جريدة الوطنمحمد السحيمي ثـمرة ياشجرة يا شمس نجوم اخترع الأخ/أنا لعبةً مسليةً، ولكنها لم تترسخ في أذهان الكثيرين بعد،فلابد من تكرارها، كلماسنحت الفرصة!ولا أسنح منها الآن، مع هذا الهجوم الكاسح، ضد العمالة البنغالية، بعد أن اتضح أثرها السلبي اقتصادياً، واجتماعياً، ناهيك عن السرقات"الحديدية"المعلنة! وسأصب قليلاً من البنزين على هذه الحملة الشعبية - لتسخين الجو - فأذكر السادة القراء بالاختلاسات الفادحة، التي تعرضت لها إحدى شركات النفط الكبيرة، من بعض عمالتها البنغالية، قبل سنتين،حيث أفاد المختلسون في التحقيقات - المعلنة - بأنهم فعلوا ذلك بضميرٍ مرتاح، شعاره: خل بينك وبين النار"نفر مُلاَّ"!أي بناءً على فتوى"شرعية"، تبيح لهم سرقة السعوديين، قياساً على: جواز سرقة الزوجة لزوجها البخيل، بقدر حاجتها، وبما يتناسب مع رصيده!
ونعود للعبة - وقد سخن الجو - فأكرر ماذكرته سابقاً، وهو أننا - في كثيرٍ من مشاكلنا - نتعامل مع "الثمرة"، وننسى أو نتناسى"الشجرة"، إن ذكرناها أصلاً!
ولترسيخ اللعبة: نصوغها على نمط اللعبة الشهيرة، التي تمارسها فتياتنا، خاصة في فترة الامتحانات، فنقول: "ثـمرة"يا"شجرة"ياشمس نجوم... برافو علينا!كمان مرة،لنتفق على أن أثر الإخوة "البنغلة" ثمرة، كأثر الإخوة الذين اشتهروا بتهريب المخدرات، وأوقف الاستقدام منهم ثم أعيد!وكأثر الأخوات الشهيرات بأعمال كثيرة، آخرها الخدمة النظيفة في المنازل!
أما الشجرة فهي: الفكر الذي أتاح استقدام العمالة بناءً على مبدأ الأرخص ثمناً، لا الأكثر جدوى، وإنتاجية! ومن أعجب الأعاجيب: أن هذا الفكر تسرطن في بلادنا مع ارتفاع الدخل الوطني والفردي،نتيجةً للطفرة النفطية الأولى، من منتصف السبعينات ، إلى أوائل الثمانينات الميلادية، من القرن الراحل! فقبل الطفرة وأثناءها - ولابد أن تقسم ليصدقك أبناؤنا - لم نكن نعاني من مشكلة الأيدي العاملة: فسائق الأجرة ، وسائق النقل الثقيل ، والعامل في المقهى، والبائع في المتجر وسوق الخضار، والراعي في الصحراء، والميكانيكي، والبنَّاء، والطباخ، كلهم، أومعظمهم يرفعون شعار: ارفع رأسك، أنت سعودي!
كانت ثقافة العمل والكسب بعرق الجبين هي السائدة فينا: فنعمل - ونحن طلاب - سائقي "وايتات"، وعمالاً في شركات الطرق، وبائعي"بسطات"، وتعمل أمهاتنا"حشَّاشات" للبرسيم، ومربيات للدجاج، وخياطات! وتعمل أخواتنا الفتيات، في بيع "العسكريم" لنا، ونحن نلعب الكرة، بل - والمصحف بين يدي والله العظيم - مباشرات في "المقاهي"، التي كانت استراحات للمسافرين، تحت إشراف آبائهن، أصحاب الحلال!
وفي المجالات التي نعاني فيها من عجز، كانت العجلة تدار بخبرات من العالم الأول، ففي مشروع الخرج الزراعي - في الستينات - كان المدير، ومساعدوه، أمريكيين، والأبقار هولندية، وبقية الموظفين سعوديين، تم تعيينهم لمصلحة المشروع، دون تدخل من وزارة العمل! ومستشفى"اليمامة" في الرياض، كان يدار، ويربع، ويثلث، بطاقم "نـمساوي"، فكيف حاله اليوم؟ ومع طفرة القمح، كان كثيرٌ من الفلاحين، يستقدمون"شركاء"لهم من أستراليا، ونيوزلندا!وحتى المعارف - والمصحف بين يدي - كانت تسند تدريس اللغة الإنجليزية، لمتخصصين من الناطقين بها، من أسكتلندا، وإيرلندا، وكندا!
المشكلة إذن ليست في العمالة - مهما كانت جنسيتها - بل فينا، نحن أصحاب المثل الشهير: "الحي يحييك، والميت يزيدك بنغلة"!ونكمل اللعبة، لوسمحتم: كواكب، هوا، سنلعب سوا!
قاطعوا المنتجات الدنماركية
و
قاطعوا برنامج شاعر المليون
.
قاطعوا كل من يستخف بنا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات