إن حسن اختيار الزوج لزوجته من الواجبات التي أمر بها الإسلام؛ وذلك لإمداد الأمة بأجيال مسلمة تحمل الأمانة وتنشر نور الإسلام، ومن هنا يقول صلى الله عليه وسلم: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرٌ له من زوجةٍ صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله).
وهي أيضاً من الدعائم الأولى التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وعلى المسلم أن يتخذ الأسباب في اختيار الزوجة وباقي الأمور على الله تعالى، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجةً لا تبغيه حوباً في نفسها وماله).
واعلم يا أخي أن المرأة إنسان، وأجمل ما في الإنسان إنسانيته وحقيقته المشرقة وصفاته المحببة، وأجمل ما في الإنسان أن يكون ذا إنسانية عاليةٍ رفيعة، فإذا أوتيت المرأة حظها من ذلك فقد أوتيت حظها من جمال الحق، فإذا صرف الرجل نظره عن ذلك وراح ينشد الجمال الظاهري أو المال أو نحوه، فهو سقوط في الهمة، وفسادٌ في النظر إلى حقائق الحياة، وإنما تستقيم لنا الحياة وتسعد إذا نحن أجريناها على حقائقها السليمة، ولم نحملها على غير ما سن الله لنا.
فالمرأة ذات الخلق جميلة، ولو شهدت مقاييس الشهوة البهيمية بغير ذلك، وهي بخلقها أحق ما تكون بالزواج، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ( إني أصبت امرأة ذات حسبٍ وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ فقال عليه السلام: لا ، ثم أتاه الثانية فنهاه ، ثم أتاه الثالثة فقال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة).
المفضلات