اليوم العالمي للمعاقين 2006 م
إن النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يوفر فرصاً لجميع أفراد المجتمع وبالذات للأشخاص المعاقين ، إذ لم يعد يوجد العراقيل الاجتماعية وعوائق البنية التحتية والإجراءات التي تحول دون نفاذ المعوقين ومن ثم تحرمهم من المشاركة ، وحينما يتوفر النفاذ إليها فأن تكنولوجيا المعلومات تعين الأفراد على الوصول إلى مبتغاهم كما يجب ، وبالنسبة للأشخاص المعاقين فهي تفسح لهم المجال كي يسهموا في التنمية الاجتماعية .
في القمة الدولية الأولى المنعقدة حول مجتمع المعلومات في 2003 في جنيف أتفق المجتمعون على التزامهم بإقامة مجتمع معلومات تنموي شامل يهتم بالأفراد وحيث بإمكان كل فرد أن يقوم بجمع المعلومات والمعرفة ومن ثم النفاذ إليها للاستفادة منها . وعلى الرغم من كل المساعي ما يزال هناك العديد من المعاقين عاجزين عن التمتع التام بخدمات الانترنت وشبكات الاتصالات وهذه الأمور تشمل :
عدم تمكن المكفوفين وضعاف البصر من النفاذ ، الاعتماد بشكل كبير على استعمال الفأرة ، كما وأن التدريب يجري بأساليب ومواقع غير ملائمة ونظراً لأن الأشخاص المعاقين هم أكثر الفئات الاجتماعية تهميشاً ، يفتقر العديد منهم إلى القدرة على النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات ، وحتى أولئك الذين بإمكانهم النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات ليس بمقدورهم الانتفاع منها كما ينبغي إذ أن الأجهزة التكيفية للإعاقات غير مواكبة للتجديد الجاري على قدم وساق .
أن الأشخاص المعاقين هم متضررون بدرجة كبيرة بسبب عجزهم من النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات على سبيل المثال ، نظراً لأن التعليم يزداد في اعتماده بشكل مطرد مع مرور الزمن على تكنولوجيا المعلومات ، فإن عدم القدرة على النفاذ إلى خدمات الانترنت يحد كثيراً من تعلم الأشخاص المعاقين ، بعض الأوساط استطاعت من سن تشريعات وإصدار تعليمات تقضي بتوفير خدمات الانترنت للجميع ، وعلى المستوى الدولي هناك مساع حثيثة لوضع معايير وإرشادات بشأن توفير النفاذ للجميع .
ولما تم الاعتماد والمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقات فسوف يتوجب وجود جهات تضمن حصول المعاقين على النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات ، تقضي الاتفاقية أنه يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لإزاحة العراقيل والعوائق التي تقف في طريق النفاذ للحصول على المعلومات والاتصالات ، وكذلك أيضاً لمساعدة الأشخاص المعاقين من النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من ضمنها خدمات الانترنت ..
إن إتاحة تكنولوجيا المعلومات وجعلها بمتناول الأشخاص المعاقين هي ليست وحسب مسألة تتعلق بحقوق الإنسان لكنها أيضاً تؤدي إلى القيام بأداء الأعمال والواجبات على الوجه المطلوب كما ينبغي ، وتشير الدراسات إلى أن النفاذ إلى مواقع شبكات الانترنت تقلص من التكاليف كما وأنها تسهل عمليات الاتصال والتعامل الإداري والتجاري وتفسح المجال أمام الشركات المعنية كي تزود مستخدمي الانترنت بالخدمات اللازمة ، مع ذلك ما يزال هناك العديد من المواقع الشبكية غير نافذة أمام المكفوفين وضعيفي البصر ، وتشير إحدى الدراسات التي تناولت مائة شركة تتعامل بمواقع الشبكات في المملكة المتحدة إن ثلاثة أرباع شركات المواقع الشبكية لا تتوفر فيها أدنى مستويات النفاذ أمام المكفوفين وضعيفي البصر ، وإن بعدم جعل هذه المواقع الشبكية نافذة كما ينبغي ، تخسر الشركات في المملكة المتحدة مبلغ 80 مليار جنيه إسترليني .
إن محور اليوم العالمي للمعاقين هذا العام ( 3 ديسمبر 2006 ) يتناول النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات ، وسوف تتم الإشارة إلى اليوم بتسمية " يوم النفاذ " من خلال المساعي والتعاون مع الآخرين ، تهدف الأمم المتحدة إلى رفع مستوى وعي الحكومات والجهات الأهلية وعامة الجمهور بمدى المنافع التي تعود على الأشخاص والمعاقين وكذلك على المجتمع حينما يجري تمكينهم بمزيد من القدرة على النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات ..
المصدر :
الأمم المتحدة ـ قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية
ـ شعبة السياسة والتنمية الاجتماعية
المفضلات