لكل جواد كبوة..؟؟
يُضرب هذا المثل في الرجل الصالح حين يسقط السقطة ، وشُبه الرجل هنا بالجواد لأصالته فهذا ينم عن صلاحه وعلو شأنه ، ويقال أن أول من قال هذا المثل ابن القرية حينما دخل على الحجاج فأخذ يوبخه ؛
لأنه خرج عليه مع ابن الأشعث ولكن ابن القرية أقنعه ببليغ القول أنه لما خصه بالحمد والثناء ، شد بالوثاق وضيق عليه الخناق وتلألأت فوقه السيوف ، فعذره الأمير وأرسله إلى هند ليطلقها في كلمتين اثنتين .
فذهب إليها قال لها :
إن الأمير يقول لك كنت فبنت ،
فقالت : والله ما فرحنا به إذا كان ولا حزنًا عليه إذا بان ، وبعدها انصرف ابن القرية إلى الحجاج فطلب منه خطبة يخطبها في الناس ، ولما انتهى قال له كيف رأيتني ؟
فأجاب ابن القرية قائلًا : رأيت الأمير خطيباً مصعقاً ،
فقال له الحجاج لتخبرني كيف ؟
فقال : رأيت الأمير يشير باليد ، ويكثر بالرد ،
ويستعين بأما بعد ، واستكمل ابن القرية حديثه قائلًا :
إن رأيت أن تأذن لي بكلمات أتكلم بهن يكن بعدي مثلاً ،
قال : هاتهن،
قال : أيها الأمير ، لكل جواد كبوة ، ولكل شجاع نبوة ،
ولكل كريم هفوة ، ثم أنشأ يقول :
أقلني أقلني لا عدمتك عثرتي … فكل جواد لا محالةً يعثر
لعمري لقد حذرتني ونعيتني … وبصرتني لو أنني كنت أبصر
ليالي سهامي في اليدين صحيحة … ألا كل سهم مرةً يتكسر
وأحسن ما يأتي امرؤ من فعاله … تجاوزه عن مذنب حين يقدر
ولكم تحيات
ماجد البلوي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات