"الكويليت": لو أن مسؤولاً تعرّضت ابنته لهذا المصير لأصدر كل القرارات الإصلاحية
كُتّاب ومحللون: لا بُدَّ من محاسبة المسؤولين عن حريق مدرسة "براعم الوطن"
أيمن حسن- سبق: يطالب كُتّاب صحفيون ومحللون بإجراءاتٍ حاسمة لمحاسبة المسؤولين عن حريق مدرسة "براعم الوطن" وحادث تصادم سيارة المعلمات في حائل، مشيرين إلى ضرورة مراجعة كل إجراءات السلامة في المدارس والمنشآت التي ترتادها أعدادٌ كبيرة من الحشود، كملاعب كرة القدم.
وفي صحيفة "عكاظ" تتساءل الكاتبة الصحفية لولو الحبيشي "حدثاً كهذا تلح فيه التساؤلات عن وسائل السلامة في المدرسة المنكوبة وغيرها من المدارس، عن أجهزة الإنذار وصلاحيتها ووضوح صوتها ووصوله لجميع المرافق و الأدوار، وعن سلالم الطوارئ كفايتها وسهولة الوصول إليها ومعرفة جميع منسوبات المدرسة بخريطة المبنى ومكان السلالم وكيفية استخدامها والتدرب على النزول الجماعي منها، عن تدريب تلاميذنا وتلميذاتنا على الحوادث الافتراضية وإخلاء الموقع قبل وقوع الكوارث والتأكد من قدرة الطواقم الإدارية في جميع المدارس على إدارة الكوارث بهدوء وسيطرتهم على إجراءات الإخلاء الصحيح والحيلولة دون التدافع، نكاد نجزم على ندرة وربما انعدام وجود مثل هذه التدريبات التطبيقية الافتراضية، وعلى عدم وجود دورات تدريبية لإدارات المدارس في كيفية إدارة الحوادث وتنظيم الإخلاء".
وفي صحيفة "الرياض" يعلق الكاتب الصحفي يوسف الكويليت، على إجراءات السلامة في الأماكن التي تقصدها تجمعات بشرية، ويقول "الغريب أن الجهات المسؤولة عن السلامة العامة تفتش الورش والعمارات والأسواق، ومدى صلاحيات وسائل أمنها وسلامتها، وتهمل المدارس والجامعات وملاعب كرة القدم، وكل مراكز التجمعات البشرية، وإلا بماذا نفسر مدرسة يُوضع على نوافذها وأسوارها قضبان الحديد، وأدراج محدودة لا تساعد على إجلاء مَن يتعرضون لمثل هذه الحوادث وتغيب عن فطنة مَن يهتمون بسلامتنا من دفاع مدني وغيره؟". ويتناول الكاتب حادث التصادم في حائل، ويقول "لم تفصل إلا ساعات بين حادثة مدرسة جدة، حتى تقع كارثة أخرى لطالبات جامعيات قادمات من إحدى قرى حائل، والمأساة أن الطريق الذي تقادم عليه الزمن، ولا يملك مواصفات طريق يحظى بالأمان والسلامة، أن الناقل المتعهد يتحمّل المسؤولية الأكبر، والذي غابت عنه رقابة المرور ورقابة الجامعة، وإلا كيف بحافلة ركاب لسبعة أو ثمانية أشخاص تُحمّل بثلاث عشرة فتاة".
وفي صحيفة "عكاظ" يتناول الكاتب محمد بن سليمان الأحيدب تصريحات المسؤولين، التي يرى أنها تكوي قلوبنا على أبنائنا ويقول "التصريحات التي تزامنت مع الكارثة فهي في حد ذاتها تكوينا كالنار، بل النار أهون، فهي ما تلبث أن تقضي على الشعور بالألم بالموت، أما تعليقات هؤلاء ومغالطاتهم لا تنتهي ولا يتوقف كيها للقلوب!!، هذا مدير عام التربية والتعليم في جدة يتفقد فناء المدرسة!! ويغادر!! بعد أن صرح أن المدرسة تخضع لإشراف إدارته!!، وكان قبل ذلك صرح بأن وضع قضبان الحديد على النوافذ ممنوع نظاما!!، أين رقابة إدارتك إذا؟! إذا كان الرقيب لا يرى نوافذ مدرسة فما عساه يرى؟! وما عساك تشرف عليه وتراقب؟! وهذا مدير عام الدفاع المدني يقول حرفيا ودون تفصيل: (مخارج الطوارئ في المدرسة المنكوبة لم تستخدم بكاملها في الإخلاء أثناء الحادث) وهي أذكى إجابة من التفتيش على توفير المخارج!! قل لنا (فيه مخارج ولا لا؟!) فهذا عنصر أساس في تفاقم الأضرار ثم هل من قفزن من السطح علتهن الهلع من ركوب الطائرة؟!!".
وفي صحيفة " الوطن" تناولت حليمة مظفر التدريب في المدارس قائلة "إحدى المعلمات في مدرسة حكومية أخبرتني أن التدريب الذي توجهه وزارة التربية والتعليم لحوادث الطوارئ لا يُؤخذ بجدية أبداً، فهو مجرد دورة شفاهية وحقيبة إرشادية لمعلمة أو اثنتين تختاران من كل مدرسة! وبعدها يتحول الأمر لمجرد حديث وحكايات! لكن فيما يبدو أن وزارة التربية والتعليم ومسؤوليها التربويين أكثر اهتماما وجدية بتطبيق ما يحصن المدارس من المنكرات؛ بأن توصد نوافذ مدارس البنات بقضبان الحديد ورفع الجدران لأعلى مستوى وحجب الشمس بتسقيف ساحات مدارسها كي يضمنوا ستر بناتنا جيداً وعدم السماح لأعين المباني المجاورة برؤيتهن، وإن كان ذلك يحولها إلى سجون لا إلى بيئات صحية مؤهلة بوسائل السلامة.. وهذه هي النتيجة، حين هربن من الدخان والنار اللذين حاصرا مدرسة محصنة ومقفلة جيدا منعا للمنكرات! وجدن أمامهن نوافذ موصدة جيدا بالقضبان يصعب فتحها والخروج منها".
ويرسم الكاتب الصحفي خالد السليمان في صحيفة "عكاظ" صورة مأساوية لما حدث حين يقول "سيعود كل من باشروا حادثة الحريق إلى منازلهم ليستأنفوا حياتهم، لكن معلمتين شابتين لن تعودا إلى بيتهما أو أحضان أحبابهما.. لن تعودا إلى فصول طلابهما.. لن تعودا لتقبضا الألفي ريال .. فكم من ضمير سيغمض جفنيه هذه الليلة وكم من مسؤول سيطوي الصفحة في الصباح التالي؟!".
وفي صحيفة "الرياض" يعلق الكويليت بقوله "العتب الأساسي يلحق بالأجهزة الحكومية التي ظلت تتعامى عن هذه القضايا، ولو أن مسؤولاً فيها تعرّضت ابنته أو ابنه لنفس المصير، لربما حرّك السواكن، ووظف كل قدراته من أجل إصدار قرارات إصلاحية تتجاوز كل معطلات الأوامر والقرارات الإدارية.. الآن على مَن تقع المسؤولية، ومَن يعلن نفسه، وبشجاعة أن التقصير جاء من إدارته ليحاسب كل متسبّب بالإجراءات التي تحفظ لطلبتنا وطالباتنا أرواحهم، وكلّنا على علمٍ أن كلّ الضجيج سيخفت وتُسجل القضايا ضد مجهول!!".
وفي صحيفة " الحياة" يطالب الكاتب الصحفي علي القاسمي بكشف كل الحقائق ومحاسبة المسؤولين ويقول " أقول للجنة العاجلة لكشف الحقائق: نريد قائمة بالأسباب ومعها تصفية لبضعة رؤوس من الذين استهانوا بالتعليمات والاشتراطات والأنظمة وقدّموا الجيوب على الأرواح، في ظل أن عقولهم لم ولن تتفتح على النتيجة في ما لو حدثت كارثة! ولوزارة التربية والتعليم أقول: أوقفوا تعاميم العباءات المشددة واستعيروا هذه الشدة في تطبيق وتفعيل خطط الطوارئ ووسائل السلامة وتهيئة بيئات التعلم والتعليم لحياة أفضل لا لموت محقق، وصدقوني إن هذه المدرسة نسخة مكررة من مدارسنا التي نُحكم إغلاقها ونحشو فيها الأجساد حشواً وبعد ذلك نسلم ما يحدث فيها للقدر وحده".
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات