المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن حمودالعراديما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك؟!.. سؤال مهم ..اسال الله أن لايحرمك الأجر وبارك الله فيك أخي أحمد ولك خالص التقدير أخوك الزادالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن حمودالعرادي
لاحظت أن بعض الناس يتتبعون الرخص.. ويفرحون بمن يفتيهم بما يوافق أهواءهم.. بل بعضهم إذا سمع فتوى توافق هواه.. طار بها فرحاً ومدح المفتي قائلاً: هذا هو الشيخ العالم.. هذا هو الشيخ الذي يفهم الواقع.. هذا الذي يعيش جراح المسلمين.. يقول هذا عن الفتوى وإن كانت تخالف الكتاب والسنة.. أو فيها تمييع للدين.. أو تساهل بالنصوص الشرعية.. أو تحايل للبحث عن الرخص والأقوال الضعيفة.. فالمهم أنها فتوى.. فتوى.. إن الله سيسألك يوم القيامة سؤالاً واحداً محدداً ﴿ ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين.. ﴾
لن يسألك عن الشيخ فلان ولا فلان.. وإنما عن اتباع الكتاب والسنة.. فقط..
أعيد عليك السؤال المهم مرة أخرى : ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك؟!
هل كل من لبس جبة أو عمامة وظهر في القنوات الفضائية.. وبدأ ب الحمد لله.. وختم ب والله أعلم.. يكون مفتياً؟!..
هل كل أحد يصلح أن يكون مصدراً لتلقي الدين؟!
إن المقياس الذي ينبغي أت تحكم به على الشيخ المفتي هو أن تكون فتاواه موافقة للكتاب والسنة
.. ﴿ ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.. ﴾
قال الشيخ:
ألقيت محاضرة في أحد المساجد.. فجاء إليّ أحدهم وقال:
يا شيخ لماذا تشدد في مسألة الاختلاط.. والشيخ الدكتور فلان في قناة (...) يقول : إن الاختلاط بين الرجال والنساء جائز في الولائم والحفلات إذا حسنت النية.. وكان النظر بغير شهوة؟!
وألقيت محاضرة في مكان آخر فجاء إليّ أحدهم.. وقال:
يا شيخ ما حكم الربا؟
قلت:حرام!! بجميع صوره وأشكاله..
فقال:إن الشيخ فلان في قناة ( ... ) يقول : إنه ضرورة من ضرورات العصر.. ولا بأس به..
وجاء إليّ ثالث مستفتياً عن حكم المعازف والموسيقى.. ثم قال:قد أفتى الشيخ فلان أنها حلال..
فلا تجعل دينك عرضة لكل من أراد أن ينتقصه أو يفسده عليك.. فإنك ستحاسب وحدك.. وتسأل وحدك ﴿ ماذا أجبتم المرسلين .. ﴾
واحذر من أن تكون ممن يتبعون الأئمة المضلين.. وقد قال صلى الله عليه وسلم :} إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين{
وخلاصة القول.. أن كلام هؤلاء المفتين المتساهلين بالدين لا ينطلي إلا على الأغبياء والجهال.. أما العقلاء فإنهم لا يطيون خلف كل ناعق..
واستمع إلى هذين المثالين الطريفين..
الأول : غياث بن إبراهيم
كان يتظاهر بالعلم.. ويزعم أنه يحفظ الأحاديث ويرويها.. وكان له وجاهة ولسان.. فكان الناس يجتمعون حوله فيحدثهم بالأعاجيب وهم يصدقونه..
رآه رجل يوماً على فعل لا يليق.. فقال له : ألا تستحي من الناس؟! فقال : أين هم الناس؟!!
قال : هؤلاء الذين اجتمعوا لك..
قال : تعني هؤلاء !! هؤلاء ليسوا ناساً.. هؤلاء بقر.. وإذا أردت أن أثبت لك فتعال معي.. ثم ذهبا.. فجلس غياث في مجلسه وبدأ يحدث الناس عن الجنة ووصفها.. وهم يستمعون منصتين.. فلما رأى تفاعلهم معه.. اخترع حديثاً من عقله وقال لهم : قال
صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يلمس أرنبة أنفه بلسانه دخل الجنة !! فبدأ الناس – فوراً – يخرجون ألسنتهم ويحاولون لمس أرنية الأنف!!
فالتفت غياث إلى صاحبه وقال له : ألم أقل لك إنهم بقر؟!!
أما الثاني : فهو رجل كان يدّعي العلم الغزيز.. ويجيب عن كل سؤال يردُ عليه..
ولم يقل يوماً في أي مسألة : لا أعلم.. بل كان يؤلف أجوبة من عنده.. ويضع لها أدلة.. ويتظاهر بها أمام الناس..
فاجتمع بعض العقلاء يوماً وقالوا : هذا الرجل إما أنه أعلم أهل الأرض. أو أنه يستغل جهلنا.. ثم اتفقوا على أن يجروا له امتحاناً.. فألفوا كلمة من ستة أحرف ثم جاؤوا إليه وقبلوا رأسه وعظموه.. ثم قالوا : يا شيخ.. مسألة.. مسألة.. أشكلت علينا وأردنا ان نتبين جوابها..
فقال:وقعتم على الخبير.. ما هي مسألتكم؟ تختلفون وأنا حي!!..
فقالوا ما الخنفشار؟!
فقال: الخنفشار نبات ينبت في جنوب اليمن.. فيه مرارة.. وإذا أكلته الناقة حبس اللبن في ضرعها.. ويستخدمه أهل الإبل إذا أرادوا بيعها.. يغشون به الناس حتى يظن المشتري أن الناقة تدر لبناً كثيراً.. وهي غير ذلك..
ثم اتكئ الشيخ وقال :
الخنفشار مشهور عند العرب.. وقد ذكروه في أشعارهم.. وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في سنته..
قال الشاعر متغزلاً بمحبوته:
لقد عقدت محبتكم في فؤادي
كما عقد الحليب الخنفشار
ثم تنحنح.. وقال: أما الدليل من السنة.. فقد قال صلى الله عليه وسلم..!!
فتدافعوا إليه.. وتصايحوا.. وقالوا : كفى .. كفى.. اتق الله يا كذاب.. كذبت على لغة العرب.. وكذبت على الشاعر.. وتريد أن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم طردوه من بينهم.فلا تجعل دينك لكل أحد يوجهه كيف شاء.. فالمفتي لا بد أن يتوفر فيه شرطان:
العلم , والورع .
أما العلم فهو الاستدلال الصحيح بنصوص الكتاب والسنة..
والورع هو الخوف من الله تعالى في الفتوى.. وعدم الاغترار بالمال أو الجاه.. بل يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم..
وما أقل العلماء الربانيين اليوم..
الشيخ / محمد العريفي ( كتاب هل تبحث عن وظيفة ؟؟ )
المفضلات