يا إخوتي وأخواتي
كثيرا ما تنجر البنت وراء كلمة حب تسمعها ، أو تقرأها في منتدى أو غرفة دردشة ، فتجرى خلفها بحثا عن الحب المزعوم الذي كل للأسف يدعيه .
فتجري خلف الكلمات بحثا عن ما افتقده في واقعها المعاصر داخل بيتها ومسكنها !
تجري وتلهث وهي متعطشة علها تشرب من معين الحب ، وهيهات فليس في النار للضمآن ماء .
بإختصار شديد جدا أرى أننا في بيوتنا قد قصرنا في التعبير عن الحب مع من نحب ، قصرنا في ترجمته واقعا ملموسا .
فكل من تجري بحثا عن الحب هي في الأصل محبوبة ، ومحبوبة جدا ، محبوبة من قبل زوجها إن كانت متزوجة ، ومحبوبة من قبل امها واختها وأخيها وأبيها وبنيها .
ولكنها محرومة من عبارات الحب ، وترجماته في واقع الحياة ، فتظن أنها محرومة ! وتظن انها غير محبوبة ، فتبحث عنه في غير مظانه الحقيقية ، تبحث عن الحب المزيف .
نعم تبحث عن الحب المزيف بعد أن حرمت من ترجمات الحب الحقيقي ، وإلا فهي لم تحرم الحب أصلا .
فمتى تعطر جنبات بويتنا بالحب وبعبارات الحب ، بين جميع أفراد الأسرة .... متى تقول الأم للبنت يا حبيبتي ... ويا قرة عيني ... ويا حبي .... ويا حياتي ..... ويا عمري ..... ويا قلبي ..... ويا فؤادي .....
ويا .... ويا ....
متى تقول الأم لبنتها أو الأخت لشقيتتها..... انت الغلا ... غاليتي ... انت أغلا بنت في العالم ..... وأحلى بنت في الدنياء ..... يا ملاك .... ويا عسل ..... أنت الشهد ..... وانت السكر ...... أنت الجلكوز .... والفركتوز ...... بل والمالتوز أيضا ......
أعتقد جازما إن البنت التي تسمع هذه الكلمات في بيتها لن تبحث عنها في الخارج ، ولن تقع في فخ الحب المزعوم عبر الدردشة والمنتديات والهاتف والأتصالات .
متى يقول الاخ لأخيه ... يا شقيقي .... ويانور عيني ... ويا عضدي .... ويا سندي .... ويا رفيق دربي ......
متى يقول الأب لبنيه يا أحبائي .... ويا أصدقائي ..... أنتم نور بيتي ..... أنتم الخلف فكونوا على منهج سلفكم الصالح .
متى تصادق الأم ابنتها ، ويصادق الأب ابنه ، وتصادق البنت شقيقتها ، ويصادق الإبن شقيقه .....
متى يكون كل فرد من أفراد الأسرة أمين سر الآخر ، وعضده الذي لن يتخلى عنه بأي حال من الأحوال .
متى سيلجئ الولد لإفضاء سره لأبيه حتى يساعده على حل مشاكله ، بدلا من صديقه الذي قد يشوه به ويفضحه ولا يستره .
متى ستفضي البنت لأمها بهمومها ولأختها بدلا من صديقتها التي ربما قد لا تكون أمينة للسر كما يجب ان يكون ، بل ربما تكون قرينة سوء تجرها الى الهاوية في قالب المساعدة .
متى ستتعلم البنت من أمها من أين جاءت وكيف جاءت وعلامات البلوغ بدلا من ان تلجأ الى صديقة فتدلها على ممارسات سلوكيه خاطئة .
متى سيتعلم الأبن من أبيه مظاهر وعلامات البلوغ بدلا من ان يتوجه بأسئلته لأصدقائه فيعرفونه عليها بممارسات سلوكيه خاطئة .
متى يعم الصدق والاحترام المتبادل الذي للأسف هو شعار الدول - رغم تباينها - ولكنه معدوم او شبه معدوم بين أفراد العائلة رغم توحدها .
متى يقولها الأب لبنيه ، والأخ لأخيه ، والبنت لأختها ، متى يتفانى كل منهم في تقديم الحب في قوالبه الحقيقية ، بدلا من أن تبحث البنت عن حب مزيف يلوح لها بريقه في وسائل الاتصال من انترنت ودردشة ومنتديات ومسنجرات ......
عندما يتحقق ذلك فلن يتمكن الهكرز من إخراق صفوفنا ، وخطف قلوب بناتنا ، لن يجد الأرض الخصبة ولا التربة المناسبة لزرع مطامعه .
بل حتى الشيطان لن يتمكن من القطيعة بيننا .
إن من تبحث عن الحب في غير مظانه الحقيقية فإنها كمن يرى الورم فيحسبه لحم وشحم .
حان الوقت لنستبدل الغث بالسمين ، والخسيس بالنفيس ، حان الوقت لنروي عطش من تحت أيدينا بالحب الحقيقي الصادق .
لم تعد البيوت مغلقة كما كانت في السابق ، فقد اقتلعت الحصون واقتحمت الأسوار باجهزة جعلت الناس يعيشون مع أهلك وإخوتك واخواتك ويتواجدون معهم ربما أكثر من تواجدك .
فأغنهم بالحب ، وأمطرهم بالود قبل ان يقع الفأس في الرأس فتندم حين لا ينفع الندم .
هذه كلمات خطها قلبي لإخوتي وأخواتي قبل ان ينطق بها فمي ، وترجمتها آهاتي وزفراتي قبل ان يخطها قلمي وبناني .
إن هذه الكلمات كما أنني أحسب أنها صادقة فإنني آمل أن تشنف أذانكم وتستقر في ضمائركم الحية .
===============================
منقووووول
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات