هذا هو الدواء لمن وقع في فخ الداء :
والذي أراه يحقق لنا النصر ويعز به هذا الدين بعد التوبة إلى الله أمور ثمانية وهي :
1ـ الاعتصام بكتاب الله تعالى وقراءته وتدبره والعمل بما فيه ، والاعتصام بسنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن نقدم كلامهما على كلام أي إنسان، ونبتعد عن كل هوى خالف القرآن والسنة .
2ـ الاهتمام والالتفاف على عقيدة أهل السنة والجماعة،وتطبيقها في أرض الواقع،واحذر أخي ممن يثبط عن تعلم العقيدة،أو يجعل تعلمها في مراحل متأخرة فإنه رجل سوء فلا تجالسه.
3ـ الإعداد البدني والإيماني،والجهاد في سبيل الله،فإن الجهاد ينبوع العزة،ومعين الكرامة،وهوالمجد لمن أراد المجد،والعزَّ لمن أراد العز، و(من مات ولم يغز ولم يحدث بها نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) كما أخبر الصادق المصدوق ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال الإمام ابن تيمية(فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلاً على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه) مجموع الفتاوى (10/193)
4ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغضب لدين الله – عز وجل – وهذا أمر فرضه الله عز وجل علينا فقال(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر)) (آل عمران: من الآية110)
5ـ الدعوة إلى الله عز وجل وإلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) (النحل:125) وقال تعالى : ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي))(يوسف: 108)
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ (فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد) (مفتاح دار السعادة 1/153) ورحم الله من قال:
إن نفساً ترتضي الإسلام ديناً
ثم ترضى بعده أن تستكينا
أو ترى الإسلام في أرض مهيناً
ثم تهوى العيش نفس لن تكونا
في عداد المسلمين العظماء
(المنطلق للراشد ص 227)
6ـ الالتفاف على جماعة المسلمين الصادقة ولزوم غرزهم، وعلى رأسهم العلماء الربانيون والمجاهدون الصادقون،والدعاة المخلصون، فيجب الحذر من التكلم في أعراضهم أو سبهم وليعلم أن من تكلم فيهم فإنه قد شق الصف ولم يوحده وفرق الجماعة والقلوب .
وقد أورد مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد حديث ثوبان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) وكذا حديث عقبة بن عامرـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوللا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك)
فصفة عصابة المسلمين وجماعتهم أنها قائمة بنصرة دين بالحجة والبيان، والسيف والسنان ، وسيأتي أناس يخالفونها الرأي بتلك النصرة البيانية أو الجهادية،فأخبر عليه السلام أن تلك المخالفة وذلك التخذيل لن يضرهم لأنهم على هدى مستقيم ، ومنهج قويم ،ولذا ستبقى هذه الطائفة منصورة إلى قيام الساعة، وقد أورد الإمام مسلم في صحيحه حديث جابر بن سمرة مرفوعاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ( لن يبرح هذا الذين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ) فعلى الثابت على هذا المبدأ،ألَّا يضره كلام مخالفيه وخاذليه،بل ينطق بكل علو وصمود:
ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي *** والموت يرقص لي في كل منعطف
وما أبـــــالي به حتى أحـــــــــــــاذره *** فخشية الموت عندي أبرد الطرف
ماض فلو كنت وحدي والدنا صرخت *** بي قف لــسرت فلم أبطء ولم أقف
أنـا الحسام بريق الشمس في طـرفي *** مني وشفرة سيف الهند في طــــــرف
فلا أبالي بأشواك ولا مـــــــحــــــــــــن *** على طريقي ولي عزمي ولي شغفي
7ـ محاسبة النفس ، والنظر مرَّة بعد مرَّة إلى عيوبها،حتى لو تابت ورجعت إلى الصراط المستقيم،فإن (كل بني آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون) رواه أحمد والترمذي عن أنس وحسنه الألباني ( صحيح الجامع 2/831) وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنهحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر وإنما يخفف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا)
8- رسم المنهج والتخطيط لنصرة دين الله،على تعاون بين المسلمين فلا يصح عمل بدون خطة،والتنظيم والتخطيط قانون النجاح ومن أجمل ما قرأت في ذلك ما كتبه الدكتور:عدنان النحوي في كتابه(حتى نغير ما بأنفسنا) صـ10(إذا غاب النهج والتخطيط على أساس الإيمان والتوحيد والمنهاج الرباني في واقع أي أمة، فلا يبقى لديها إلا الشعارات التي تضج بها ولا تجد لها رصيداً في الواقع إلا مرارة الهزائم وتناقض الجهود واضطراب الخطا، ثم الشقاق والصراع وتنافس الدنيا في الميدان، ثم الخدر يسري في العروق،ثم الشلل،ثم الاستسلام!)
هذه نقاط ثمانية كاملة،أًرى إن تحققت في واقع المسلمين، فإنهم سيجنون بعدها الفلاح والعز والسؤود في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز .
((مَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) (الأنفال:10)
هذا والله أسأل أن يوفقنا لما فيه صلاح أنفسنا وأمتنا وآخرتنا،وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً،إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
وسبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين.
المفضلات