بارك الله فيك على هذا النقل والطرح الجميل ورفع قدرك في عليين
الحمد لله الذي بيده الخير ، وهو على كل شيءٍ قدير ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ البشير النذير ، وبعد ؛
فيقول أهل اللغة أن كلمة ( الإسراف ) تُطلق على مجاوزة الحد في الأفعال والأقوال . وهو صفة سلوكية مقيتة تعني الزيادة فيما لا داعي له ولا ضرورة حتى لو كان ذلك في أمر مباح .
ولأن الإسراف مرتبطٌ بمختلف جوانب الحياة المادية والمعنوية ؛ فإن له صوراً عديدة وأشكالاً مُختلفة ، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من المفاسد الدينية والدنيوية التي تُدّمر المجتمعات ، وتقضي على الأخلاق ، وتعبث بالاقتصاد ، وتؤدي إلى الكثير من المضار والآثار السيئة التي يأتي من أعظمها أن الله تعالى لا يُحب المسرفين ، وأن الإسراف سلكٌ خاطئ ، وتصرف غير سوي .
أما صور الإسراف فكثيرةٌ جداً إذ إن منها ما يكون على مستوى الفرد ، ومنها ما يكون على مستوى المجتمع ، فهناك من يسرف في استخدام الماء واستعماله ، لاسيما الماء الصالح للشرب فيهدره في ريّ المزروعات وغسل السيارات وتنظيف الأفنية ، أو يبالغ في استخدامه منزليا سواء كان ذلك في المطابخ أو دورات المياه ونحو ذلك ناسيا أو متناسيا أن الإسراف سلوكٌ خاطئ وتصرفٌ ذميم .
وهناك من يسرف في تناول أصناف الأطعمة الشهية ، وألوان المشروبات المختلفة ، دون مراعاة لما ينتج عن ذلك من مخالفة لتعاليم الدين وتوجيهاته التي قال فيها عز وجل : } وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { ( سورة الأعراف : من الآية 31 ) . إضافةً إلى ما في ذلك من إضاعةٍ للمال في غير وجه حق ، وإضرارٍ بالصحة التي تختل وتضطرب جراء ذلك الإسراف .
كما أن هناك من يسرفُ في شراء الملابس واقتنائها بطريقة أو بأخرى ، غير مبال بما ينفقه في ذلك من أموال تضيع فيما لا فائدة فيه ولا نفع منه ولذلك روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ، ما لم يُخالطه إسرافٌ أو مخيلةٌ " ( رواه ابن ماجة ، الحديث رقم 3605 ، ص 601 ) .
ومن صور الإسراف أن البعض قد يسرف في السهر الطويل أو النوم الكثير مخالفا بذلك سنن الله تعالى في الكون ، ومُتغافلاً عن مضار ذلك التصرف الخاطئ الذي يوهن الجسم ، ويُرهق التفكير ، ويُربك بعض وظائف الجسم العضوية ، ويؤثر على حالته النفسية في الغالب .
وهناك من يسرف في القيل والقال ، فلا يتوانى عن نقل الكلام وإشاعته بين الناس سواءً كان ذلك صحيحاً أو غير صحيح ، مباحاً أو غير مُباح . والأدهى من ذلك أن ينقله دون التحقق من صحته ، أو الزيادة عليه ونحو ذلك مما نهت عنه تعاليم ديننا الحنيف وحذّر منه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بيّن خطورة إطلاق الألسن في الكلام بقوله : " وهل يكُبُّ الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلاَّ حصائدُ ألسنتهم " ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 2616 ، ص 590 ) .
وقد يكون الإسراف في تناول الإنسان لبعض المستحضرات الطبية ، وأنواع الأدوية والعلاجات المختلفة ، وربما بغير نصح الطبيب ولا إرشاده ؛ فتكون النتيجة تدهور الصحة ، والإصابة بالأمراض التي ربما يكون بعضها خطيراً لا سمح الله .
فيا إخوة الإيمان : لماذا الإسراف ؟
ولماذا لا نحرص على تجنبه والبعد عنه ؟
ولماذا لا يكون لنا عظةٌ وعبرة في كثيرٍ من المجتمعات التي تشتكي الفقر والحاجة بعد أن كانت في خيرٍ ونعمة ؟
ولماذا لا نكون من الحامدين لله تعالى ، والشاكرين له على نعمه ، والمحسنين لاستخدامها في كل شأنٍ من شؤون الحياة ؟
وفق الله الجميع لما فيه الهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
منقووووووووووول للفائده والعظه وفق الله الجميع
الدنيــا ماتسوي بدونكــ
بارك الله فيك على هذا النقل والطرح الجميل ورفع قدرك في عليين
جزاكم الله خيرا.
بارك الله فيك على هذا الطرح
الرائع جزاك الله خير الجزاء
سلمت يداك بماكتبت وقدمت
جعله الله بموازين حسناتك
أصعب الألم
أن يكون اًخر الحلول
جرح من تحب
اخو يزيد
نعم ان الله لا يحب المسرفين وان الاسراف يولد الجفاف
وقديما قالوا ( خبي قرشك الابيض ليومك الاسود)
كل الشكر لك اخي اخو يزيد
وبارك الله فيك وكل عام وانتم بالف خير
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات