قال الله تعالى :-
( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )
21 الروم ...
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
موضوع قيِّم ...الاحترام خلق تعامل ليس فقط بين الازواج بل بحياتنا اليومية ..الاحترام بين الاخوة و الاخوات بين الاهل بين الجيران بين زملاء العمل بين الاصدقاء و بين الناس بكل مكان....
فالاحترام في الأساس هو لغة إنسانية بين الأفراد والمجتمعات والشعوب وكلما زادت مساحة تقدير الفرد واحترامه كلما زاد مساهمته وعطاءه ولكن هذا الاحترام حينما يصل إلى الحياة الزوجية يتحول إلى (قانون واجب التنفيذ )
فالاحترام هو الميزان التي تقاس عليه طبيعة الحياة الزوجية ومدى استمرارها فبدونه تفتقد الحياة الزوجية إلى مقومات ومصداقية الاستمرار ولذلك ...
الاحترام هو البنية الأساسية التي يجب ان تبدأ من أول يوم من أيام الزواج فعلى الزوجين منذ اللحظات الأولى في علاقتهم الزوجية تخصيب وتعميق وترسيخ مساحة الاحترام المتبادل بينهما وهذه المساحة ستكبر مع مرور الأيام وتؤتي ثمارها على شكل سعادة واستقرار وامن وراحة نفسية .
والاحترام في الحياة الزوجية يؤدي إلى نتائج ومكاسب عظيمة يجني ثمارها الزوجان ومن أهم هذه النتائج
***
ان الاحترام يشكل مناخا صحيا للحياة الزوجية ويولد الحب والمودة بين الزوجين ..اذا انهار جدار الاحترام زالت المودة والتراحم مما يؤدي إلى مرحلة من الجدل تنتهي بالانفصال
فالاحترام هو فن الحب الذي يكرم كل عزيز ومظهر عظيم من مظاهر الحب وعدم الاحترام يترك جرحا عميقا في النفس لا يشفى بسرعة كما نظن أو نتوقع لأنه يدخل في النفس ويتغلغل في أعماقها فيترسب حتى يخرج مع مرور الوقت على شكل ردة فعل عنيفة وبدون مقدمات وتكون القشة التي قصمت ظهر البعير فإذا بنيت العلاقة على مقومات الاحترام فلن تفقد مشاعر التراحم والتآلف التي تحض على رغبة الاستمرار في حياة زوجية ناجحة.
***
للإحترام قدرة عظيمة في تسوية المشاكل فهو يضع كل طرف من أطراف الزواج عند حدود وخطوط حمراء لا يتجاوزها كي لا يفقد احترامه لذاته واحترام وحب الطرف الآخر ولا يترك الأمور والمشاكل معلقة دون حل وعلاج
وللاحترام مظاهر يجب ان نحرص كل الحرص على تنفيذها حتى نستثمر نتائجه العظيمة ونجنى ثماره.
***
فن انتقاء الكلمات فالكلمات فيتامين الحياة الزوجية فالكلمات التي يعبر عنها الزوجان أثناء الحوار وعلاج مشاكلهما هي التي تحدد مدى عمق الاحترام بينهما فالعنف الكلامي وإطلاق اللسان ليقول ما يشاء معناها خروج السيف من جرابه لقتل العلاقة الزوجية مع الإصرار والترصد.
***
احترام مسؤوليات وأدوار كل طرف في العلاقة الزوجية فلا يستهين احدهما بمسؤوليات الطرف الآخر وأدواره ولا يتعدى عليها أو يتدخل فيها ولا يستأثر كذلك بدوره فلا يتقبل التوجيه أو النصحية بل من الاحترام ان يكون هناك التعاون والمشاركة الوجدانية وتبادل الرأي
***
تقبل الطرف الآخر كما هو لإن من أدنى معاني الاحترام التي تفرض علينا هو تقبل الطرف الآخر وان اختلف عنا أو خالف توقعاتنا لان لا وجود للإنسان الكامل فعلينا إيجاد صفات بديلة تعمل على تدعيم اختيارنا وتعميق الحب والاحترام والتغاضي المؤقت عن العيوب والنواقص وعدم اقتناصها والترصد لها مما بفقد احترام الطرف الثاني
***
ومن احترام الطرف الآخر احترام مساحة حريته في اختيار ميوله وهوايته والاحتفاظ بأسراره مالم تؤدي إلى الشك والريبة وضرر في علاقته الزوجية وشعوره بالأمن في إبداء رأيه والأمان عند النقد الايجابي دون تجريح أو أذى
فعلينا المحافظة على لاحترام في العلاقة الأسرية لان الزواج ليس مجرد علاقة بين امرأة ورجل بل هو مشروع اجتماعي تتأس عليه أجيال وتقام على أرضيته صروح اجتماعية وحركة الحياة فإذا غابت عنه مظاهر الحب والاحترام فانه يؤدي إلى تفكك الأسرة ومن ثم المجتمع.
فيجب ان نحترم خصوصيات وهوايات الطرف الاخر وان نحترم المشاعر والاحاسيس الخاصة بالطرف الاخر وان نحترم الآهل وان يكون هناك احترام رغم الخلافات ورغم العيوب ورغم الامكانيات وان نحترم الاهداف والطموحات الخاصة بالطرف الاخر وغيرها الكثير والكثير من جوانب .
قال صلى الله عليه وسلم :-
( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) متفق عليه
م/ن
صـقـ بلي ــر
المفضلات