بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تبحث عن وضيفه كتاب د الشيخ / محمد عبد الرحمن العريفي
كتبة لكم بدايته واوعدكم ان اقوم بتنزيل جميع مافي الكتاب ولكن اطلب منكم الصبرو التفاعل
واليكم الجزاء الاول من ماخترته
مقدمة الدكتور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد...
نعم .. أكثر الناس يحرصون على الوظائف ..ويتسابقون إليها....
فما يعلن عن وضيفة شاغرة ألا ويتسابق إليها الآلاف ..
ولكن هناك وظائف شاغرة وظائف ربانيه ... عرضها الله تعالى على العالمين ولا يوفق أليها ألا من أحب
قال r ( إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته ..فسأله رجل من القوم ما : استعمله يا رسول الله ؟
قالr يوفقه الله عز وجل إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه على الله ) ولهذا ..كان الصالحون
يتحسرون على فواتها...
وانظر إلى رسول الله r وهو يحدث أصحابه عن يوم ألقيامه ..ويخبرهم .. أن من أمته سبعون ألفاً
يدخلون ألجنه بغير حساب ولا عذاب ...
فيعجب ألصحابه بهذا الفضل ويقفز عكاشة بن محصن رضي الله عنه .. سريعاً .. يبادر الموقف وينتهز
ألفرصه قبل أن تفوت ...
ويقول يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ..قالr (أنت منهم ) .. ويفوز بها عكاشة ..ثم يغلق الباب
.. ويقال لمن بعده : سبقك بها عكاشة... نعم... كانوا يعشون حالة سباق في جميع أبواب الخير...
أنت حين ترى نفسك لا تهش إلى مسابقة الأخيار في ميدان العمل الصالح .. فحاسب نفسك .. فلعل ذنوبك
هي السبب ... وتذكر أولئك .. الذين كرههم الله فلم يستعملهم في خير ابداً .. قال الله عن المنافقين :
{ ولو أرادوا الخروج لا عدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين..}
وقد اجتهدت في جميع بعض الوظائف ذات الأجور العظيمة .. ونثرتها في هذه الورقات .. فما كان فيه
من صواب فهو من توفيق الله وإحسانه وفضله .. ومكان فيها من خطاء فهو من نفسي ومن الشيطان
.. وانأ تائب إلى الله ومستغفر منه .. وقابل للتنبيه والنصح .. وشاكر وداع لمن أشار ونصح
اسأل الله أن ينفع بها المسلمين و المسلمات ..آمين..
كتبه د الشيخ / محمد عبد الرحمن ألعريفي
في مساء ليلة شاتيه ..رن جرس الهاتف
رفعت السماعه فأذا هو عبدالله
نعم .. عبدالله .. قد تخرج من الكليه في العم الماضي . وانقطعت العلاقه بيننا منذ ذلك الحين
ما ان سمعت صوته حتى استعادت ذاكرتي ذاك الوجه البهي والجسم الممتلى شبابأً..
حياك الله عبد الله .. مرحباً.. كيف حالك.. ما اخبارك .. ما..
قاطعني بصوت ضعيف
تذكرتني ياشيخ ؟
نعم وكيف انساك
لم يتفاعل معي مع عباراتي , ولم يبد منه تجاوب , لكنه قال بصوت ضعيف : اريدك
ان تزورني في البيت .. ضروري .. هاه!.. انا لا استطيع زيارتك ..لاتسألني لماذا!
اذا جئتني عرفت السبب!
قال هذه العبارات بصوت خافت حزين .. لكنه كان بنبرة جادة .. وصف لي طريق منزله
.. طرقت الباب .. فتح لي اخوه الصغير
أين عبد الله ؟
عبد الله ... في المجلس.. تفضل..
مشى الصغير امامي , وفتح باب المجلس دهشت .. ماذا ارى !! عبد الله على سرير ابيض..
بجانبه عكاز ..وجهاز يلبس في الرجل لأجل المشي .. ومجموعه من الأدوية .. اما هو فجسد
ملقى على السرير ..
قال لي مرحباً وقد حاول جاها أن يقف على قدميه للسلام ....
حياك الله ياشيخ ..حياك الله ..كلفناك واتعبناك ....
..لا..لم تتعبني في شي .. عفواً لم اعلم بمرضك من قبل .. ولكن ماذا اصابك؟ ماذا حدث لك ؟
الم تتخرج من الكليه ؟ الم تكن تحدثني انك سوف تتزوج . وسوف.......وسوف......
نعم , ولكن حدث مالم يكن في حسابي..........
تخرجت من الكليه قبل اشهر معدوده كما تعلم , واصابني مايصيب الشباب عادة من الزهو والفرح
بالتخرج.... وبديت مشوار الحياة الجديدة ... فتحت كتاب مستقبلي المزهر ورحت استمتع بتقليب
صفحاته واحلم بايامه السعيده .......
ومضت الايام السعيدة سريعة .... لايكدر صفوها الاصداع بسيط كان يبتابني في بعض الاوقات
.... ومع مضي الأيام بدأ هذا الصداع يزداد شدة والما... لكن الادويه المسكنة كانت كفيله بالقضاء
عليه .. ومضت الايام على هذا الحال وقد تعود راسي على هذا الصداع حتى صرت انساه في كثير من
الاحيان مع شدته والمه .
لكن شدة هذا الصداع بدات تزداد .. وبدأ يصاحب ذلك ضغف في النظر .. حتى اشتد ذلك علي في احد الليالي
فذهبت الى قسم الطوارئ في احد المستشفيات ... شاكياً مما اصابني من صداع وضعف في النظر .. فلما
قابلني الطبيب المختص , عمل لي التحاليل والأشعة .. ثم رجعت الى مستوصف خاص واعمل هذه الأشعة
ثم ارجع الي بها... وحاول أن يكون ذلك سريعاً !...
خرجت يتملكني الوجل تارة ... والاستغراب تارة أخرى .. هذا الطبيب ! لماذا يتعبني هكذا؟ كان الاخرى ان
يعطيني مسكناً للصداع ....او قطرة للعين ... وينتهي الامر .. وجعلت اشاور نفسي : هل اهمل الطبيب
واشعته.. واشتري دواء بخمسة ريالات يسكن هذا الصداع وذهب للبيت وانام ؟ ام اعمل الاشعه التي
طلبها وانظر على ماذا ينتهي الامر .. لكني مع كل هذه الخواطر ذهبت الى ذاك المستوصف واجريت
الاشعة... ثم رجعت الى الطبيب , احمل بين يدي اوراق لاافهم شيئاً من رموزها .....
تفضل يادكتور ... هذه هي التي طلبت
لبس الطبيب نظاره سميكه على عينيه...... اخذ يقلب الاوراق بين يديه ... تغير وجهه ..
وسمعته يقول لاحول ولاقوة الا بالله ... ثم رفع بصره الي وقال :
استرح .... اجلس ...
بشر يا دكتور ... خير إن شاء الله؟
خيراً ... انشا الله .......خيراً
وظل صامتاً, لايرفع بصره الي ! ثم رفع سماعة الهاتف , وبدا بالاتصال على مجموعه من كبار
الاطباء يطلب حضورهم !!! ماهي الادقائق حتى اجتمع عنده ستة اوسبعه منهم.. بدؤو ا جميعاً
يقلبون نتائج التحاليل .. يتأملون صورة الاشعه .. ويتحدثون باللغه الانجليزية , ويسارقونني
النظر. مضت قرابة ساعه على هذا الحال .. وانا في حال لا احسد عليه ..بدا يمر في عقلي
شريط ذكرياتي .. اخذت استعرض سجل حياتي ... بل مستقبلي ..ترى ما بالهم يتناقشون ؟
ما بال الطبيب اهتم كل الاهتمام ...
ثم رحت اطمئن نفسي واقول لها : هؤلاء الاطباء يكبرةن المسائل دائما ..كل منهم يريد
ان يستعرض قواه ... تحاليل ... ! اشعة ...! اجتماعات ...! والمسأله حلها سهل : حبة
او حبيان من الـ( بــــندول ) مع قطرة للعين , وينتهي كل شيء !!
ظللت انظر الى الاطباء محاولاً ان افهم شيئاً مما يقولون, ولكني مع تركيزي الشديد
لم افهم كلمة واحدة بدأت نقاشاتهم تهدأ وتهدأ ..ثم خيم الصمت عليهم
خرج احدهم من العيادة وتبعع اخر .. فثالث.. حتى لم يبق الا اثنان .. قال لي احدهما:
اسمع يا عبد الله ! انت اكبر من ان نقول لك احضر والدك !!
خير ان شاء الله يا دكتور ... ماذا تقصد؟!
فقال بأسلوب حازم
التقارير والاشعه تدل ! على وجود ورم في راسك , حجمه يزداد بسرعه مخيفه
وهوالان يضغط على عروق العين من الداخل وفي أي لحظه يمكن ان يزداد هذا
الضغط ... فتنفجر عوق العين من الداخل .. فتصاب بالعمى ..ثم تصاب بنزيف داخلي
في الدماغ ثم تموت !!..
ثم سكت الطبيب .. نعم سكت.. لكن كلمة الاخيرة بدأت تتردد في اذني... تموت ...تموت
يا للهول ... ما اقسى هذة الكلمة.. ما اشد وقعها على النفس ...
اموت ..نعم اموت...ولكن شبابي .. رواتبي .. وضيفتي ..امي ..ابي..اموت!
صحت باعلى صوتي
يا دكتور!! ماذا؟.... كيف؟...متى؟.... ورم؟....كيف ورم؟....متى ظهر عندي؟
..ما سببه؟... وانا في هذا السن؟.... اعوذ بالله؟ ورم؟...سرطان؟
لاحول ولاقوة الا بالله
نعم, ورم.. ولا بد من علاجه بسرعه , كل دقيقه .. بل كل ثانيه تمر ... ليست
في صالحك .. الليله ندخلك المستشفى ونكمل التحليلات اللازمة , وفي الصباح
إن شاء الله ـ نفتح راسك ونخرج الورم...
قال الطبيب هذة الكلمات بكل حزم ...وبرود...
قالها وهو يمسح نظارته ويقلب نظره في اواراق بين يديه...
اما انا فلم اكن استمع اليه باذني فقط بل اظن ان جسدي كله قد تحول في تلك
الساعه الى اذن تسمع وتعي
استمر الطبيب في كلامه ..
اصبر.. واحتسب ..ليس الوحيد الذي تجرى له مثل هذه العملية .... اناس
كثيرون اجريت لهم وشق\فوا باذن الله وانت شاب مؤمن وعاقل لايحتاج
مثلك الى تصبير وتثبيت واصل الطبيب كلماته وهو ينظر الي ..اما انا..
فقد كانت عيناي جاحظتين في عينيه ......نعم كنت انظر اليه بتركيز شديد
اما كلامه : فقد اختلطت عباارته الاخيره بعباراته الاولى ..ولم يثبت في
ذاكرتي من كلامه الا : ورم ......ســــــــرطان.......... علميه...
ماذا لو كيب الله علي الموت اثناء العمليه ؟ ماذا ستفعل امي ...ابي الذي
جاوز السبعين ؟ ... اخواني الصـغار؟.............
بل كيف سأدخل القبر وحدي ؟ ...كيف سامر على الصراط ؟ كيف ؟ وكيف؟
اين تخطيطاتي ... شهاداتي .... الزواج... الوضيفه الجديدة... كيف يحصل هذا
فجأة...اسئله كثيرة تتردد في داخلي ... جعلتني اسبح في جنب الله .... ياليتني
قدمت لحياتي الاخــــــــــــــــــــــــــرة
كل المتع التي كنت اجمعها .. والــــــمراكز التي اسعى لها .. تذهب فجاة ....
هكذا بدون مقدمات ... ماقصر هذة الحياة ..والله ماكنت الا في غرور...
كيف كنت اتتبع الشهوات .. واواقع اللذات .. وجهنم قد سعرت ..
والاغلال قد نصبت .. والزبانية قد أعدت؟!!
تباً لهذة الدنيا... ان اضحكت قليلا ابكت كثيراً .. وان أفرحت أياماً
أحزنت أعواماً ..وإن متعت قليلاً أشقت طويلاً
وأخذت أعاتب نفسي ألخاطئة اشد ألمعاتبة
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـــ ما طول حزني غداً رحماك يارب... رحماك يارب
وفجأة ..قال الطبيب
هذه اوراق العمليه ! وقع عليها , حتى نحجز لك سريراً , وننهي
إجراءات إدخال ك المستشفى
بقيت واجماً انظر اليه , فقال:
خذ! مابالك ؟ خذ...
لا... لن اوقع على شيء!
كيف ؟ لن توقع !!مجنون انت؟المصلحة لك وليست لنا ... والمضرة
عليك لا علينا..... لاتظن اننا فارغون نبحث عن راس نتسلى باجراء
عمليه فيه!!
الامر هام ... وخطير
لا لن اوقع على شيء
عموما لا نستطيع الزامك .. ولكن وقع علىهذة الورقه حتى نخلي
مسئوليتنا منك لو حدث لك نزيف مفاجيء..اخذت الورقه فاذا فيها
اقر انا الموقع ادناه اني خرجت بطوع ارادتي واختياري من المستشفى
الخ ...... وقعت الورفعه وانصرفت
ولكن اين اذهب ؟! الى البيت واخبر امي وابي؟ ام ارجع الى الستشفى
...ام اذهب الى مستشفى اخر لاحول ولا قوة الا بالله
بعد تفكير سريع قررت ان اذهب الى مستشفى اخر
وفي الطواري :
السلام عليكم ..ياتكتور انا اشكو من صداع في الراس يصاحبه ضعف
في النظر وبعد الكشف السريع وعمل اللازمة ..قال الطبيب :
نحتاج الى أ شعة مقطعية دقيقة لرأسك , وهذا غير متوفر حالياً
قي المستشفى .. اذهب الى مستوصف خاص واعمل هذة الاشغة
ثم ارجع الي بها ..وحاول ان يكون ذلك سريعاً
نزلت الى السيارة واخذت اوراق الاشعة ثم صعدت اليه ...
عجباً!!! كيف جئت بهذة السرعة !! لماذا ام تعمل الاشعة ؟!
قد علملتها قبل ان اتيك ... وها هي بين يديك
اخذ الطبيب يفكك رموز هذه الاوراق ..
اما انا فقد جلست على الكرسي لا تكاد تحملتي قدماي...
لكني كنت اكثر ثبات من المرة الاولى...
ذكرت الله تعالى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله .. والله اكبر
استغفر الله ... استغفر الله تذكرت وصيته r لابن عمه عبد الله
ابن عباس واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن
ليصيبك , واعلم ان النصر مع الصبر , ومع العسر يسراً.....
هان الامر علي ... واطمأنت نفسي ... ماذا سيحدث !ورم ! لست الاول
ولاظني الاخير
امي ... ابي ... اخواني .... سيكون يوماً او يومين .. ثم ينسون ....
فجأة رفع الطبيب سماعة الهاتف واستدعى مجموعه من كبار الاطباء
ونكمل في الجزاء الثاني
المفضلات