نبذة عن تاريخ السليمانيين..؟؟
السلام عليكم
في عهد الفتوحات الإسلاميه كانت الجيوش تنتقل من الجزيره والشام للبلاد البعيده للفتوحات فكانت الجيوش تعود لثكناتها في الشتاء ثم تعاود العمل بعد ذلك ومع بعد الأصقاع التي فتحها المسلمين بدأ الأموين في إنشاء ما يسمى بالدساكر وهي ثكنات عسكريه ينتقل لها العرب مع عوائلهم من الجزيره والشام ووصل عدد المهجرين من بلاد العرب لخراسان وحدها في عام واحد مائه ألف شخص وقد أثر هؤلاء السكان العرب في ديموغرافيه البلاد وسيطروا عليها كما أنهم مونوا الجيوش التي أصبحت تنطلق من تلك الثكنات ولا تعود للجزيره.
ومن تلك العشائر والقبائل التي إنتقلت إنتقل قاده بني مخزوم كولاه مع عوائلهم، لأن سكان تلك المدن أكثروا القلاقل فأصبح الشائع توليه المدن برجال من قريش لعموم إحترامهم بين القبائل مثل قيس وربيعه ومضر والأزد وتميم وغيرها من القبائل التي إستوطنت مدن خراسان. وكان أول من ولي خراسان من المخزوميين هو جعده بن هبيره المخزومي في عهد علي بن إبي طالب كرم الله وجهه في العام 36هـ.
وفي عهد يزيد ثار أهل كابل على واليها وأسروه فافتداه طلحه بن عبدالله الخزاعي ب 500 ألف درهم وعين مكانه خالد بن عبدالله المخزومي وبعد مقتل والي خراسان عبدالله بن خازم عين أميه بن عبدالله المخزومي واليا لخراسان كلها وكان له ولدين وهما خالد وعبدالله والأخير ولي سجستان وخلال تلك الولايه تكاثر بني مخزوم وأنتقل الكثير مع عوائلهم لخراسان إلا أن توتر علاقه أبناء الوليد مع الأموين خاصه بعد مقتل عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بتدبير من معاويه بن أبي سفيان وكون أبناء المهاجر بن خالد علويين الميول وعزل عبدالله بن خالد من قبل الوليد بن عبدالملك ومن ثم عزل أميه المخزومي في العام 78هـ جعلت المخزوميين يستقرون بخراسان ويؤثرونها على عودتهم للشام من جديد وقد عرف بني مخزوم المستقرين في سيستان ونواحي كابل ببني سليمان وقد عقدوا أحلافا مع قبائل البشتون وزوج أحدهم وإسمه عبدالله بن خالد من أبناء خالد بن الوليد إبنته (وقيل حفيدته) لشيخ بشتوني نسل من ذلك الزواج قبيلتين بشتونتين عظيمتين هما السوري واللودي وهي من أشرس القبائل في الحرب وتعرف بهذا الإسم حتى هذا اليوم.
ومع الوقت تكاثر العرب المتمدنين في المدن الخراسانيه الكبرى مثل مرو وهيرات ونيسابور وبلخ وترمذ وغيرها وأخرجت لتك المدن علماء حضاره الإسلام مثل الترمذي والنسائي والبخاري ومسلم وإبن سينا وإبن الهيثم وغيرهم ومن سكان تلك المدن كان فرع آخر من المخزوميين وهو فرع المنيعي بن خالد الذي إنتقل لمرو في عام 132هـ بعد ان خلع العباسيين الأمويين وطردوهم ومواليهم وقد أصبحت رئاسه مرو في ذريته من بعده حتى برزالرئيس أبوعلي حسان المنيعي الشهير باني مسجد نيسابور في عصر ألب إرسلان السلجوقي في القرن الخامس الهجري.
وفي القرن الرابع الهجري حصل حدث مفصلي في تاريخ السليمانيين أدى لسيطرهم فيما بعد على بوادي خراسان بالكامل فبعد أن سكنوا البوادي في سيستان نواحي كابل وتكاثروا حتى بلغ عددهم أربع عشر ألف رجل في عهد الغزنوي وإشتهروا بالمهاره في القتال وشده البأس --ولا غرو فهم من بني مخزوم أصحاب أعنه الخيل وبيت الحرب في قريش من قبل البعثه-- وصل خبر باسهم وشدتهم للغزنوي عبر التجار المتنقلين بين سيستان وغزنه فأرسل إليهم الغزنوي وطلب منهم مد جيشه مقابل إقطاعهم الأراضي وعلى مساحات شاسعه في سيستان وقرات (سوات) وغزنه وكابل لهم فسكنوها وإستفادوا من خير تلك المزارع وتكاثروا هم وذراريهم ، وكان الهدف من ذلك هو مشاركتهم في حروبه ضد الهنود حيث قام الغزنوي بأكثر من سبع عشر حمله لبلاد الهند ، كما إستعان الغزنوي بمنيعيي مرو المخزوميين إيضا تحت إمره أبالحسن المنيعي في جيشه المكون فيالق وسرايا كان في تلك الفيالق بشتون، وخلج وغور أمر السليمانيين عليها لصلتهم بأهل البلاد وإحترامهم لهم بالإضافه لياقي العرب تحت إمره أبو عبدالله الطائي.
ومع مرور الوقت أصبح عرب المدن يعرفون بالتازي (الغازي) وأخيرا بالتاجيك وأفغان الجبال بالبشتون في حين عرف أهل البوادي المخزوميين بالسليمانيين وقد سيطروا عليها سيطره تامه وطردوا جميع المناوئين لهم منها وبالرغم من بداوه السليمانيين إلا إنهم إحتفظوا بعلم واحد عبر السنين وهي مشجرات عوائلهم المرفوعه لجدهم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، كما حافظوا على العادات والتقاليد العربيه وحافظوا على نقاء عرقهم ولم يكن يجاورهم سوى العلويين وكانوا يستخدمونهم في نشر الدين في الحروب وقد كان في كل قريه سليمانيه ولي علوي واحد على الأقل يستفتى ويؤم المصلين ويدعوا خلال الحروب للإسلام.
وفي القرن التاسع الهجري وبعد الغزو لمغولي الذي دمر كابل ونيسابور وسائر مدن خراسان هاجر جزء من العرب للشام في حين هاجر المخزوميين في خراسان نفسها فأنتقل فرع الأبدالي (عبدالعلي) لقندهار وأنفصل عن فرع التارين الذي بقي في كابل وشرقها وبيشاور، في حين إنتقل جزء من المنيعيين لجبال سليمان وعرفوا بالبنقش وأنضم جزء آخر لأبناء عمومتهم بقندهار وعند وصول السليمانيين لقندهار سيطروا على المدينه والبوادي حولها حتى هيرات وطردوا أهلها (الغندره) عن بكره أبيهم لجبال سليمان ومازالت تلك المناطق سليمانيه بالكامل حتى اليوم.
وفي القرن الحادي عشر الهجري قام شاه إيران عباس الأول بدك قندهار وتدميرها وتهجير أهلها موقدا شراره هجرتهم المكثفه للحجاز من جديد قبل أن يستردها فرع غلزاي السليماني الذي إستولى على إيران وخراسان في 1137هـ على يد الأمير أشرف خان ومن ثم عوده الحكم لأحمد شاه الأبدالي الدوراني الذي كون دوله أفغانستان الحديثه وغير أسم البلاد من خراسان وقد إستمر السليمانيين في توارث حكم أفغانستان عبر عده فروع حتى وصول الغزو السوفيتي لها في أواخر القرن الماضي.
وفي مكه المكرمه والطائف إستوطن السليمانيين محلتين سميت بأسمائهم وظهر منهم محدثين وأعلام وقد كان السليمانيين عناصر قويه في جيش الأشراف وكونوا سرايا لحمايه قوافل الحجيج فهم قوم صنعتهم الحرب وكان الأشراف يحترمونهم بل أنه قد روي عن أحدهم (الشيخ عبدالكريم الدرويش)أن الشريف حاكم الحجاز كان يُجلسه على كرسي عن يمينه مباشرة، وما كان يجلس عليه إلا شريف، وكان يتشدد في ذلك وعرفوا في ذلك الزمان بالسليمانيين الخلّد كما أن بعض الملالي العلويين أتوا معهم لتلك الأحياء وهناك بعض العوائل السليمانيه تنتمي للأشراف العلويين الخرسانيين.
وفي النهايه نرجوا أن يوفقنا الله لتخليد تاريخ هذا الفرع من إبناء سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ولا نعرف فرعا آخر للمخزوميين مثل هذا الفرع قضى تاريخه كلها في الحروب والذود عن دوله إسلاميه (خراسان) مثلهم ولعل أكبر سند لنسبتهم لسيف الله المسلول بعد المشجرات والمراجع الدامغه هو أنهم ولدوا وعاشوا وتناسلوا جبلا بعد حيل كقوم حرب وحرب فقط فبعد أن دوخوا المغول والهنود الإنجليز في خراسان وطردوهم منها وحاربوا الفرس وطردوهم بل وحاصرو الفرس في بلادهم رجعوا للحجاز كمحاربين ومقاتلين قبل أن تتوحد البلاد ويستتب الأمن عليهم وعلى جميع سكان جزيره العرب ولا أعرف عشيره عربيه أخرى قضت تاريخها كله في الحروب وأثنت على شجاعتها أكبر القوى الغازيه في العالم من المغول للإنجليز والسوفييت إلا عشيرتنا هذه ولا غرور في ذلك فهم أحفاد سيف الله المسلول رضي الله عنه..؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات