بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين حمداً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه عز وجل حمداً لايبير ولا يفنى عدد ماحمده الحامدون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون .
وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والرسل ومخرج الناس من الظلمات الى النور والى جنات النعيم داعياً ، وبكل معروف آمراً وعن كل منكرناهياًوسلم تسليماً كثيرا.
وبعد
قبل أن أبد أفي مشاركني مع أخواني وأخواتي في هذا المنتدى ، أتقدم بخالص الشكر والتقدير وأسأل الله أن يجزي جميع من أسس أوشارك في إنشاء هذا الموقع أوساهم فيه ليصبح من المواقع المتميزة خير الجزاء وأسأله أن تكون خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن الرياء والسمعة .
ومشاركتي هي في موضوع شاع بين الناس وأستهانوا فية ولايدركون خطورته وعواقبة الناتجه عنه مستقبلاً بعض ماذكره سيخ اإسلام أبن تيمه وأبن قيم الجوزية.
إنطلاقاً من قول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ألا وهو غض البصر
قال الله تعالى ( قل للمؤمنين يغضو من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) سورة النور 30 .
فالبصر هو الباب الأول والأكبر الى القلب ، وأعمر طرق الحواس إليه وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب النحذير منه ، وغضه واجب عن جميع المحرمات وكل مايخشى الفتنة من أجلة وقال عنترة بن شداد :
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت إن النبي صلى الله علية وسلم قال لها ولميمونه وقد دخل عليهما أبن أم مكتوم (أحتجبـــــــــــــــــــــا ) فقالت إنه أعمى فقال صلى الله عليه وسلم ( أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه )
ولو تطرقنا الى جوانب غض البصر فهي كثيرة جدا ومنها الآتي :
1- غض البصر عن بيوت الآخرين
2- غض البصر الي العورات والمحارم
3- غض البصر عند الأستئذان والدخول
وقد ثبت عن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال ( إنما جعل الإستئذان من أجل النظر )
والنظر المنهي عنه هو نظر العورات ونظر الشهوات وإن لم تكن من العورات ، والله سبحانه وتعالى ذكر الإستئذان في الآية ( ياأيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغو الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ول عليهم جناحبعدهن )
فأمر الله استئذان الصغار والمماليك حين الإسيقاظ من النوم وحين إرادة النوم وحين القائلة فإن هذه الأوقات تبدو عورات كما قال الله تعالى .
والمميز من الصبيان ليس له أن ينظر الى عورة الرجل كما لايحل للرجل أن ينظر الى عورة الصبي وغيرهما .
فأمر الله سبحانه وتعالى الرجال والنساء بالغض من البصر وحفظ الفرج ، كما أمرهم الله تعالى بالتوبة وأمر النساء خصوصاً بالإستتار وأن لايبدين زينتهن إلا لبعولتهن ومن إسنثناه الله تعالى .
ويطول الحديث في ذلك ويتشعب قال جرير سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ظرة الفجأه فقال ( أصرف بصرك ) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله علية وسلم يقول ( إذا اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح )
والنظر الى العورات حرام دخل في قول الله تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ) الأعراف 33 وقوله تعالى (ولا تقربوا الفواحش ) فإن الفواحش وإن كانت ظاهرة في المباشرة بالفرج أو الدبر وما يتبع ذلك من الملامسة والنظر وغير ذلك وكما في قصة لوط قوله تعالى (أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون )
روى أبن ابي الدنيا ، حدثنا ابوسعيد المدني حدثني عمر بن سهل المازني قال حدثني عمر بن محمد حدثني صفوان بن سليم عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسام ( كل عين باكية يوم القيامة إلاعين غضت عن محارم الله ..........)
وقوله سبحانه وتعالى ( ولانمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيـــــــــــــــــــــــــــــــه).
ومواقف الشريعة من النظر :
في مسند الأمام أحمد بن حنبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( النظرة سهم مسموم من سهام أبليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه حلاوة يجدها الى يوم يلقاة )
ونظرة الفجأة هي النظرة الأولى التي تقع بغير قصد من الناظر فما لم يعتده القلب لا يعاقب عليه ، فإذا نظر الثانية تعمداً أثم فأمره النبي صلى الله علية وسلم عند نظرة الفجأة أن يصف نظرة ولا يستديم النظر ، فإن استدامة كتكريرة وأرشد من ابتلي بنظرة الفجأة أن يداوية بإتيان أمرأته ,وقال ((إن معها مثل مثل الذي معها )
فوائــــــــــــــــــــــــــــــــــد غــــــــــض البصــــــــــــــــــــــــــــــــر :
الفائدة الأولى/
نخليص القلب من ألم وحسرة فإن من اطلق نظرة دامت حسرته .
والنظرة تفعل بالقلب مايفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل :
كـل الحــوادث مـبداهــا مـن الــــنظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم من نظلرة فتكت في قلب صاحبها فتـــك الســهام بلا قـوس ولا وتـر
والمــرء مـــادام ذا عــين يــقـــــلبها في أعين الغيد موقوف غلى الخطر
يســــر مـــقلــــته مـاضــــر مهـجتــه لامــرحــــباً بســرورعـاد بالضــرر
الفائدة الثانية /
أن يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح .
الفائدة الثالثة /
أنه يخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير هو أسير شهونه وهواه كما قيل
طليق برأي العين وهو أسير
الفائدة الرابعة /
أنه يسد عنه باب من ابواب جهنم أعاذنا الله وأياكم منها.
وإن الفوائد كثيرة جدا لغض البصر ولا اريد الإطالة في ذلك .
هذا وأسأل الله العظيم أن ينفع بما كتبت أبتغاء مرضاته وما كان من صواب فمن الله وحدة وماكان من خطأ فمني ومن الشيطان والله أعلم ، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
المفضلات