ما أجملها ..
:: قصة على 3 حلقات متتابعة ::
........
- 1 -
...
صاحباه خلفه .. يعلم أنهما قريباً سيعودون إلى سيارتهم ..
ورغم أنه رأى ضياء الشمس يقترب انحساره إلى قمم الجبال حوله
إلا أنه استمر يجري باتجاه علو الوادي ..
ليطوي انحناءاته المتعاقبة ..
بدى الوادي يضيق شيئاً فشيئاً ..
وبعد عدة التواءات وجد أمامه مستنقع ماء ..
مشى .. بعده وجد آخر ..
جيد إنها علامات تدل على قرب ضالته ..
وهي الماء الجاري !!
عُرف هذا الوادي باستمرار جريان مياهه بعد هطول الأمطار ..
ولابد أنه اقترب من هذه المياه ..
منتشٍ وهو يسير .. مترنماً بإحدى أناشيد الشابي :
مِنْ وراءِ الظَّلامْ .... وهديرِ المياهْ
قَدْ دعاني الصَّباحْ .... ورَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءْ ..... هزَّ قلبي صَداهْ
وكأن كل ما حوله يناغيه فيها ..
لايزال يُترف روحه بمثل هذه الخلوات مع الطبيعة ..
بمثلها يعيش حياته مع أشياء بقيت فطرتها لم تدنَّس ..
فالطهر يظهر .. في كل لمحة وسبحة من تعابير الكون حوله ..
هكذا كان يقول دائماً ..
وهكذا هو الآن يطبق ما يقول ..!!
بعد مسافة من الجري قطعها فوق سفح جبل ..
استغلها ليختصر التواء الوادي ..
اختفت آثار المياه .. ولا حتى طين كان يسايره .. اختفى ..
التفت إلى ضوء الشمس تفارق قمم الجبال ..
رغم إيغاله وابتعاده ..
قرر الاستمرار .. فالوادي أمامه يشي بقرب ضالته ..
وقطع تردده أن عاود الركض من جديد ..!!
المفضلات