اقدم لكم هذه المحاوره و (( تحليل / ونقد / كامل لبيوت الشاعرين ))

الملف الشخصي · 12-12-2005, 06:46 PM

بسم الله الرجمن الرحيم

أخواني واخواتي
اعضاء وزوار المنتدى

اقدم لكم هذه المحاوره و (( تحليل كامل لبيوت الشاعرين ))
هذه المحاورة كانت بين الشاعرين عبدالله الميزاني ( سوار الذهب ) وفيصل الرياحي عام 1423 هجري وكان الشعر عبدالله الميزاني هو الذي بدأ المحاوره
فيقول :

مرحبا في محلن يذري الضيف ظله *** قدم حكم السعود وبعد حكم السعودي
بعد طارت عن الخيل السباق الاجله * **** ياابن منصور خلك واحد من جنودي

شرحها : يبدا الشاعر عبدالله غازي مرحبن بالشاعر والضيوف ويذكر ان هذه المحتفل في مكان أمير من امراء مطير هو هايف الفغم وان هذا الامير كان من اهل عز وشرف ونجده , جدا عن جد فقد كانوا اجداده ظلن وملجا لمن استجار بهم قبل نشؤ الدول فعزهم عريق وكذلك استمروا على عزهم ومكانتهم بعد حكم الدوله فلهم التقدير والاجلال في كل وقت يريد عبدالله غازي بهذه النقطه ان يعرض ببعض من يطلق عليهم شيوخ وهم شلة صالح كامل او غيره الذين علوا بمالهم حين اختلفت المفاهيم وهنا الفرق الكبير البيت الاول كان فقط للترحيب ومدح الفغوم .
أما المعنى الذي سيلعب عبدالله عليه مع الرياحي فهو قوله (( بعد طارت عن الخيل السباق الاجله )) يقصد عبدالله غازي بالخيل السباق كبار الشعراء والذين كانوا يشكلون جبهه للعب سويا واشهرهم مستور وحبيب وصياف والزلامي الذين لعبوا لفترات طويله سويا وكان الرياحي من ضمن هؤلا الشعراء لكن حدث تقاطع بين هولاء الشعراء وبين الرياحي اقول وبرائي الخاص ان الرياحي هو الذي وقف لهم على الميدان طويلا فقرروا سويا مقاطعته فكان معنى عبدالله يافيصل بعد ان قاطعك الشعراء الكبار وشبه مقاطعة الشعراء الكبار لفيصل كأنها نزع الجلال وهو لبس يوضع على الخيل الاصيله لتمييزها عن غيرها من الخيل فكأن مقاطعتهم سحب لميزة الرياحي انه كان في صف الشعراء الكبار ويطلب عبدالله من الرياحي ان يكون الرياحي من ضمن جنود عبدالله على ميدان الشعر فكأن الشعر ساحة الحرب وسحب الجلال من الفرس الاصيله أعلان حرب وسوف يقف عبدالله كما قال في صف الرياحي ومن سيقود الحرب هوعبدالله غازي , ونضيف على هذه النقطه ان من الشعراء الذين وضعوا على القائمه السوداء الشاعر عبدالله غازي وعبدالله العير رحمه الله وعبدالله بن شائق لكن فرق الرياحي عنهم ان الرياحي اقدم منهم ولعب طويلا مع الشعراء المذكورين اما العبادله فقد قاطعوهم منذا بدايتهم الاولى .

ثم رد عليه الشاعر فيصل الرياحي قائلا :

والبقا يالمطيري والكواكب مطله ********* لاتزل الحدود ولانزل الحدودي .
المثل قال مااحدن صاح من غير عله ** سالم الراس سالم والمرض فالعضودي .

شرحها : يرد الرياحي على ترحيب عبدالله غازي بقوله البقا أي ابقاك الله وهذا متعارف عليه في ساحة شعر المحاوره فاذا بدا الشاعر الضيف بالسلام يرد المضيف او الاقرب لقبيلة صاحب الحفل وان لم يكن من نفس قبيلته واذا بدا الشاعر المضيف بالترحيب بالشاعر الضيف فأن الشاعر الضيف يرد بقوله البقا او مايدل على معناها فيقول الرياحي ابقاك الله ياعبدالله لكن الكواكب مطله أي ان الرياحي يعترض على مدح عبدالله للفغوم بهذا الاسلوب لما قال عبدالله (( قدم حكم السعود وبعد حكم السعودي )) الرياحي يعتقد ان المدح بهذه الصياغه يعد تطاول على الدوله رغم ان عبدالله كان واضح الهدف أي ان مكانة الفغوم وغيرهم من امراء جميع القبائل العزيزه دون استثناء لهم مكانتهم وتقديرهم عند الدوله ولايحتاج نمثل للدلاله على ذلك فمعنى عبدالله واضح وبعيد عن مااعتقده الرياحي هذا البيت الاول اعتراض من الرياحي على اسلوب مدح الفغوم .

اما رده على بيت المعنى فيقول الرياحي (( المثل قال مااحدن صاح من غير عله)) أي ان ترك الشعراء الذين تقصدهم ياعبدالله اللعب معي كان من جراء او سبب ماعانوه وكابدوه مني في ساحات الملاعب والراس مايضره شي ولن ينقص منه قيد انمله ويقصد بالراس نفسه اما العضود وهم الشعراء المذكورين فان البلا فيهم والحسد والغيره تأكل قلوبهم هذا رد الرياحي .

يرد الشاعر عبدالله غازي على الرياحي قائلا :

لاتعاند مطير ويالع العود كله ************ ثم تسلم بكلمه وحده ياليهودي .
مالقينا علاجك يالكبود المغله ********** غار راس الحديد اللي يشق الكبودي .

شرحها : بعد اعتراض الرياحي على طريقة مدح عبدالله رغم ان كلام عبدالله صحيح وليس فيه انتقاص لاي احد فكأن الرياحي يقول ليس مع الدوله الا ضعيف وهذا عكس الواقع فالدوله تقدر ابناءها ولهم مكانتهم المحفوظه فكان غلط ذريع من الرياحي فحب عبدالله يبين للرياحي ماوقع فيه فيقول هل هذا انتقاص لمطير وامرائها فاذا كان هذا مااردته يالرياحي فسوف يالع العود كله أي نشعلها جحيم فوق راسك اما اذا كانت غلطه غير مقصوده فنتجاوزها ويقصد عبدالله بقوله (( ثم تسلم بكلمه وحده ياليهودي )) أي نعطيك امر نقول لك اسكت فقط وهذه كافيه لتنفيذ مانطلبه منك لاتتكلم انا اذا امرنا فهو الامر , نلاحظ ان المحاوره اصبحت على اتجاهين الاتجاه الاول هو الذي قاده الرياحي واخرج اللعب اتجاهه لانه اعترض على مدح عبدالله اما الاتجاه الثاني فهو بيت المعنى فكان الرياحي هو الذي جعلها على اتجاهين لكن الشعراء الكبار مثل الرياحي وعبدالله يمسكون خيوط اللعبه باحكام ويعطون لكل اتجاه حقه ويفضل عدم تشتيت المحاوره باكثر من اتجاهين خصوصا للشعراء المبتدئين لانهم حتما سيضعيون .
اما ردعبدالله على بيت المعنى من الرياحي فيقول عبدالله (( مالقينا علاجك يالكبود المعله * غير راس الحديد اللي يشق الكبودي )) يؤيد عبدالله الرياحي بأن مادفع الشعراء المذكورين لمقاطعة الرياحي هو الغل والحسد لكن طبهم وعلاجهم راس الحديد اللي يشق الكبد أي عاملهم بمثل مايعاملك وافتح لك مجالات اخرى مع شعراء آ خرين والساحه مليه بالشعراء الكبار غيرهم وكان هذا فعلا ماقام به الرياحي فنجده اليوم يلعب مع عبدالله وتركي شعراء مطير ومع الهاجري وغيره تحالف جديد آخر هذا ماقاله عبدالله مؤيدا الرياحي في اعتقاده وناصحا له .

يرد الرياحي على عبدالله قائلا :

انت زلتك لو زليت ماهي بزله ********** والنشامى لها تقدير عندي يزودي .
اقلط اقلط على هرجه وفنجال دله ********** جعل يومن بلانا بالجفا مايعودي .

شرحها : بعد ان احرج عبدالله الرياحي حاول الرياحي الخروج من الغلط الذي قام به فحاول ان يمدح الفغوم ويسب عبدالله حفظا لماء وجهه رغم ان هدفه الاساسي كان غلط من اصله فقال الرياحي (( انت زلتك لو زليت ماهي بزله * والنشامى لها تقدير عندي يزودي )) أي ان غلطك ياعبدالله وافترائك بتقويل شي ماقلته لان زلتك لانعتبرها كأنه يقصد انك سفيه وقال الرياحي هذا الكلام ليتخلص من الاحراج ثم يقول الرياحي ان النشامى لهم تقدير يزود يوما عن يوم هذا ماارده الرياحي رغم وضوح مقصده وكشف الشاعر عبدالله غازي له .
أما رد بيت المعنى فيقول الرياحي ياعبدالله اني سوف انضم لمجموعتك وانا في صفك واقلط تفضل على هرجه طيبه وشعر حكيم وقوي وفنجال دله تشبيه لبيوت المحاوره التي يتناقلها الشعراء اخذ ورد مثلما يتناقل المضيف وضيفه فنجال القهوه والرياحي يقصد مرحبا ياعبدالله وانا معك ثم يقول الرياحي طالبا استمرار العلاقه الطيبه بينه وبين الشاعر عبدالله غازي ونادما على خلاف سابق معروف بينهم فيقول الله لايعيد يوم الجفاء هذاك .

يرد عبدالله على الرياحي قائلا :

اشهدي لي علاهم يالنجوم المطله ******** وين ربي رماني في عيال القرودي .
فوق راسك مخيله بارقه مستهله ******* ينظرون الوقوف وينظرون القعودي

شرحها : بعد اعتذار الرياحي من قولته ورميها على عبدالله ليتخلص من الاحراج يدعو عبدالله من يعرف الشعر ويتابعه وينقده وهم كما قال النجوم المطله الذين ينظرون للشعر بمعرفه وتدقيق يطلب عبدالله شهادتهم بتوضيح من المخطأ هو أم الرياحي ويقول ان الله بلاني في عيال القرود يقصد الرياحي الذين يرمي اخطائه على غيره وكأنه لم يفعل شئ .
اما بيت المعنى فكان رد عبدالله على طلب الرياحي وترحيبه باللعب معه اعتقد ان عبدالله زعل من بيت الرياحي الاول لذا كان رده عنيف بعكس ابياته الاول فيقول يالرياحي ان شعري كالمخيله فوق راسك ستمطرك شعرا ومعنى ولاتمتلك ان ترد سحابتي الشعريه وهذا التشبيه وغيرها من التشبيهات الكثيره شائعه في شعر المحاوره ثم يقول يالرياحي ان من وقف وجلس وكل الناس يشهدون بتفوقي عليك
فاعتقد هذا البيت من عبدالله كان بناء على مااورده الرياحي من ابيات سابقه في حق مطير وامرائها ثم الخطا من الرياحي بتسفيه عبدالله ثم اعتذار الرياحي من الفغوم هذا ادى لزعل عبدالله وسحب طلبه من الرياحي .

يرد الرياحي على عبدالله قائلا :

ياعجب ياعجايب كل واحد محله ********* هوشة الليل مابين الجمل والقعودي .
لا لقينا المخايل والمطر مانمله ******** مار مابه مطر ماغار صوت الرعـــــــــودي

شرحها : يقول الرياحي اني اتعجب من هوشة الليل بين جمل وقعود ويقصد الرياحي بالجمل نفسه وبالقعود عبدالله ولو تابعنا المحاوره بانصاف لعرفنا ان الرياحي هومن جر المحاوره لذلك باعتراضه على مدح الفغوم ومحاولة انتقاصهم ثم محاولة تملص الرياحي من ذلك والقاء التهمه على عبدالله هذا ماعمله الرياحي ثم ياتي بالبيت للتعجب وهو من قام بذلك .
ثم يرد الرياحي بالبيت الثاني على قول عبدالله (( فوق راسك مخيله بارقه مستهله )) ياعبدالله اذا وجدنامخايل ومطر أي شعر قوي ومعنى فنحن لانمل ذلك وهذا مطلوبنا لكن حسب ماقال الرياحي:
لم نجد الا صوت رعد بدون مطر أي صياح بدون شعر وهذا يقصد عبدالله به فكان هذا البيت مجارات من الرياحي لابيات عبدالله والا كلهم معروف من اكبر الشعراء وهذا التشبيه ايضا شائع للدلاله على ان الشاعر صوتا بلا معنى .
ونعرض هنا بعض التشبيهات الشائعه في المحاوره وان كنت لااحب تكرارها لان التجديد وعدم تكرار الافكار المستهلكه افضل فعندما يقول الشاعر مال الحموله الاجملها أي ان الشاعر مقابله سوف يلقى من الشعر والردود مايجعله كالجمل الذي يحمل العفش ولا طاقة له بالاعتراض .
وكذلك عندما يقول الشاعر عن البحر وعن البير وفيرة الماء وورودها وكل ذلك للدلاله على منهل الشعر العذب وغيرها من التشبيهات الشائعه التي يطول الكلام فيها نعرض لها عند ذكرها .

يرد عبدالله على ابيات الرياحي :

لو اخللك يافيصل تطيح الاخله *********** شردتك المنايا يالبعير الشرودي .
العن الله هديب الشام واللي رطن له ****** يوم شبيت ناري من موارث جدودي

شرحها : يقول عبدالله ردا على بيت الرياحي لما قال (( هوشة الليل مابين الجمل والقعودي ))
يقول يافيصل لو ندقق في وضعك الان نجدك خائفا لانك اخطأت على مطير اولا ثم علي رغم انك تعتذر وكان اعتذارك خوفا فلو كنت شجاعا لثبت على كلامك لكن المنايا وخوف الموت هو الذي شردك ويشبه عبدالله وضع الرياحي بأنه لو وضع خلال وهو الابره الكبيره التي تخاط بها بيوت الشعر يقول عبدالله لو وضعت خلال في جسمك لسقط وهذا كنايه عن الوضع المزري للرياحي .
اما بيت عبدالله الثاني فيقوله رد على وصف الرياحي لعبدالله انه رعدا بلا مطر فيقول يالرياحي انا اخذت عزي ومفخرتي ابا عن جد لكن انت اخذته من جدتك غاليه ونفهم هذا من قول عبدالله هديب الشام أي محمل الحاج المصري الذين حاربتهم غاليه البقميه فيقول ان هذا عزكم يالبقوم ومفخرتكم اما انا فمن قبيلة عزها لايحصى ولايعد فمن نذكر ومن نسمي وانا ا قدح ناري وشعري فخرا بهذه القبيله العزيزه بعكسك انت يالرياحي .

يرد الرياحي على عبدالله بآخر بيت

فيه لغزن تعذر فيه ولاّ تحله ************ منهم الانبياء في قوم عاد وثمودي .

شرحها : أي ياعبدالله اذا ذكرت هذا فأنا اسألك منهم الانبياء في قوم عاد وثمود أي منهم كبار الشعراء في ساحة شعر المحاوره وهذا التشبيه غير لائق من الرياحي لانه وصف كبار الشعراء بالانبياء ولو كرمز لكنه يستطيع ان يرمز لهم بشئ ثاني غير هذا أما وصفه لبقية الشعراء بقوم عاد وثمود فأنا ارى فيه نوعا من الصحه مع احترامنا للشعراء الواعين .