النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    27 - 6 - 2008
    المشاركات
    432
    معدل تقييم المستوى
    599

    افتراضي رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

    من الحسن البصري إلى كل ولد آدم
    يا ابن آدم
    عملك عملك
    فإنما هو لحمك و دمك
    فانظر على أي حال تلقى عملك .
    إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
    صدق الحديث
    ووفاء بالعهد
    و صلة الرحم
    و رحمة الضعفاء
    وقلة المباهاة للناس
    و حسن الخلق
    وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله

    يا ابن آدم
    إنك ناظر إلى عملك غدا
    يوزن خيره وشره
    فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
    فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
    ولا تحقرن من الشر شيئا
    فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
    فإياك و محقرات الذنوب.

    رحم الله رجلا كسب طيبا
    و أنفق قصدا
    و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.

    هيهات .. هيهات
    ذهبت الدنيا بحال بالها
    وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم

    أنتم تسوقون الناس
    والساعة تسوقكم
    و قد أسرع بخياركم
    فماذا تنتظرون ؟!!

    يا ابن آدم
    بع دنياك بآخرتك ..
    تربحهما جميعا
    و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..
    فتخسرهما جميعا.

    يا ابن آدم
    إنما أنت أيام !
    كلما ذهب يوم ذهب بعضك
    فكيف البقاء ؟!

    لقد أدركت أقواما ..
    ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل
    و لا يتأسفون على شئ منها أدبر
    لهي كانت أهون في أعينهم من التراب
    فأين نحن منها الآن ؟!

    إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
    يقول : ما أردت بكلمتي ؟
    يقول : ما أردت بأكلتي ؟
    يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
    فلا تراه إلا يعاتبها
    أما الفاجر :
    نعوذ بالله من حال الفاجر.
    فإنه يمضي قدما
    و لا يعاتب نفسه ..
    حتى يقع في حفرته
    وعندها يقول :
    يا ويلتى
    يا ليتني ..
    يا ليتني ..
    و لات حين مندم !!!

    يا ابن آدم
    إياك و الظلم
    فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
    و ليأتين أناس يوم القيامة
    بحسنات أمثال الجبال
    فما يزال يؤخذ منهم
    حتى يبقى الواحد منهم مفلساً
    ثم يسحب إلى النار ؟

    يا ابن آدم
    إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
    فنافسه في الآخرة

    يا ابن آدم
    نزّه نفسك
    فإنك لا تزال كريما على الناس
    و لا يزال الناس يكرمونك ..
    ما لم تتعاط ما في أيديهم
    فإذا فعلت ذلك :
    استخفّوا بك
    و كرهوا حديثك
    و أبغضوك

    أيها الناس:
    أحبّوا هونا
    و أبغضوا هونا
    فقد أفرط أقوام في الحب..
    حتى هلكوا
    و أفرط أقوام في البغض ..
    حتى هلكوا .

    أيها الناس
    لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا
    لخشينا على أنفسنا منها
    إن الله عز وجل يقول :
    {تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }( الأنفال : 67 )
    فرحم الله امرءاً ..
    أراد ما أراد الله عزّ و جلّ .

    أيها الناس
    لقد كان الرجل إذا طلب العلم :
    يرى ذلك في بصره
    و تخشّعه
    و لسانه
    ويده
    وصلاته
    و صلته
    وزهده
    أما الآن .. !!
    فقد أصبح العلم ( مصيدة )
    و الكل يصيد أو يتصيد
    إلا من رحم ربك
    و قليل ما هم.

    توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ.
    بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف.
    ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف.
    و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعف.
    و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف.
    و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف .
    و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف.
    و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف .
    و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف .
    و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف .
    و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف .
    لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف.

    لقد رأيت أقواما..
    كانت الدنيا أهون عليهم من التراب
    و رأيت أقواما ..
    يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا
    فيقول :
    لا أجعل هذا كله في بطني !
    لأجعلن بعضه لله عز وجل !
    فيتصدق ببعضه
    وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !

    يا قوم
    إن الدنيا دار عمل
    من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها
    سعد بها و نفعته صحبتها .
    ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
    شقي بها .
    و لكن أين القلوب التي تفقه ؟
    و العيون التي تبصر ؟
    والآذان التي تسمع ؟

    أين منكم من سمع ؟!!
    لم أسمع الله عزّ و جلّ..
    فيما عهد إلى عباده
    و أنزل عليهم في كتابه :
    رغب في الدنيا أحدا من خلقه
    و لا رضي له بالطمأنينة فيها
    و لا الركون إليها
    بل صرّف الآيات
    و ضرب الأمثال :
    بالعيب لها
    و الترغيب في غيرها

    أفق يا مغرور
    تنشط للقبيح
    و تنام عن الحسن
    و تتكاسل إذا جدّ الجد !!!

    القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن
    يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟!
    أولى بنا سفح الدموع .. و أن يــجلبــبنا الحـــزن
    أولى بنا أن نرعــوي أولى بنا لبس ( الكفــــن)
    أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن
    فأمامنا سفر طويل .. بــــعده يأتــــي الســــكن
    إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن )
    أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطـــن)
    فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟!
    يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلـــب في المحن
    تبا لهم مــن مــــعشر ألفوا معاقرة ( النــــتن)
    بينا يدبّر للأمــــــين أخو الخيانة ( مؤتمن ) !
    تبا لمن يتمـــــــلقون و ينطوون على ( دخن )
    تبا لهم فنفـــــــــاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن)
    تبا لمن باع ( الجنان ) لأجـــــل ( خضراء الدمن)

    أفيقوا يأهل الغفلة
    فالقافلة قد تحركت
    و عند الصباح ..
    يحمد القوم السّرى
    {أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى
    وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } ( الأعراف : 97-99)

    لا يزداد المؤمن صلاحا..
    إلا ازداد خوفا
    حتى يقول : لا أنجو !
    أما الفاسق فيقول : الناس مثلي كثير
    و سيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة
    والله غفور رحيم !
    أكمل يا مغرور
    ولا تقل : فويل للمصلين !
    {قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } ( الأعراف : 156-157)
    واقرأ يا مغرور !
    { إن رحمة الله قريب من المحسنين } ( الأعراف : 56 )
    و اقرأ يا مغرور :
    { و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى }( طه : 82 )
    و اقرأ يا مغرور :
    { فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم } ( غافر : 7 )
    و لكن الفاسق المغرور
    يخدع نفسه
    فيؤجل العمل
    و يتمنى على الله تعالى.

    تباً لطلاب الدنيا
    وهي دنيا !!!
    و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام
    بعد عبادتهم للرحمن
    و ذلك بحبهم للدنيا

    و الله ما صدّق عبد بالنار..
    إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت
    و إن المنافق المخدوع :
    لو كانت النار خلف هذا الحائط
    لم يصدق بها ..
    حتى يتهجم عليها فيراها !

    القلوب .. القلوب
    إن القلوب تموت و تحيا
    فإذا ماتت :
    فاحملوها على الفرائض
    فإذا هي أحييت :
    فأدبوها بالتطوع .

    المؤمن !!! ما المؤمن ؟
    و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً
    أو شهرين
    أو عاماً
    أو عامين
    لا و الله
    ما جعل الله لمؤمن أجلا ..
    .. ( دون الموت )

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية محمود الجذلي
    تاريخ التسجيل
    17 - 4 - 2004
    الدولة
    .. قلبـــ ـهـ ــــا ..
    المشاركات
    17,279
    معدل تقييم المستوى
    771

    افتراضي رد: رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

    ::

    صالح /
    جزاك الله خيراً . ورفع الله قدرك على هذا الطرح المميز
    ,
    وشكراً لك

    ::
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
    كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
    ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
    طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

  3. #3
    مشرفة القسم الإسلامي الصورة الرمزية اشراقة الدعوة
    تاريخ التسجيل
    23 - 7 - 2009
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    3,033
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    568

    افتراضي رد: رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

    جزاكم الله خيرا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا