توتر العلاقة مع الكويت
الغزو العراقي للكويت
حرب الخليج الثانية
فترة ما بين 1991-2003
بقيت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق متوترة بعد حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء). ونتيجة للحرب
فقد فرض مجلس الامن حصارا اقتصاديا شاملا على العراق وعانى العراقيون من أقسى فترات الحياة من نقص المواد
الاساسية الغذائية والمستلزمات الصحية إلى جانب ان نظام صدام في هذه الفترة قد زاد من ضغوطه على أبناء
الشعب مما اوقع الشعب العراقي بين مطرقة نظام صدام وعقوبات الامم المتحدة.
و من الجدير بالذكر ان صدام حسين حاول في هذه الفترة اظهار نفسه كرجل اسلامي من خلال عدد من الممارسات،
نذكر منها ما نشر في الصحف العربية حينما استخدم صدام دمه في كتابة ايات قرانية، في رغبة لاظهار استعداده
لفداء الاسلام والقران بدمه رغم ان الشريعة الاسلامية تؤكد ان الدم هو من النجاسات مما يتعارض مع ضرورة
المحافظة على طهارة الايات القرانية.
أما على الصعيد الخارجي فقد زادت عزلة الحكومة العراقية التي كانت تتصرف بتهور كبير رغم كل الازمات نتيجة لهذه
السياسات فقد أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول هجوم صاروخي منذ نهاية الحرب مستهدفة مركز الإستخبارات
العراقية في بغداد في 26 يونيو 1993. متذرعة بالخرق المتكرر لمنطقة الحظر الجوي المفروضة بعد حرب الخليج
والتوغلات في الأراضي الكويتية. وقد خمّن البعض ان يكون لها علاقة بتهمة إضطلاع العراق بتمويل مخطط لإغتيال
رئيس الولايات الأمريكية السابق جورج بوش.
بدا العراق في عام 1997 ببيع النفط مقابل الغذاء والدواء وفق قرار مجلس الامن 986 لكن هذا لم يكن ليشكل سوى
10الى 40% من انتاج العراق النفطي الحقيقي في 16 ديسمبر 1998 شنت الولايات المتحدة مع بريطانيا عملية
ثعلب الصحراء متذرعة برفض الحكومة العراقية الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية ولطرد العراق مفتشي اسلحة
الدمار الشامل.
قام صدام حسين في العام 1991 بدحر تمرد المحافظات الجنوبية المدعومة من إيران بعد الانتهاء من حرب الكويت و
قتل الكثير في هذا التمرد.
احتلال العراق
في عام 1998 أقر الكونغرس الأمريكي قانون "حرية العراق" الذي أتاح الامكانيات المادية والمعنوية للمعارضة العراقية
في الخارج لاسقاط نظام حكم صدام حسين وخوّل الادارة الاميركية اتخاذ كل الاجراءات لتحقيق هذا الهدف، تم ذلك
في فترة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وعندها بدء التحضير وتم صرف المبالغ للقوى العراقية المعارضة في الخارج.
وبعد تولي الرئيس السابق جورج بوش الرئاسة فقد بدء عندها عهد جديد تحولت فية السياسة الأمريكية من
المساعدة المادية والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية إلى التدخل العسكري المباشر متحالفةً مع بريطانيا.
ولكن أحداث 11 سبتمبر كانت قد دشنت عهدا جديدا في أمريكا واصرت الادارة الأمريكية على اسقاط نظام صدام
وفي 20 مارس 2003 تحركت القوات الأمريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته ب(حرية العراق) ليتم احتلال
العراق في 9 إبريل 2003.
فترة اختفاءه
بقيت أخبار صدام مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط النظام وإنتهاء العمليات الرئيسية للحرب. تم التبليغ عن عدّة
مشاهدات لصدام بعد الحرب ولكن أيا منها لم يكن مثبتا. سلسلة من التسجيلات الصوتية المنسوبة لصدام تم نشرها
في اوقات مختلفة، ولكن مصداقية هذه التسجيلات لا تزال محط تساؤل.
تم وضع صدام على قمة لائحة المطلوبين، وتم إعتقال العديد من أفراد النظام العراقي السابق، ولكن الجهود الحثيثة
للعثور عليه بائت بالفشل. أبناءه وخلفاءه المتوقعون، عدي وقصي صدام حسين، قتلوا في 23 يوليو 2003 أثناء إشتباك
عنيف مع القوات الأمريكية في الموصل.
قام الحاكم المدني في العراق بول بريمر بالإعلان رسميا عن القبض على صدام. تم القبض على صدام بحدود
الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت بغداد بتاريخ 13 ديسمبر 2003 وبحسب ادعاء القوات الأمريكية التي
لاتزال محط تساؤل وهو مختبىء بقبو قرب قضاءالدور في محافظة تكريت مسقط رأسه.
وتحوم شبهات عديده حول عملية ألقاء القبض على صدام حسين. بعض المصادر ذكرت أنه تم القبض على صدام
حسين قبل اليوم المذكور وأنه تم توقيت الأعلان لأسباب سياسية. وما تزال تفاصيل عملية القبض على صدام سرية.
وكان من الواضح جدا أن الصور التي عرضت في شاشات التلفاز صور أخذت في أشهر الصيف
محاكمته
محاكمة صدام حسين
لم يعترف صدام بشرعية المحكمة في بداية المحاكمة، ورفض ذكر اسمه في بدايتها الا انه خضع للامر الواقع وبدأ في
التعاون مع المحكمة. ودافع عن صدام، نجيب النعيمي وزير عدل دولة قطر السابق ورمزي كلارك وزير عدل الولايات
المتحدة السابق والمحامي العراقي خليل الدليمي والمحامية اللبنانية بشرى الخليل والمحامي الأردني عصام
الغزاوي, وتم تغيير القضاة ثلاث مرات, وأوضح للقاضي الأول أن النتائج معلومة والمراد جلي.
وفي يوم الأحد الخامس من نوفمبر لعام 2006 حكم على صدام حضورياً في قضية الدجيل بالإعدام شنقاً حتى الموت
بتهمة إرتكابه جرائم ضد الإنسانية
إعدامه
إعدام صدام حسين
تم إعدام صدام حسين فجر يوم السبت الموافق 30 ديسمبر 2006م، حيث عمت فرحة واسعة بأنحاء العراق وسط
أطلاق نار واسع أبتهاجا باعدامة
الدفن والتابين
دفن مسقط رأسهِ بالعوجة في محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت، حيث قامت القوات الأمريكية بتسليم جثتهِ
لثلاثة أفراد من المحافظة أحدهم شيخ عشيرة البو ناصر التي ينتمي لها، وتم أغلاق منافذ البلدة لحين الانتهاء من
الصلاة عليه.
واقيمت عليه مجالس العزاء في بعض البلدان العربيه مثل مصر و قطر ولبنان وفلسطين والجزائر واليمن
وسوريا والاردن وتونس وليبيا و المملكة العربيه السعودية و عمان و قطر و الكويت .
الكتب
شاهد العالم صور صدام حسين يوم القبض عليه، بلحيته الكثة الطويلة وقد خرج من حفرة في مزرعة في تكريت،
لكن أسرار العملية التي قادت إليه لم تعرف بشكل واضح حتى صدر كتاب جديد هذا الشهر وكتبه العقل المدبر
للعملية الرقيب والعمل الاستخباراتي الأمريكي إريك مادوكس. ترجمة اسم الكتاب "المهمة: القائمة السوداء
1.. القصة السرية للبحث عن صدام حسين يرويها جندي خطط للقبض عليه". صدر الكتاب في 2 ديسمبر 2008
ويتألف من 288 صفحة وأصدرته دار هاربر، ويمكن شراؤه عبر موقع أمازون للكتب .
قصة اعتقال صدام
وصل المحقق إريك مادوكس إلى العراق في يونيو 2003 ، ولاحقا أُرسل إلى تكريت من قبل قائده المعروف ببام بام
لأسباب أمنية. واعتقد في البداية أنه سيقضي هناك يومين فأحضر معه قطعة واحدة من اللباس وقميصا أزرق اللون
ولاحقا علم من المعتقلين لديه أن المسلحين وضعوا مبلغا لمن يقتل الشخص ذي القميص الأزرق . وصل إريك إلى
العراق كمحقق وتم تحويله إلى وحدة النخبة وتمكن لاحقا من نيل إعجاب فريق عمله وقادته بسبب مهاراته في
التحقيق وربط المعلومات وبينما كان الجيش الأمريكي يبحث عن صدام حسين في بغداد كان إريك صاحب فكرة البحث
عنه في المثلث السني في تكريت بناء على المعلومات التي حصل عليها في التحقيق فتم إرساله إلى هناك.
يقول : "أعتقد أن الناس أساءت فهم قصة القبض على صدام حسين.. كانت حصيلة أربع أشهر من التحقيق.. حققت
خلالها مع 300 شخص". مع وصوله إلى تكريت حقق إريك مع 32 شخصا من سائقين وحراس شخصيين من المراتب
الدنيا ولم يكونوا معروفين خلال النظام السابق. ويقول إنه التحقيق لثماني ساعات مع سائق أوصله إلى الشخص
الذي لديه مفتاح الوصول إلى صدام واسمه محمد إبراهيم، وعندما سألته مع من يعمل هذا الشخص أجاب أنه يعمل
مع الرئيس صدام. وسأله ماذا يعمل لديه فقال إنه يقود المقاومة . ويتابع إريك روايته في الكتاب بالقول إنه بعد ذلك
اعتقلوا 40 شخصا من عائلة محمد إبراهيم ومن خلال أحدهم وصولوا إلى منزل في بغداد يوم 12 ديسمبر واعتقلوا 3
أشخاص بينهم نائب محمد إبراهيم وآخرين تم وضع غطاء أسود على وجوههم. وعندما تم سؤال هذا الشخص عن
المكان الذي كان يوجد فيه محمد إبراهيم الليلة الماضية، أجاب أنه كان في المنزل، فاعتقد المحقق إريك أنه هرب،
لكن في الحقيقة كان واحدا من الذين تم وضع غطاء أسود عليهم، فتم رفع الغطاء والعثور عليه أخيرا، فقد كان لديهم
الساعد اليمين لصدام وزعيم العمل المسلح دون أن يعرفوا ذلك. ويقول إريك إنه بعد التحقيق لمدة ساعتين مع محمد
إبراهيم وإخباره باعتقال 40 من عائلته ووجود قائمة بعشرين آخرين، قال "سوف أرشدكم إلى مكان صدام". وفي 13
ديسمبر 2003 ، اتجهت وحدة عسكرية خاصة إلى مزرعة في تكريت وقضوا ساعات يبحثون فيها، ولاحظت الوحدة أن
إبراهيم لم يشأ الاشارة إلى مكان صدام مباشرة إلا أنها انتبهت أنه أزاح خلسة حبلا عن حفرة عنكبوت، فأرجعوه ثم
وجدوا صدام في هذه الحفرة. ويقول إريك إن محمد إبراهيم معتقل الآن في سجون عراقية مضيفا ان القوات الخاصة
الأمريكية وجدت أكثر من 11 مليون دولار في منزله في بغداد لدعم المتمردين ولاحقا تم إطلاق عائلته
المفضلات