صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 19

الموضوع: الشــتاء القادم على موعدٍ مع(الرسالة الباردة)

  1. #1
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    692

    قصة الشــتاء القادم على موعدٍ مع(الرسالة الباردة)



    مع صوت حفيف الأشجار و على أنغام سيمفونية الشتاء البارد ...

    تسلل الصقيع إلى أنامله الصغيرة المُلامسة لزجاج النافذة يبكي بصمت

    كي لا تسمعه والدته و نظرات بائسة تترقب ماخلف النافذة .... يُصاحبه

    تأملٌ عميق لـسكون الليل المتناثر في الخارج ..


    إنه خالد الطفل البالغ من العمر سبع سنوات .. على صوته تنبهت أمه

    و بلمسةٍ حانية هتفت له / مابكَ يا خالد ألم تنم بعد يابني ..!!

    عندما شعر بإقتراب أمه أرتفع صوت بُكائه ...


    ثم بلهجة المذعورة استكملت الأم // هل هناك مايؤلمكَ..

    مابكَ أخبرني ..!!!


    صمت قليلاً و بنبرةٍ حزينة أجاب :::

    قد حضر الشتاء يا أمي لكن والدي لم يحضر.. أم أنكِ نسيتِ قولكِ لي //

    سيأتي والدك في الشتاء القادم هاقد مضى شتاء و قدم شتاءٌ آخر و أبي

    لم يحضر يا أمي.. أجل لم يحضر ..!!

    ألم يشتاق إلي ّياله من أبٍ قاسي ... !


    هنا قاطعته أمه // كفى ... كفى ..يا خالد إن والدكَ يحبك كثيرًا ..

    أولم أخبرك بأنه سيحضر قريبًا كما وعدنا .. فأقتربت منه و هي تربت

    على كتفيه الصغيرين و بإبتسامة حانية يشوبها الحزن ::

    أم أنك نسيت ماكتبه لنا والدك في الرسالة الأخيرة ..!!


    ( خالد أيها الطفل المشاكس سأعـــود قريبًا يابني

    و قد اشتريت لك لعبة جميلة لا يستحقها إلا طفل عبقري مثلك )...


    أرأيت ياخالد والدك أحضر لك لعب كثيرة ومفاجأةٌ أخرى لمح عنها في رسائله


    ( الأم تتحدث و الطفل الصغير يرمقها بنظرةٍ توشحت باليأس من

    طول الإنتظار و كأنه يقول // لا أريد لعبًا يا أمي أريد أبي فقط... أريد أبي ... ))


    بعد ذلك أخذت الأم صغيرها بعد أن هدأته و بقيت تروي له الحكايات

    عن والده و مدى تعلقه الشديد به حتى خلد إلى النوم ...


    حتى عادت تتأمل في صغيرها بعد أن غلبه النوم.. ملامحه البريئة

    ماذنبها كي تنتظر و تتألم ..إلى متى !!!!!


    ثم استرسلت في الكتابة //

    طال غيابك يا أبا خالد و استفهامات طفلنا العطشى لم أعد قادرة على سد رمقها

    رسائلك تتأخر علينا .. و أخبارك شبه منقطعـــــة ...!!

    سنواتٍ مرت و أنا أكتب كمًّا من الرسائل الوهمية و اقرأها على ابنك

    بِزعم أنها منك.. و أحضر له من الهدايا و اللعب و اقول له / هذه من

    والدك .. فكانت سعادته بها تخلق بنفسي فرحة لا تـُعادلها فرحة

    و تهون عليّ ..و الآن يا أبا خالد لم أعد أحتمل و ابنك يكبر يومٌ بعد يوم

    متى تعود لتنتهي التساؤلات ...!!!

    و تبقى الإجابة الوحيدة هي وجودك و بقاؤكَ بجانبه .....

    يا إلهي.. كل سنة أخبره بأنك ستعود إلينا من غربتك في الشتاء و مع

    بلوغ كل شتاء تتكرر هذه القصة المأساوية... فكما أنت في غربة أنا و ابنك

    كذلك في غربةٍ أخرى ... كفى يا أبا خالد غيابًا أرجوك مللت مللت .. !!


    أغلقت دفتر مذكراتها الصغير الذي لم يحتمل همومها و طفلها خالد سواه

    مالبثت أن انهمرت دموعها حزنًا على حالها وطفلها الصغير ..


    بعد هذا الموقف الحزين مــرت أيامٌ و شهور ...

    حتى جاء ذلك اليــوم و إذ بالباب يطرق ..



    **من الطارق ؟؟

    **منزل السيد / ......؟؟؟

    **نعم ..

    **وصلتكم رسالة بريدية منه ..

    بـِـهلع واستغراب ردت ( أم خالد) // ماذا قلت ..!!!

    ثم استطردت // حسنًا.. حسنًا ضعها عند الباب لو سمحت و شكرًا لك ..


    ماهي إلا ثواني و اختطفت ( أم خالد ) الرسالة بعجلٍ و وجل ..

    ثم نادت بأعلى صوتها // خالد... خالد ..رسالة عاجلة من والدك


    حضر الصغير منتعشًا فرِحًا.... اقرأيها يا أمي أرجوكِ بسرعة.. بسرعة


    سرعان مافتحت الأم الرسالة بيدين مرتعشتين لتقرأ مابها ////


    (( السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    زوجتي العزيزة //

    كيف حالكِ و ابني ( خالد ) مشتاق لكما

    اعتذر عن إنقطاعي الفترة الماضية لِظروف العمل و صعوبة الإتصال ..

    و أود أن أخبركِ عزيزتي أنني بخير و الحمدلله .. غير أنني

    لن أحضر إلا في ( الشتاء القادم ) بإذن الله ..

    تحياتي لكِ و لإبني الصغير / خالد

    زوجكِ // .... )) ..


    شعرت ( أم خالد ) و كأنها تعرضت لصــفعةٍ قوية

    على وجهها ..و هي تردد بحزن // و بعد هذا الإنتظار الطويل

    يا إلهي.. أيضًا الشتاء القادم .. الشتاء القادم..!!!


    بينما ابنها الصغير ينتظر .. إلا أنه فهم مضمون الرسالة من تعابير وجه أمه

    فلم ينبس بكلمةٍ بل سار نحـــو النافذة هامسًا بلغة الطفل البريئة

    ( أيّها الشتاء الطيب ... أخبرني متى سيأتي أبي..!!!)


    على إثرها بقيت الأم متسمرة في مكانها و هي تقول بألم /


    ( رسالةٌ باردة ليست بأقسى برودة من هذا الشتاء القارس

    لكن إلى متى ....إلى متى ...!!!))


    ثم مـزقت الرسالة و هي تفكر بإعداد مضمون رسالةٍ جديدة

    تـُهديء بها من روع إنتظار و قهر طفلها الصغير ...


    على مـــوعدٍ آخر مع الشتاء القادم ..!!!!



    ****************



    و مضـــة ::


    كم من غائبٍ حاضر.. ..!!!

    و ثمة حضور هو أشبه بـِ الغياب

    و غـــربة روح داخل جسد وطن ..

    متى تنتهي ..!!

    في كِلا الحالتين يبقى الإنتظـار مسلكٌ يؤدي بنا

    إمــا للأسوأ ..أو للأفضل ...!!!!


    /


    /


    بقلم ::: العاصفــة.



    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية بشير العصباني
    تاريخ التسجيل
    4 - 10 - 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,463
    معدل تقييم المستوى
    625

    افتراضي رد: الشتاء القادم و ( الرسالة الباردة)..!

    الفاضلة ، الكاتبة ، عاصفة الشمال


    لا أجد ما أصف به تلك (الرسالة الباردة)..!

    إلاّ أن أقول إن كاتبتها حقا بارعة

    حقيقة لا أجامل حينما أقول أنني أمام قطعة نثرية لرواية أدبية

    تماما كأنني أقرأ لخولة القزويني رواية (سيدات وآنسات)


    صوغ وحبك يحمل في ثنايه اقتدارا وافتكارا وتصويرا وتجسيدا

    وكأن الحدث يشاهد عيانا والصوت يطرق السمع حيا على الهواء مباشرة

    بمباشرة جمالية وحسن تعامل مع الحرف الملتف بصياغة مهارية

    تجعله ظاهرا في أحسن حلة بهية.

    شكرا لكم على هذه الأصالة.

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية فايز ابن رويحل
    تاريخ التسجيل
    8 - 12 - 2003
    الدولة
    تـــــــبوك
    العمر
    45
    المشاركات
    4,937
    معدل تقييم المستوى
    765

    افتراضي رد: الشتاء القادم و ( الرسالة الباردة)..!

    عاصفة الشمال ..كلامات ولا اجمل
    وتعليقي :
    يمكن الانتظار احيانا يكون افضل ..
    في وقت الانتظار تتعلق امال كثيرة يكون الاحساس فيها رائع مع حلم مرسوم
    ويمكن ..لا جديد يضيفه في عالم ينتظر .. حظوره ....!!

    دمتم بخير
    اللهم ارحم والدي واغفر لهما

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية إبراهيم أبوخشيم
    تاريخ التسجيل
    6 - 6 - 2007
    المشاركات
    289
    معدل تقييم المستوى
    634

    افتراضي رد: الشــتاء القادم على موعدٍ مع(الرسالة الباردة)

    قطعة نثريةرائعة وكفى
    صورها قلم مبدع
    في ثنيها مزج لعواطف شتى
    ابنً بلهف ينتظرُ صورة أب ختفت
    وأمً تناست عاطفتها وكبحتها لتخفف بيد حانية لهفت ابنها .
    وفي المقابل أبً قاسٍ ، يلهث خلف حطام الدنيا ...
    والأعجب مما سبق حينما يساوى الحضور الغياب !!!!!
    فهل ينتبه لذالك البشر ؟
    فياليت الحضور حضور روح وجسد .
    أنتِ قلتِ
    بـِـهلع واستغراب ردت ( أم خالد) // ماذا قلت ..!!!
    لم الهلع هنا
    و لو قلت .. ( أي تعبير عن شوقها ) ألم يكن أنسب ؟
    و أنتِ قبلها قد بينت من أين مصدر الرسالة ؟..
    والطفل لو تجاوز السابعة لكان أنسب ...فهل يدرك الطفل في هذا السن الفصول ؟!! قد يدرك الطبائع من حرارة وبرودة ...
    ولكن على هذا النص أعجبني سبكه
    ولذا كتبت هذا التعليق
    هذه الدنيا
    قد يتجرع الألم الـمـُــنتظِر
    ثم تقيل المفاجئةُ... بالثمر لمن صبر
    وقد يتألم الـمًــنتظِـر...
    ثم تنكشف الأيام أنه لا خير له في الـمًـنتظَـر

  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    11 - 12 - 2006
    المشاركات
    265
    معدل تقييم المستوى
    651

    افتراضي رد: الشــتاء القادم على موعدٍ مع(الرسالة الباردة)

    الاخت عاصفة حقيقة ما تخطه اناملك إبداع منقطع النظير ويدل على مخزون ثقافي ونثري كبير وعلى خيال واسع الله يعطيك العافية وييوفقك وشكرا لك من الاعماق.........
    وأمل قبول مروري....
    ببكي على زولن عشقته عشاقه
    @@ وترى البكاء للأقوياء زود قوه
    فن شفت ابن(سالم) يبكي فراقه
    @@ ترى إنحدارات الجبل من علوه

  6. #6
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    692

    افتراضي رد: الشتاء القادم و ( الرسالة الباردة)..!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشير العصباني مشاهدة المشاركة
    الفاضلة ، الكاتبة ، عاصفة الشمال
    لا أجد ما أصف به تلك (الرسالة الباردة)..!
    إلاّ أن أقول إن كاتبتها حقا بارعة

    حقيقة لا أجامل حينما أقول أنني أمام قطعة نثرية لرواية أدبية

    تماما كأنني أقرأ لخولة القزويني رواية (سيدات وآنسات)

    صوغ وحبك يحمل في ثنايه اقتدارا وافتكارا وتصويرا وتجسيدا

    وكأن الحدث يشاهد عيانا والصوت يطرق السمع حيا على الهواء مباشرة

    بمباشرة جمالية وحسن تعامل مع الحرف الملتف بصياغة مهارية
    تجعله ظاهرا في أحسن حلة بهية.

    شكرا لكم على هذه الأصالة.



    الأخ الكاتب // بشير العصباني


    شهــــادةٌ أعتز بها من كاتبٍ بحجمكم ..


    لا أخفيك أستاذي الفاضل أنني من المعجبين بالكاتبة / خولة القزويني .. و أسلوبها


    من خلال رواية واحدة فقط قرأتها لها .. مع العلم أنني أسعى


    لتطوير أسلوبي القصصي الذي لازلت غير راضية عنه ليكون بشكــلٍ


    أروع و خيال أشمل من خلال كثرة القراءة للعديد من الروايات..


    سأحاول بإذن الله إقتناء روايتها التي أشرتم إليها ..


    مع جزيل الشكر لكم على هذا الحضور الطيب .



    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا