السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وومن تمسك بسنته واهتدى بهداه إلى يوم الديــن :-
وبعد :
قال تعالى في آخر سورة هود :وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ , إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ...
إخواني وأخواتي الأفاضل : الخلاف موجود بين البـشر وقد إختلف من قبلنا السلف .. وكما هو معلوم لنا ولكم إن الإختلاف لا يفسد للود قضيه .. والموضوع المطروح تحدثّنا به كثيراً سواء في الإنترنت أو في المجالس والجامعات .. وإختلفت به الآراء وتنوعّت بل وأعرف من لا يكلم أخاه أو صديقة ـ أو من يحمل الحقد على أخيه المسلم بسبب هذا الأمر .. والله تـعالى المُستعان ..
توجد في ذهني عدة تساؤلات حقيقة .. أود أن أطرحها (وأعلم أنه سيخالفني بها الكثير ..) لكني سأعرضها مستعينةً بالله عز وجل : -
لِما كنا من مشجعين ومحبين الشيخ أسامه بن لادن ... حين حدثت الصحوة التي أقضت مضجع الكفر العالمي أقصد النظام العالمي الجديد في 11 /9 ورفعنا الشعارات واللافتات التي تؤيد ما قام به البطل في أنظارنا آنذاك طبعاً ..وفي في المدارس نرى الطلاب والطالبات يضعون صورته على ثيابهم وشنطهم المدرسيه .. ألخ ,, من ثم بدأت وسائل الإعلام بالتشويه والتضليل .. وبدأ العلمانيين وغيرهم بالإصطياد في الماء العكر إلى أن أصبح ذكر إسم ( أسامه بن لادن ) يسبب الخوف والرهبة والإظرابات ؟ فلك أن تجُرب بأن تجلس في أحد المجالس , وإن أردت أن تنُهي المجلس بالخلاف وإرتفاع الأصوات وإختلاف الآراء .. فقط إذكر إسم الشيخ أسامه .. ثم إنظر ما سيحدث؟
إخواني .. لما أصبحت أمتنا أمة تحرك بالعواطف ..؟ أمة تحركها وسائل الأعلام ؟ أمه يتحكم بها من هم خارجها ؟
لما أصبحت الأمة الإسلاميه كالحمل الوديع تنهشه السباع والذئاب ؟
قال تعالى : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة : 8]
لما إن دعـى أحد المشايخ إلى الجهاد .. وحث عليـّـه .. (رغم أنه لم يتطرق إلى " التكفـير " .. أو تكفير معيـّن ) وذكّر بما يحدث للأمه الإسلاميه من تخاذل بسبب ترك الجهاد حب الدنيا وكراهية الموت ـ نراه قد كُبل في اليوم الثاني وزُج في السجــون ؟
وهو شيخ بل وعالم ومحدُّث له جهوده وله طلبته وله علمه وله مكـانته ؟كالشيخ العلوان .. وغيرة من الدعُاة والمشايخ ..
لعلي أطلت في المقُدمه .. لكن ـ نحن وللأســف نتبع أهواءنا وما تدندن له أمريكا وصويحباتها ..!
حين قالوا أسامه " إرهابي " قلنا نعم إرهابي .. حين قالوا .. نغزو العراق ونضع قواعدنا بها .. قلنا سمعاً وطاعه .. حين قالوا إسرائيل لها الأحقية والحرية فيما تفعله بــ فلسيطين الجريحة .. قلنا نعم سمعاً وطاعه .. حين قالت إسرائيل حُرة فيما فعلته في " لبنان " قلُنا سمعاً وطاعه .. حين قالت وحين قالت وحين قالت .... قلنا نعم نعم نعم ..؟ سُبحان الله أرى فينا مثل القائل : همج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ..
حقيقة ودون أية مجُاملات سأكتب ما تمـليه علي نفسي وما يمليه علي ديني .. وإنسانيتي ..!
الشيخ أسامه بن لادن من هو وكيف نشأ وما لديه من معتقدات وما فعل لأجل الدين ؟ ..لعلكم تقرأون سيرته .. وتاريخه .. وما فعل لأجل الشيشان ..والسودان ..ألخ .. أعلم أنكم ستكونون مُنصفين بإذن الله ..
---------------
بدأت علاقة أسامة مع أفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي لذلك البلد، فلقد صدمه خبر احتلال بلد مسلم وتشريد أهله بهذه الطريقة من قبل الملحدين الشيوعيين أحب أسامة في وقت مبكر أن يطلع على الوضع بنفسه فرتب مع الجماعة الإسلامية رحلة إلى باكستان حيث أصطحب من كراتشي إلى بيشاور من قبل الجماعة و هناك قابل مجموعة من قيادات المجاهدين أمثال سياف و رباني ممن لم تكن أسماؤهم غريبة عليه حيث أن بعضهم كان ممن يحضر إلى مضافة والده في الحج و المواسم .
حرص أسامة أن يبقي أمر تلك الرحلة في البداية طي الكتمان لأنه لم يكن يعلم توجه الدولة كما حرص أن يعطيها طابعا استكشافيا قبل أن يتخذ قرارا بخصوص ذلك الموضوع. استغرقت الرحلة شهرا وأقتنع من خلالها أن القضية تستحق أن تعطى جل اهتمامه.
من ثم قرر أسامة اجتياز الحدود و الدخول إلى أفغانستان و المشاركة في الجهاد رأى أسامة الطبيعة الجبلية الصعبة لأفغانستان فقرر الاستفادة من تجربته في المقاولات و جلب عددا هائلا من المعدات و الجرارات والحفارات لمساعدة المجاهدين على تمهيد الجبال و شق الطرق وإنشاء المعسكرات. وتكررت زيارة أسامة إلى أفغانستان و إشرافه على نقل الأموال والسلاح والمعدات ومساهمته بعض الأحيان في بعض المعارك لكن بشكل غير منتظم. و كان بعض أهل الجزيرة قد تأثروا بزيارات أسامة و بدأوا يتقاطرون على أفغانستان لكن بأعداد قليلة حيث لم تتحول القضية بعد إلى حملة شعبية وتنتظم في مؤسسات و مكاتب و معسكرات.
في عام 1984 ظهر أول نموذج لعمل مؤسسي لجهاد العرب في أفغانستان و هو بيت الأنصار في بيشاور أسس بيت الأنصار كمحطة نزول أولي أو استقبال مؤقت للقادمين للجهاد قبل توجههم للتدريب و من ثم للمساهمة في الجهاد. ورغم تأسيس بيت الأنصار فلم يكن عند أسامة جهازه الخاص أو بنية تحتية من معسكرات ومخازن وإمداد واتصال، ولم تكن له جبهة خاصة به، بل كان يرسل الشباب القادمين إلى أحد الأحزاب المقاتلة مثل حكمتيار وسياف أورباني.
------------------------------------
والحديث يطول حقيقة في ذكر مناقبه و مساعداته الإنسانيه والجهاديه سواء إلى الشيشان أو أفغانستان والسودان وإرجعوا إلى التاريخ يا إخوه .. وقد تعرّض إثر ذلك إلى عدة محاولات إختطافات وإغتيالات .. كادت أن تودي بحـياته ...!
لستُ هُنا لذكر بـطولات الشيخ أسامه .. وللدفاع المستميت لا والله وبالله وتالله يا إخوه ..
إنما لتذكيركم .. فلما نسحق ونمحق ما فعله من أجل الإسلام .. ونغض الطرف عن تحمله شتى أنواع الصعاب والأذى .. فهل فينا من يملك هذه الثروة والأموال الطائلة والرخاء والحياة الرغده ويترك نعمة الأمان التي كان ينعم بها .. ثم يتنازل عنها من أجل البقاء في مواجهة أعداء الله والجهاد في سبيله ونصرة المستضعفين في الأرض ؟
لما نتغافل عما فعله أسامه وغيرة من أجل إعلاء كلمة " لا إله إلا الله " ونحاول أن نسّوف ونماطل .. ونُسارع بل ونتسابق في المجئ بفتوى العلماء في أمر الشيخ أسامه ..
هل من أجل أخطاء ظهرت مؤخراً في منهجه .. نحاسبه عليها مدى حياته ؟ وونظلمه؟ ونقول ضال مُضل ؟
وهـــل فيـــنا من لا يأمن الفتنه على نـفسه ؟ ألا أعلم وتعلمون أن الحي لا تُؤمن عليــه الفــتنه ؟
أنا أعترف نعم أخطأ في أمور وأصاب في أمور ( وأنا أقل حقيقة من أن أخُطئ فُلان وفلان ..) .. ولكن ـ أخطاءه ليست بمسّوغ لـنا أن نرميه بالضلال ..ونتهمه بإتلاف شبابنا واللعب بعقولهم ؟
لا يعني إنني أدافع وأتفق مع الشيخ " أسامة بن لادن " في بعض الأمور والجوانب إنني أتبع منهجه في التكفير والطعن في ولاة الأمر وتكفيرهم .. لا والله ـ بل لهم السمع والطاعه إلى أن يأتي فرج الله عز وجل , ويهدينا ويهديهم .. إلى سواء السبيل .. ولا أريد أن أخوض في أمور حقيقة إن ذكرتها ربُما فُهمت خطأ ..
ومثل الشيخ أسامه ومثل (........) كمثل ما قال الشاعر :
وعين الرضا عن كل عَيْب كليلة . . ولكن عين السْخط تُبدي المساوىءَ
فالناظر إلى واقع الحال ـ نراه يتعذر للمخطئين إن كانوا ذو شأن لديّه ..ويذكر محاسنهم وفضلهم وإحسانهم ـ دون ذكر عيوبهم .. بل ويتضايق حيـن نصُرح بأخطاءهم .. ويدافع عنهم دفــاع المسُتميت والله تعــالى المُـستعان ..
كما هو الحال عندما تحب شخصاً سواء الأخ أو الأخت أو الصاحب ..
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع
إخواني , أخواتي ـ الظلم ظلمات يوم القيامه .. فإن كانت هُناك معايب فهُناك أيضاً محاسن ..فأنصفونا وقولوا به لا نحبة ولا نكرهه ..وإتركوا أمر المخلوق للخالق .. ونحن لنا الظاهر .. فإتركوا البواطن لله عز وجــل ..
أعتذر على الإطالة .. فإن أصبت فمن الله وتوفيـقه وإن أخطــأت فمن نفــسي وتقصيري وقلة عـلمي والشيطان ..
مُلاحظه : أرجوا من يشارك في النقاش أن يبتعد عن العواطف .. ويلتزم أدب الحوارالعلمي الذي يُفيد به نفسه وغيره ويبقى بــه الــود والإحـترام ..
خــتاماً : نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه .. وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه.. هذا وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
منقوول للفائدة
أخوكم الزاد "الراجي رحمة ربه "
المفضلات