النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    677

    افتراضي الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ

    - عن أنسِ بنِ مالكٍ قال لما بُويعَ أبو بكرٍ في السَّقيفةِ وكان الغدُ جلس أبو بكرٍ على المنبرِ وقام عمرُ فتكلَّم قبل أبي بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أيها الناسُ إني قد كنتُ قلتُ لكم بالأمسِ مقالةً ما كانت وما وجدتُها في كتاب اللهِ ولا كانت عهدًا عهِدها إليَّ رسولُ اللهِ ولكني كنتُ أرى أنَّ رسولَ اللهِ سيُدبِرُ أمرَنا يقول يكون آخرَنا واللهِ قد أبقى فيكم كتابَه الذي هدى به رسولَ اللهِ فإن اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ له وأنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم صاحبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايِعوه فبايع الناسُ أبا بكرٍ بيعةَ العامةِ بعد بيعةِ السَّقيفةِ ثم تكلم أبو بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فإن أحسنتُ فأَعِينوني وإن أسأتُ فقوِّموني الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ والضعيفُ منكم قويٌّ عندي حتى أزيحَ عِلَّتَه إن شاء اللهُ والقويُّ فيكم ضعيفٌ حتى آخذَ منه الحقَّ إن شاء اللهُ لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيل اللهِ إلا ضربَهم اللهُ بالذُّلِّ ولا يشيعُ قومٌ قطُّ الفاحشةَ إلا عمَّهم اللهُ بالبلاء أَطيعوني ما أَطعتُ اللهَ ورسولَه فإذا عصيتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم قوموا إلى صلاتِكم يرحمْكم اللهُ

    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية | الصفحة أو الرقم : 5/218 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



    في هذا الخبرِ بَيانٌ لكيفيَّةِ بَيعةِ أبي بكرٍ بالخِلافةِ بعدَ مَوتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه قال: "لَمَّا بُويِعَ أبو بكرٍ" بالخِلافةِ بعدَ مَوتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "في السَّقيفةِ" وهي المكانُ المُظلَّلُ الَّذي يكونُ له عريشٌ، والمُرادُ بها سَقيفةُ بني ساعدةَ، وهم بطْنٌ مِن الخزْرجِ، "وكان الغَدُّ"، أي: صباحُ يومِ البَيعةِ، "جلَسَ أبو بكرٍ على المِنْبرِ"، أي: في المسجِدِ النَّبويِّ، "وقام عمَرُ فتكلَّمَ قبْلَ أبي بكْرٍ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بما هو أهْلُه"، أي: بما يَستحِقُّه مِن الشُّكرِ والحمْدِ، "ثمَّ قال: أيُّها النَّاسُ، إنِّي قد كنْتُ قلْتُ لكم بالأمسِ مَقالةً ما كانت، وما وجَدْتُها في كِتابِ اللهِ، ولا كانت عهْدًا عهِدَها إليَّ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنِّي كنْتُ أرى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيَدْبُرُ أمْرَنا- يقولُ: يكونُ آخِرَنا- واللهُ قد أبْقى فيكم كِتابَه الَّذي هَدى به رسولَ اللهِ، فإنِ اعْتصَمْتُم به هَداكم اللهُ لِمَا كان هداهُ اللهُ لهُ"، أي: في القُرآنِ الهِدايةُ التَّامَّةُ للمُسلِمين بعدَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "وإنَّ اللهَ قد جمَعَ أمْرَكم على خيرِكم؛ صاحبِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وثاني اثْنَينِ إذْ هما في الغارِ"، أي: إنَّ أبا بكرٍ هو أقدَمُهُمْ في الصُّحبةِ، وأكثرُهُمْ مُلازَمَةً للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقولُه: (ثَانِي اثْنَيْنِ) هي رُتبةٌ خاصَّةٌ بأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِيَ اللهُ عنه، عُرِفَ وامتازَ بها عن غَيرِه؛ إذ إنَّه كان بالغارِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ كانت قُريشٌ تُطارِدُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبهاتينِ الرُّتبتينِ قدَّمَه عمَرُ رضِيَ اللهُ عنه لِأَنْ يكونَ خليفةَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّه أَوْلَى المُسلِمين بأُمورِهم، ثمَّ طلَبَ عمرُ مِنَ النَّاسِ أنْ يَقوموا فيُبايِعوا أبا بكرٍ رضِيَ اللهُ عنه؛ فقال: "فقُوموا فبايِعوه"، أي: أعْطُوه العهْدَ والمِيثاقَ بالطَّاعةِ والخلافةِ. قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فبايَعَ النَّاسُ أبا بكرٍ بَيعةَ العامَّةِ بعدَ بَيعةِ السَّقيفةِ"، أي: بَيعةَ النَّاسِ العامَّةَ، بَعْدَما بايَعَهُ كِبارُ القومِ وزُعماؤهم، وهم الذين يُعرَفون بأهْلِ الحَلِّ والعقْدِ، "ثمَّ تكلَّمَ أبو بكرٍ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بما هو أهْلُه، ثمَّ قال: أمَّا بعْدُ، أيُّها النَّاسُ، فإنِّي قد وُلِّيتُ عليكم"، أي: تَولَّيْتُ الخلافةَ عليكم، "ولسْتُ بخَيرِكم" وهذا مِن تَواضُعِه وحُسنِ أخلاقِه؛ وإلَّا فقد ثبَتَتْ له الأفضليَّةُ بعدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فإنْ أحسَنْتُ فأعِينوني، وإنْ أسأْتُ فقَوِّموني"، أي: عَدِّلوا خَطئِي بحُسنِ النُّصحِ والمشورةِ، "الصِّدقُ أمانةٌ، والكذِبُ خِيانةٌ" والصِّدقُ مِن أخلاقِ الإسلامِ الفاضلةِ، "والضَّعيفُ منكم قَوِيٌّ عندي حتَّى أُزِيحَ عِلَّتَه إنْ شاءَ اللهُ"، أي: بأنْ آخُذَ له حقَّه وأنصُرَهُ على ظالِمِه، "والقوِيُّ فيكم ضعيفٌ حتَّى آخُذَ منه الحقَّ إنْ شاءَ اللهُ"، وقد عقَّبَ قولَيْه بالمشيئةِ؛ لأنَّه يَهْتدي بالقُرآنِ الَّذي فيه الهِدايةُ العامَّةُ، وقد قال اللهُ: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23، 24]، ثمَّ قال: "لا يَدَعُ قومٌ الجِهادَ في سَبيلِ اللهِ إلَّا ضرَبَهم اللهُ بالذُّلِّ"، أي: لا يَترُكُ قومٌ الجِهادَ في سَبيلِ اللهِ ونشْرِ دَعوتِه إلَّا عُوقِبوا بالذُّلِّ والهَوانِ على عدُوِّهم؛ لأنَّهم بتَرْكِ الجِهادِ الحقِّ قد أقْبَلوا على الدُّنيا، "ولا يُشِيعُ قومٌ قطُّ الفاحشةَ"، أي: الزِّنا واللِّواطَ، وشُربَ الخمْرِ، وغيرَ ذلك مِن الفواحشِ، "إلَّا عمَّهُم اللهُ بالبلاءِ"، أي: بالأمراضِ والمصائبِ والنَّوازلِ، "أطِيعُوني ما أطعْتُ اللهَ ورسولَه، فإذا عصَيْتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم"، أي: إنَّه شرَطَ على نفْسِه أنْ يُطاعَ ما أطاعَ اللهَ والْتزَمَ سُنَّةَ نَبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّه لا طاعةَ له في مَعصيةٍ، وهذا مِن تَمامِ امتثالِه لتَعاليمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتِه، ثمَّ قال: "قُوموا إلى صَلاتِكم يَرحَمْكم اللهُ".
    وفي الحَديثِ: بَيانُ بعضِ مَناقِبِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
    وفيه: تَقديمُ وإلْزامُ الأصلَحِ لِتَولِّي الحُكمِ والإمامةِ.


    https://dorar.net/hadith/sharh/89269

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    677

    افتراضي رد: الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا