يعطيك العافيه اخي ناصر .... على هذا الاختيار
و زياده في الموضوع اسمحي لي ان اضع على البحث :
بسم الله الرحمن الرحيم
مقياس اختبار الوسوسة
قال العلامة صدّيق حسن خان في كلام له عن تطهير الـنّـعل بالمسح بالأرض :
قال :
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما علِم حدوث الشكوك في الطهارات فيما يأتي من الزمان ، وأطلعه الله على ما يأتي به المصابون بالوسوسة من التأويلات التي ليس لها في الشريعة أساس : أوضح هذا المعنى إيضاحاً ينهدم عنده كل ما بَـنوه على قنطرة الشك والخيال ، فقال :
" إذا جاء أحدكم المسجد ؛ فلينظر نعليه ، فإن كان فيها خبث فليمسحه بالأرض ، ثم ليُصلّ فيهما .
ولفظ أحمد وأبي داود : إذا جاء أحدكم المسجد ؛ فليقلب نعليه ولينظر فيهما ، فإن رأى خبثاً فليمسحه بالأرض ، ثم ليُصلّ فيهما " .
فانظر هذه العبارة الهادمة لكل شكّ ، فإنه – أولاً – بيّن لهم أنهم إذا وجدوا النجاسة في النعلين وجوداً مُحققاً ؛ فعلوا المسح بالأرض ، ثم أمَرَهم بالصلاة في النعلين ليعلموا بأن هذه هي الطهارة التي تجوز الصلاة بعدها .
ثم قال :
ومَن أنكر هذا فليُجرّب نفسه ، ويعمل بمثل هذا النص الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في مسح الأذى الذي يعلق بالنعل في الأرض ، ثم يُصلي فيه ، وينظر عند ذلك كيف يجد نفسه ؟! مع أن ذلك هو المَهيَع الذي لا يُرجّح المجتهد سواه إن أنصف من نفسه فليُصدّق فعلُه قولَه ، وإذا كان مُقلّداً فله بالأئمة الأسلاف قدوة ، وهم الأقل من القائلين بذلك ، وهيهات ذاك ؛ فإن الشكوك والخيالات قد جعلها الشيطان ذريعة يَقتنص بها من لم يقع في شباكه المنصوبة للمتهتكين من العُصاة المستهترين بمحبتها ؛ لأنه وجد قوماً لا تطمح أنفسهم إلى شُرب الخمور وارتكاب الفجور ، فحفر لهم حُفيرة جمع لهم بين خزي الدنيا وعذاب الآخرة . انتهى كلامه رحمه الله .
ومقياس آخر ، وهو تطهّر ذيل ثوب المرأة بمروره على الأرض الطاهرة بعد مروره على الأرض النجسة
سألت أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أم سلمة رضي الله عنها فقالت : إني امرأة أطيل ذيلي ، وأمشي في المكان القذر ، فقالت أم سلمة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُطهره ما بعده . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
وعن امرأة من بني عبد الأشهل قالت : قلت : يا رسول الله إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة ، فكيف نفعل إذا مُطرنا ؟ قال : أليس بعدها طريق هي أطيب منها ؟ قالت : قلت : بلى . قال : فهذه بهذه . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
وإليكم أمثلة لاختبار درجة الوسوسة لدى الرجل والمرأة
الصلاة على فُرش الفنادق والشقق المفروشة !
الصلاة على الأرض التي لا يُعلم حكمها !
الصلاة مع حـمْـل الصبي !
صلاة المسلم قاعداً مع وجود العذر
الإفطار في رمضان مع وجود العذر والإطعام
الإفطار في السفر دون وجود مشقة
ترك السنن الرواتب حال السفر حتى في الحرم
فمن أراد اختبار درجة الوسوسة في نفسه فليُجرّب نفسه في مثل هذه المواطن !
ليُصلّ على فُرش الفنادق أو الشقق المفروشة اعتماداً على الأصل ، وهو الطهارة
إذ الأصل في الأشياء الطهارة ، إلا ما ثبتت نجاسته
والأصل في الأشياء الإباحة إلا ما ثبت تحريمه
ويوم أمس أردنا أن نُصلي على أرض معشبة فقال أحدهم : تدرون بأي ماء سُـقي هذا العشب ؟!
مع أننا في مزرعة !!
لتُجرّب نفسها من إذا بكى صبيها حملته دون أن تشعر بحرج !
لتُجرّب نفسها الحامل أو الـمُرضع أن تُفطر في نهار رمضان دون وجود حرج !
لتُجرّب نفسها المرأة أن تُصلّي دون وجود سجادة صلاة !
وعليها يُقاس
وأذكر مرة أننا كنا في المسجد الحرام فقام صاحبي يُصلي ، فسألته : ماذا تُصلي ؟ قال : نافلة المغرب .
فقلت : هل أنت مسافر أو مُقيم ؟
قال : أنا مسافر
قلت : نحن إذاً في سفر ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُصلي من السنن الرواتب إلا راتبة الفجر .
قال : ما تطيب نفسي أن أترك السنة في هذا المكان !
فقلت : أنت إذا تركت السنة الراتبة إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم كُتب لك من الأجر أكثر مما لو صليتها .
وإصابة السنة مقصودة ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين الذين حضرتهما الصلاة وليس معهما ماء ، فتيمما صعيدا طيبا فصليا ، ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ، ولم يعد الآخر ، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرا ذلك له فقال للذي لم يُعد : أصبت السنة وأجزأتك صلاتك ، وقال للذي توضأ وأعاد : لك الأجر مرتين . رواه أبو داود والنسائي .
فإصابة السنة أفضل وأعظم في الأجر من الذي كُتب له أجران .
وصلى ابن عمر رضي الله عنهما قصراً ، ثم جلس فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى ، فرأى ناسا قياما ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ قيل : يُسبحون ( يعني يتنفّلون ) قال : لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي . رواه مسلم .
فجرّب نفسك في غير موطن
وانظر كيف تجد طُمأنينة نفسك ؟!
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
المفضلات