= إهمال بعض أمراء المناطق أدى إلى تلويث المياه في الواحات الغنية بالمياه الجوفية، وذات التربة الخصبة الملائمة للزراعة، بسبب غياب شبكات الصرف الصحي، فتسبب ذلك بكارثة صحية لا تقل خطورة عن الآثار المدمرة للسيول، فاختلطت مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب، وترتب على ذلك تفشي أمراض التهاب الكبد الوبائي في تلك المناطق، وليس محض صدفة أن تسجل منطقة الجوف ومنطقة الهفوف أعلى النسب في تلك الأمراض مقارنة بالمناطق الأخرى بسبب تلوث مياه الشرب.
4= تكسب بعض أمراء المناطق بأية وسيلة، حتى لو أدى ذلك إلى تعريض حياة الإنسان للخطر وتدمير الأرض وتلويث التربة، فوفقاً لمنهجهم كل شيء عرضة للبيع والشراء وقابل للمساومة، والدليل الواضح في هذا الشأن ما حدث قبل عدة سنوات في إحدى الأمارات الجنوبية، حيث يذكر أن أمير المنطقة جلب قطيع أغنام مصابة بحمى الوادي المتصدع من القارة الأفريقية، مستغلاً نفوذه لتجاوز المحاجر الصحية بإدخال الأغنام دون فحصها والتأكد من سلامتها، مما أدى إلى انتشار المرض ووفاة عدد من سكان المنطقة، ونفقت الماشية، وتلوثت التربة الزراعية وسدود المياه، وعوضاً عن تقديم هذا الأمير المتهم للمحاكمة جراء ما يحتمل أنه أقترفه في حق المنطقة، تم الاكتفاء فقط بإعفائه عن منصبه، ولم تصل إلى الجاني يد العدالة ليلقى جزاءه الرادع، ولا زال الأهالي في المنطقة يتطلعون بشوق بالغ لتقديم المتهمين لمحاكمة عادلة تقتص من الظالم وتنصف المظلوم.
5= استمراء بعض أمراء المناطق السلب والنهب بطرق مبتكرة، من خلال فرض إتاوات على المواطنين ورجال الأعمال تحت مبررات واهية، مثل تقديم الصدقات والتنشيط السياحي ومساعدة دور الأيتام ودفع تكاليف حفلات الأمارة، دون مشاركتهم في القرارات المصيرية التي تخص شئون منطقتهم والقضايا التي تتعلق بنشاطاتهم التجارية.
وفي الآونة الأخيرة خرج نموذج آخر لسرقة رجال الأعمال ووسيلة فعالة في استغلال المواطنين من خلال إنشاء الجامعات الخاصة، التي يمتلكها أمير المنطقة ويلزم رجال الأعمال في إقطاعيته بدفع تكاليف الجامعة تحت غطاء هدف خدمة العلم النبيل، وتعلن جامعة الأمير أنها مشروع لا يهدف للربح، لكنها لا تقبل إلا الطلاب القادرين على دفع تكاليف الدراسة، واستغل الأمير نفوذه مرة أخرى ليلزم جهات الإقراض الحكومية بتقديم سلف ميسرة للطلاب حتى يتمكنوا من الدراسة، وكل ذلك يتم خدمة للعلم والعلماء!!.
بل الأدهى أن أحد أمراء المناطق-كما يشاع- جمع من مواطني منطقته أموالا طائلة بحجة بناء جامعة لهم، لكن على الرغم من مرور عدة سنوات لم ينفذ المشروع، وأستحوذ الأمير على الأموال، وعلى ما يبدو فإن هذا هو الهدف الأساسي من المشروع أصلاً.
مع الأسف الشديد، هل أصبحت المهمة الأساسية لبعض أمراء المناطق هي العمل لمصالحهم الشخصية الضيقة، على حساب المصلحة العامة التي هي دائماً الضحية في القرارات غير الموفقة، فالعمل الخيري الذي هو مشروع نبيل يخدم المحرومين والعاجزين، تحول إلى وسيلة بشعة للإثراء الحرام، إذ يلاحظ انتشار العديد من الجمعيات الخيرية التي تحمل أسماء أمراء المناطق، إلا أنها أصبحت وسيلة للثراء غير المشروع، حيث يأمر المسئولون رجال الأعمال العاملين داخل حدود الإقطاعية بالمساهمة جبراً في رأس مال الجمعية التي غالباً يرأس مجلس إدارتها أمير المنطقة.
6= إن المشكلة تكمن في بقاء أمير المنطقة في منصبة عدة عقود دون رقابة أو تقييم أداء ومتابعة منجزات، وتكمن في انحصار مؤهلاته بكونه من الأسرة الحاكمة أو أقاربها، لذا فنحن نطالب أن ينتخب سكان المنطقة الحاكم الإداري لمنطقتهم من عامة الناس، لتسهيل مراقبته ومحاسبته، ونطالب بأن لا تتجاوز فترة ولايته أربع سنوات، وأن لا تجدد إلا مرة واحدة، على أن لا تتجاوز مجموع فترات الولاية ثمان سنوات.
خامساً، غياب الدور الفعّال للسلطة الرابعة: لوسائل الإعلام السعودي دور كبير في تزييف الوعي الشعبي
1= الأصل أن وسائل الإعلام المستقلة والنزيهة تسهم في رفع الوعي الشعبي، وتمثل رقابة على سلوك كبار المسئولين، وتفضح ممارسات الفساد، وتفكك عصابات سرقة المال العام، لأن مرض الفساد السياسي يستشري في السرية التامة والخفاء وغياب الشفافية، لذا لا بد من أن تحرص الدولة على بقاء وسائل الإعلام حرة من تدخلات كبار المسئولين الذين يقلقهم وجود صوت مستقل قادر على النقد.
إلا أن المشكلة تكمن في كون وسائل الإعلام لدينا تدار من قبل أجهزة القمع والاستبداد، فرؤساء تحرير الصحف يتم تعيينهم من قبل الأجهزة البوليسية التي تراقب وتتدخل في محتويات المادة الإعلامية والمعلقين والضيوف المشاركين في البرنامج، وتتحكم في وسائل الإعلام من خلال طرق غير مباشرة، مثل تقديم الدعم المادي الهائل خصوصاً للصحف والمجلات، لتتم لها القدرة على السيطرة على ما يعرض في هذه الوسائل الإعلامية، وبالتالي يستمر مسلسل تزييف الوعي الشعبي.
2= هذا بالإضافة إلى تملك الأمراء وأصهارهم لإمبراطوريات إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة تعرض ما يروق لهم، ولا تجرؤ على التلميح فضلاً عن التصريح بانتقاد النظام السياسي، بل إن التوجه الجديد لدى بعض أمراء المناطق هو تأسيس صحف تمجد إنجازات المنطقة وقدرات الأمير الملهم.
ومن ما يدل على ذلك ما حدث فور غرق مدينة جدة، فقد طفق رئيس تحرير إحدى الصحف التي يملكها أمير المنطقة المنكوبة يبرر ما حدث بإلقاء اللائمة على المواطنين المغلوبين على أمرهم، وعرفت هذه الظاهرة لدى العديد من المتابعين للشأن السعودي بمتلازمة (الضحية-المذنب)، دون أن يتساءل هذا الصحفي عن كيف ولماذا سكن هؤلاء المواطنون تلك المناطق المهددة بالفيضانات، ومن باعهم ذلك المخطط السكني، وكيف حصلوا على تصاريح البناء!!
سادساً: قراراتكم الإصلاحية تعطل ولا تنفّذ: ألا ينبغي التفتيش عن المستفيد من إعاقة الصالح العام؟:
أجل لقد قمتم يا خادم الحرمين فأصدرتم قرارات إصلاحية حاسمة ولكن أغلبها لم ينفذ بصورة فعالة.
1= لقد أصيب المواطنون بخيبة أمل جراء إعاقة العديد من القرارات الملكية التي لو فعّلت لحققت الصالح العام، ففي الوقت الذي يعاني المواطنون-رجالا ونساءا- من البطالة لا زال العديد من الأمراء وأشياعهم يستقدمون عمال أجانب ليفرضوا عليهم الإتاوات الشهرية مما يعيد للأذهان عبودية العصور الغابرة، والمتاجرة بالتأشيرات التي تشبه سوق النخاسة الذي يباع فيه الإنسان ويشترى، فلا يستغرب إذن أن تتفاقم البطالة في صفوف المواطنين، وأن يحرم المواطنون من أبسط حقوقهم في التوظيف والحياة الكريمة.
فلقد أعاق أمراء السلب والنهب مشروع السعودة عندما اقترب من نشاطاتهم، واستمروا في حربهم على المواطنين وحرمانهم من دخل مشاريعهم العائلية الصغيرة، فقد رفضوا قرار الملك بسعودة سيارات الأجرة التي يمتلكها أمراء تحت غطاء مواطنين، والظريف-كما يثار-أن الشخص الذي ألغى القرار الملكي هو أحد كبار ملاك شركات الأجرة، ولقد تناسى الناس هذا القطاع وفقدوا الأمل في سعودته، واندفع الشباب نحو الإحباط والبطالة، وتركت الأسر تواجه الفقر والعوز.
2= وعندما أعلنتم يا خادم الحرمين الشريفين تأسيس صندوق مكافحة الفقر، لم يتمخض عنه أية نتائج إيجابية تذكر، وتفاقمت مشكلة الفاقة لدى المواطنين، وازداد عدد الأسر والأيتام والأرامل المعتمدين على الضمان الاجتماعي، الذي يعطى بمنة ويمنع بحجج واهية، ليتم إنفاقه على مشاريع في دول أجنبية، ودفع رسوم الطلاب وتحمل التكاليف المدرسية في الدول الصديقة، ولم لا؟ فكل ذلك يتم تحت شعار خدمة الإنسانية!! وكأن اليتامى والثكلى والأرامل والمطلقات في بلادنا لا ينتمون لسلالة البشر!!
3= بل إن الأدهى والأمر، أنه عندما ناديتم يا خادم الحرمين الشريفين بتشكيل "هيئة حماية النزاهة ومكافحة الفساد" قبل بضع سنوات، إيماناً منكم بضرورة تحسين سجل بلادنا المتردي لدى الهيئات الدولية التي ترصد الشفافية، عطل القرار ولم يتم تشكيل الهيئة حتى الآن، لتحقق بلادنا المزيد من التراجع في معايير الشفافية والنزاهة والكفاءة.
4= وعندما خسر المواطنون مقدراتهم في سوق الأسهم قبل عدة سنوات، وغرق الكثير منهم في ديون كبيرة بسبب التزامهم بدفع قروض البنوك التي سيلت محافظهم دون وجه حق، أعلنت يا خادم الحرمين الشريفين بأنه "لن يخسر أي مواطن بعد اليوم"؟؟!! وصرحت بتأسيس صندوق للتوازن يضمن لصغار المستمرين رؤوس أموالهم حال الخسارة، مما جلب الثقة والطمأنينة لدى الأسر الفقيرة بأن تضع مدخراتها في سوق الأسهم، فتعود الكرة ليخسر المواطنون ما تبقى من مدخراتهم.
أليست الأسباب الفعلية في انهيار سوق الأسهم تعود إلى عبث الأمراء؟ خصوصاً أولئك الذين يديرون محافظ من عدة مليارات من الأموال المنهوبة من الميزانية العامة والكسب غير المشروع. وقد استخدم المواطنون مصطلح "الهوامير" تورية لأمراء السلب والنهب الذي سرقوا سوق الأسهم. ومما يدمي القلب أن المسئولين في هيئة سوق المال يعلمون تمام العلم التجاوزات الخطيرة لأولئك الأشخاص، لكنهم لا يستطيعون ملاحقتهم قضائياً، وتستمر خسائر الناس لمدخراتهم، وتغرق الأسر في الديون وينتشر الفقر والعوز والتفكك الأسري وموجات الانتحار في صفوف المفلسين.
5= لازالت مشكلة البطالة النسائية تمثل تحدِيا حقيقيا يواجه الاقتصاد السعودي، حيث تشير بعض التقارير الدولية إلى أن البطالة في صفوف النساء السعوديات بنسبة عالية، وقد تنبهت الجهات المعنية إلى تلك الإشكالية، فوضعت الخطط لحل المعضلة وتسريع توظيف المرأة، وخلق فرص وظيفية ملائمة تراعي وضع النساء السعوديات، فصدرت توجيهات عليا تقضي بفتح فروع نسائية للوزارات والمصالح الحكومية، واتخذت إجراءات لتأنيث بعض الوظائف التي يشغلها أجانب، خصوصاً في محال بيع السلع والملبوسات النسائية، ولكن الموضوع جمد بسبب نفوذ أصحاب الشركات وشركائهم من الأمراء، الذين يقدمون لهم الدعم والمعونة ويشاركونهم الأرباح.
جميع تلك القرارات المعطلة ساهمت في تراجع ثقة المواطن في القرارات الحكومية، لأنها تصاغ من قبل جماعات المصالح، فلا زال حاضراً في الأذهان قرار المقام السامي الذي يمنع بيع أطباق التقاط القنوات الفضائية، الذي أدى إلى رفع سعره إلى أضعاف مضاعفة، وخلق سوق سوداء لبيعه وتوزيعه من قبل الأمراء الشباب، الذين شكلوا شبكات لتوريده وبيعه وتوزيعه داخل البلاد. يضاف إلى ذلك بيع شركة الاتصالات للهاتف المتحرك للمواطنين بـعشرة آلاف ريال في أواسط التسعينيات، مما يجسد أبشع صور الاستغلال والابتزاز للمواطنين من قبل الجهات الحكومية، ناهيك عن احتكار الأمراء للسلع الضرورية وتحكمهم في نشاطات القطاع الخاص، مثل سيارات الأجرة وبيع المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.
سابعاً: لا وسيلة مضمونة للتحصين ضد جرثومة الفساد السياسي إلا بالمشاركة الشعبية في القرارات السياسية.
منذ حرب الخليج، والاصلاحيون من كافة التيارات والأطياف والمناطق يطالبون بالإصلاح السياسي، الذي من أهم مظاهره التسريع بتشكيل برلمان ينتخب أعضاءه عامة الشعب رجالا ونساءا ليكون جهاز محاسبة ومراقبة لعمل السلطة التنفيذية، ولديه صلاحيات واسعة لمساءلة ومحاسبة الوزراء وكبار المسئولين في الحكومة، كما أنه يسن ويراجع الأنظمة ليتأكد من مناسبتها للصالح العام، كما أنه يحظى بالدعم الشعبي الذي يمكنه من مواجهة عصابات المصالح وبارونات السلب والنهب الذين لديهم القدرة على التأثير في صياغة الأنظمة التي تحمي مصالحهم وتعطل قرارات وطنية تحقق الصالح العام. إن وجود برلمان منتخب يحقق العديد من الأهداف التي من أبرزها:
ا= يعزز المشاركة السياسية في أفضل صورها، حيث يشارك المواطنون في صناعة القرارات العليا المتعلقة بصياغة السياسات المختلفة في القضايا السياسية والاقتصادية والعلاقات الخارجية.
2= عجز مجلس الشورى-في صيغته الحالية- عن تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة في الحفاظ على المال العام ومساءلة الوزراء وكبار الموظفين، وإنه من المؤسف أن يشترط بعض المسئولين السرية واستبعاد الصحفيين من حلقات الاستماع الدورية التي يعقدها مجلس الشورى، بل إن مجلس الشورى مؤخراً بادر من تلقاء نفسه ليقترح بأن تكون جلسات استماع بعض الوزراء سرية، ولا نعلم أية مصلحة تحققها تلك الجلسات السرية التي تحرم الناس من الحقيقة، وعلى كل حال فإن مجلس الشورى لا يمثل الشعب، لكنه يمثل الأمراء الذين اختاروا وعيّنوا أعضاءه، وهو بذلك نسخة مكررة من واقع الوزارات والمصالح الحكومية المزري!!
3= فشل الأجهزة الحكومية التي من المفترض أن تحرس المال العام وتراقب أداء الأجهزة الحكومية، لأن تلك الأجهزة مسلوبة الإرادة وتفتقر للقدرة على القيام بالأعباء المناطة بها، لعجزها عن ملاحقة كبار الفاسدين من لصوص المال العام، وقد ذكر أحد المسئولين في تلك الأجهزة الرقابية "أننا إذا اكتشفنا فساد أحد كبار المسئولين فإننا نخاطب المقام السامي، وبذلك تنتهي مسئولياتنا."
فلا غرو إذن أن يستشري الفساد المالي والإداري والاعتداء السافر على المال العام، وتنتشر ثقافة الفساد وتتحول الوزارات والمصالح الحكومية لأوكار تأوي الفاسدين الذين يتفننون في سرقة المال العام بكل يسر وسهولة، وبطرق مفضوحة في استرخاء تام في ظل عجز أجهزة الرقابة التي أصبحت مصدرا للسخرية لدى كبار اللصوص والمحتالين.
ألا يحق لنا أن نتساءل هل تستطيع أجهزة الرقابة والمحاسبة الحكومية كبح جماح الفساد الإداري فيما يسمى "وزارات السيادة"؟ هل تستطيع المباحث الإدارية التحقيق في المخالفات المالية في وزارة الداخلية؟ أم هل تستطيع هيئة الرقابة والتحقيق فحص نظامية عقود السلاح ذات الأرقام الفلكية في وزارة الدفاع والطيران؟ وهل يستطيع ديوان المراقبة العامة مراجعة الدفاتر المحاسبية في وزارة الخارجية التي تعاني ممثلياتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج من الفوضى العارمة وهدر المال العام والفشل في تقديم أبسط الخدمات للمواطنين؟
4= إنشاء مجلس نواب يعزز ثقة المواطنين في القرارات التي تصدر عن الدولة لاسيما أن نواب الأمة المنتخبين هم يصوغون الأنظمة والقوانين واللوائح التفصيلية، بعيداً عن أصحاب النفوذ وأباطرة السلب والنهب من أمراء الظلام الذين يعيشون بعقليات الاستبداد المطلق وينظرون إلى الأمور بمنظار القرون الوسطى.
5= إن مشاركة المواطنين من خلال المجالس الشعبية المنتخبة من شأنه أن يجدد الدماء، ويبعث الحياة ويعيد الشباب للنظام السياسي، لكي لا يستمر النظام السياسي في تبني سياسات عديمة الكفاءة ثبت فشلها، تسببت في معاناة المواطنين وفقرهم ومرضهم وجهلهم، وسلبت مقدرات الأمة ودمرت مقوماتها، لكنها لا تحقق إلا مصالح حفنة من النفعيين والمرتزقة واللصوص.
6= إنشاء مجلس نيابي منتخب سيجسد مبدأ فصل السلطات، حيث يضطلع البرلمان بقضايا التشريع التي يقوم بها الآن مجلس الوزراء، الذي يقوم في الوقت نفسه بدور السلطة التنفيذية، ويرأسه الملك الذي تجتمع في شخصه السلطات الثلاث.
خادم الحرمين الشريفين
نخاطبكم وأنتم تعلمون تماماً آليات سرقة المال العام، ولقد أصبح المجتمع يعي حقوقه ويعلم من يبدد مقدراته ويحرمه من حقوقه الأساسية، بل أضحى المواطنون يعلمون كيف تستخدم مشاريع ذات أهمية دينية مبررا للمبالغة في أسعار العقود، مثل توسعة الحرمين الشريفين وطباعة القرآن الكريم، ومشاريع أخرى ذات أهمية إستراتيجية للبلاد كالصحة والتعليم والدفاع والأمن، والتي تمنح دون مناقصة لشركات يملكها أمراء بشكل مباشر، على الرغم أن شركات المقاولات تملكها أسر كواجهات تخفي المالكين الفعليين من أمراء النهب والسلب.
نرجو أن لا يكون الهدف من تشكيل لجنة التحقيق هو امتصاص الغضب الشعبي فحسب، ونتطلع إلى إن تكون كارثة جدة فرصة لتصحيح المسار بعلاج جرثومة الفساد السياسي الذي عشعش واستفحل في أجهزة الدولة، وهذا التضافر في الجهود لا يتم إلا من خلال تأكيد المشاركة السياسية لجميع فئات الشعب من خلال انتخاب مجلس للنواب يتابع ويراقب ويقيم أداء الأجهزة الحكومية، ومن خلال التعجيل في إصدار نظام فعّال للجمعيات الأهلية.
خادم الحرمين الشريفين هذه فرصة تاريخية للقضاء على ثقافة الفساد، نرجو أن لا تفوت على بلادنا.
وفقكم الله ورعاكم
جمعية الحقوق المدنية والسياسية في المملكة العربية السعودية
حرر في الرياض، التاريخ الخميس23/12/1430(10/12/2009
نقلته من موقع جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية
المفضلات