يمكن السبب الطمع
مقاله للكاتب /عبدالرحمن سعد السماري
من دانة الغاز.. وتلك المشاهد المزعجة المؤلمة المشينة للسعوديين.. وهم يحاولون دفع أموالهم دفعاً في السوق السوداء.. إلى الريان القطري.. ومشاهد أكثر إيلاماً.. وأكثر (فشيلة) ونحن نشاهد أبناءنا يفترشون الأرصفة وأرضية الأسواق والملاعب.. وينامون في الحدائق وفي صناديق (الدَّداسِنْ) وغمارات الجيوب والجموس.. في مشاهد مزرية مؤلمة (تِقْطَع) وجه كل سعودي.. وبلدهم.. بلد الخيرات.. بلد العشرة آلاف مصنع.. وأكثر من عشرة آلاف شركة.. بلد القارة الضخمة.. والمدن الصناعية.
** بلد دخوله والأموال فيه.. تعدل الدول العربية والإسلامية مجتمعة..
**
بلد يملك الخيرات، والثروات والأرزاق وميادين الإنتاج والعطاء والعمل.. ومع ذلك.. هم يريدون لفلوسهم أن تذهب إلى ميادين ميتة غير منتجة.. مثل العقارات والأسهم.
** طيَّروا أسواق العقار.. حتى وصل سعر المتر من (150) ريالا إلى ألفي ريال.. ووصل سعر المتر التجاري من مئتي ريال إلى خمسة آلاف ريال.. بل إن سعر بعض الأمتار في مواقع تجارية.. تصل إلى ثلاثين ألفا.. وقيل إنها تصل في دول مجاورة.. إلى مائة ألف ريال للمتر الواحد
.
** الناس.. لديها فلوس.. ولديها سيولة وتبحث عن منافذ.. وهذا ما جعل سعر السهم في شركات خاسرة مفلسة.. تشكو العوز والحاجة.. يصل إلى (700) ريال وأكثر.. وجعل سعر سهم شركات يطير من عشرة ريالات إلى (500) ريال.. وهي لا زالت متعثرة.. ديونها أكثر من رأس مالها.. وأكثر من أصولها إن وُجدت
.
** السعوديون.. يطيرون بفلوسهم شرقاً وغرباً.. ويتعرضون لنهب الناهبين.. وسرقة السارقين.. ونصب النصابين.
** شركات استثمار عقاري.. صارت كلها نصب في نصب.. وشركات أخرى.. لخدمات أخرى.. كلها كذب ودجل وتزوير.. ونهب أموال هؤلاء المساكين الطيبين.. الأجاويد (اللَّي مِنْوَة) كل نصاب ومحتال وكذاب.
** مليارات الريالات.. ولا زالت مليارات أخرى في علم الغيب.. لدى تجار عقار.. وتجار مساهمات.. يضاربون بها في الأسهم بيعاً وشراء.. وإذا راجعهم أحد المساهمين قالوا (تِدِل الشرطة وإلاّ نِدِلِّكَ؟!) وهناك من يقول: (ترى الحقوق والمحكمة جَنْبْ الشرطة.. اختر اللَِي تبي.. وهِدْ من خيلك سِبَّقْها) طبعاً (وامِنْ) و(مِتْعَنْزٍ على جبل) وهؤلاء لهم تجارب ويعرفون كيف يشفطون أموال الناس وكيف يضيعون حقوقهم
.
** تجار مساهمات.. وتجار عقار.. وبعضهم (ما يسْوا التالية من الغنم) يلعبون بالملايين.. ويطيرون شرقاً وغرباً.. ويقيمون في أحسن المصايف والمرافئ والمنتجعات العالمية.. على حساب هؤلاء (المطافيق.. اللْي ما طاعَواْ يتعلمون) الذين أعطوهم فلوسهم من أجل استثمارها.. لكنها طارت وضاعت تحويشة العمر.. بل بعضها.. ديون وقروض وأسلاف وأموال يتامى وأموال عجزة وأوقاف وأسْبال عند البعض.. أخذها يستثمرها فضيعها عند تلك الشركات الوهمية
.
** هيئة سوق المال.. لا شك أنها بذلت وعملت وأنجزت وحققت الشيء الكثير.. وقطعت شوطاً لا يستهان به.. ونظَّمت وأصدرت لوائح وقوانين.. ونجحت بالفعل.. لكن النصابين أكثر.. والمتحايلين أشطر.. ولهم ألف طريقة.. وألف مساعد.. وألف مساند وداعم من كل اتجاه.. ومصيبة المصائب و(مْسكِّت). طبعاً.. (الشريك.. وهل غيره أحد؟!!).
** هيئة سوق المال.. وجدت نفسها أمام سوق قيمته ثلاثة أو أربعة تريليونات.. وقوة البيع اليومي.. تصل إلى (40) ملياراً.. ومضاربات لا حدود لها.
** وجدت نفسها أمام عشرات الشركات التي ترغب الدخول إلى السوق.. وتطرح أسهمها للاكتتاب.. من أجل أن تشفط قبل أن ينتهي الشفط في سوق الشفط.. سوق الأسهم.. سوق (حِبَّالَة) (المطافيق والمساكين
..
** شركات ضعيفة هزيلة بسيطة.. ستطرح نفسها للاكتتاب.. وقد قُيَّمت فوق قيمتها في كل شيْ.. ستطرح للاكتتاب.. وستكون علاوة الإصدار وهمية غير صحيحة.. والناس ستتدافع.. وسيحصل مضاربات وشجار.. وربما يحصل أكبر و(يْصَفَّق) مدير البنك.. من أجل أن يظفروا بسهم أو سهمين.
** الناس لديها مئات المليارات.. وتريد أن تستثمرها.. تريد أن يصبح الألف عشرة آلاف.. والمليون عشرة ملايين.. والمائة مليون.. مليار.. هكذا تريد بسرعة
.
** لقد جرَّبت سوق الأسهم خلال العامين الماضيين.. وحصل ذلك بالفعل.. كل شيء تضاعف عشر مرات على الأقل.. وهناك من ضاعف رأس ماله عشرين مرة وثلاثين مرة.. فكيف نلوم أولئك المتدافعين؟!
** وفي أسواق بلدان مجاورة.. صارت العشرة مائة.. وتضاعف كل شيء عدة مرات.. لكن الانهيار السريع العنيف.. ليس ببعيد.. هو يشبه انهيار كراكاس الشهير الذي جعل من يملك عشرة آلاف دولار لا يملك سوى خمسين دولارا.. وفلَّس من فلَّس.. وانتحر من انتحر.. ومات من مات.. ولم ينفعهم الجشع ولا الطمع.. وهكذا الانهيارات الأخرى التي سُميت بأسماء سوداء.. فهذا اليوم الأسود وهذا الشهر الأسود.. ومع أنها تسميات لا تصح ولا تُقبل.. لكنها سُميت هكذا.. وخلدت في التاريخ الاقتصادي هكذا
.
** اليوم.. طيروا سوق الأسهم.. وغداً سيلتفتون للعقار أو لغيره ويطيرونه..
** وهناك أكثر من نصَّاب.. وأكثر من محتال.. وأكثر من جشع ينتظر هذه (الدريهمات) ليشفطها كما شفطها من قبله و(ماشافوا إلا العافية)..
وها هم (يتندَّحون) في كل مكان.. وأموال الناس في بطونهم.. وهذا.. هو القهر بعينه.. (اللَّي نصاب سِلْتُوح) يلهط أموال الناس عينك عينك ولكن.. (وش يقول المسيكين.. الضعيَّف)؟!
** مسكين.. اللَّي عمه.. أخو أبوه..
** مسكين.. اللَّي عديله.. طرار مثله..
** مسكين.. اللَّي تقطَّعت عراقيبه بين الشرطة.. والحقوق.. والمحكمة.. يدوَّر حلاله..
** وآه من يملك معمل بْلُكِ.. أو تريلة نعيميّة.
أطرحها للاكتتاب وأشفط.. وألهط مثل غيري.. وإذا راجعني المساهم قلت لسواقي الهندي (ودَّي سديق عمارة كبير.. اللَّي في دخنه؟!!).
و.. (سلم لي على نصابي الأسهم.. وشريطية العقار.. وحرامية الشركات الوهمية اللَّي ما أحد يِقْدَر يّْقَرَّب.. حتى أسماءهم).
http://www.suhuf.net.sa/2006jaz/jan/23/ln20.htm
التعديل الأخير تم بواسطة زايد حمود العصباني ; 02-15-2006 الساعة 07:05 PM
يمكن السبب الطمع
العــــــــــــــــــصباني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات