدًا ...
بالتأكيد لا نحرمهم أو نبخل عليهم إنما نُعطيهم
بِحدود المعقول فلا إسراف و لا تقتير 00
إضافة إلى أنّه خُلق إسلامي تربوي جميل00هو أيضًا تقنين يساعدنا في
تخليصهم من عادات سيئة كالطمع و الجحود و ازدِراء الآخرين00
و على الجانب الآخر هو درس في تقدير النِّعم و تنمية الرضا و القناعة
في ذواتهم و لا يخفاكم أن أطفال الآن ليسوا كما كنا ( طفولة بمعناها) بل
أطفال كبار كما نرى ماشاء الله يستوعبون مايُقال لهم سريعًا إذن
فلنبدأ معهم مُنْذ الصِغر 00
و لِنستغل ظروفنا المعيشية الراهنة لـِ بذر كل فضيلة في نفوس الصِّغار
00و أهمها شُكر النِّعم
و بالله التوفيق 0
ــــــــ
بقلم أختكم / العَاصِفْة 0
.
المفضلات