الله يزاك الخير اخي محمد علي عسيري على هذا الطرح الجيد ..وعلى العبر التي به ..وبارك الله فيك لما فيه الخير ..والسلام
أخوة ثلاثة منهم أمير يرافق السلطان ويشرف على المدائن والجيوش وتاجر كثير المال وله حاشية
والثالث زاهد عابد قد تخلى لنفسه وتفرد في عبادته :
وعندما حضرت الوفاة لأخاهم العابد الزاهد الذي زهد في دنياه وترك الملذات كلها واتجه الى ربه
بقلب مخلص أجتمعا حوله أخواه وكان أخوه الأمير والذي يؤمر على المدائن ويتحكم في تدبير
شئون البلاد بعد غياب السلطان ظالماً غشوماً 00فقال له يا أخي هذا مالي بين يديك أوص منــه
ماشئت واعهد بما شئت : فسكت عنه ولم يرد00
ثم قال له اخوه التاجر صاحب الأموال الكثيرة 00تعرف كسبي وكثرة مالي فلعل في قلبك
غصة من الخير لا تبلغها إلا بالإنفاق فهذا مالي خذ منه ما شئت وأنفقه00
فنظر اليهما العابد الزاهد وهو يحتضر على فراش الموت وقال والله لا حاجة لي في أموالكم ولكني
اريد اذا مت فغسلاني وكفناني وادفناني على أرض ٍ مرتفعة واكتبا على قبري هذه الأبيات :
( وكيف يلذ العيش من هو عالم بأن آلــه الخلــق لا بــــد ســـائلــــه )
( فيأخـذ منـــه ظلمـه لعبــــــــاده ويجزيـه بالخير الذي هو فاعلـــــــه )
فأن أنتما فعلتما ذلك فزوروني كل يوم وعندما مات نفذ اخويه وصيته وكان اخوه الأمير يمر مع
جنده ويقف على القبر فيقرأ عليه ويبكي فلما كان في اليوم الثالث بعد وفاة أخوه العابد الزاهد
مر على القبر وعندما اراد أن ينصرف سمع صوتاً قوياً صاخباً داخل القبر كا ينصدع قلبه فانصرف
مذعوراً ولما أتى الليل رأى في منامه أخاه وقال يا اخي ما الذي سمعت في قبرك00
قال له تلك هدة المقمعة قيل لي لقد رأيت مظلوماً فلم تنصره00
ولم أصبح الصبح كان الأمير مهموماً : فدعا اخاه التاجر وخاصته وقال لهم ما أرى أخي بوصيته
أن نكتب على قبره تلك الأبيات غيري فترك الأمارة ولزم العباده وكان يأوي الى الجبال والبراري
مع الرعاه حتى حضرته الوفاة فأوصى الى أخيه التاجر عندما حضر اليه اذا مت فبوأتني قبري
فأدفني الى جنب أخي واكتب على قبري :
( وكيف يلــذ العيش من كان موقنــاً بأن المنايا بغتة ستعاجــــلــــه)
( فتسلبه ملكــاً عظيمـــاً ونخـــــوة وتسكنه القبر الذي هو آهلــــه)
فمات وفعل به اخاه بمثل ما أوصى به فلماكان اليوم الثالث والتاجر قائماً على قبر أخيه سمع
وجبة ( أي سقوط شيء له ضجه قوية ) في القبر عاد هلعاً 00 ورأى في المنام أخاه الأمير
المتوفي فقال يا أخي أتيتنا زائراً 00فقال هيهات أخي بعد المزار واطمأنت بنا الديار 00 فسأله
يا اخي كيف أنت ؟ قال بخير ما اجمع التوبة لكل خير ثم سأله عن أخاه العابد الزاهد قال هــو
مع الأئمة الأبرار 00 فعاد وسأله فما أمرنا قبلكم ؟ قال من قدم شيئاً من الدنيا للآخره وجــــــده
فأغتنم غناك قبل فقرك
فأصبح التاجر معتزلاً الدنيا وفرق ماله وقسم رباعه واقبل على طاعة الله تعالى وكان لديه ابناً
كأهيا الشباب وجهاً وجمالاً وصاحب تجارة فلما حضرته الوفاه قال لأبنه اذا مت فأدفني مع
عمومتك واكتب على قبري هذين البيتين:
( وكيف يلــذ العيش من هو صــائر الى جدث ٍ تبلي الشباب منازلـــه)
( ويذهب رسم الوجه من بعد صونه 00 سريعاً ويبلى جسمه ومفاصلــــه)
فإذا فعلت ذلك فتعاهدني ثلاثاً وأدع لي
مما سمعته من شيخي الفاضل ابو عبدالرحمن غفر الله له
وقرأته في كتاب التوابيـــن
التعديل الأخير تم بواسطة محمد الثوعي ; 11-17-2009 الساعة 10:41 PM
الله يزاك الخير اخي محمد علي عسيري على هذا الطرح الجيد ..وعلى العبر التي به ..وبارك الله فيك لما فيه الخير ..والسلام
بارك الله فيك اخي محمد
قصه مؤثره لكل قلب حي أثابك الله بها فهي دعوه للتوبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
جزاكم الله خيرا.
الأخ الفاضل ( ماجد سليمان البلوي) 00 بارك الله فيك ورفع من شأنك
وجزاك الخير على دعاءك الطيب والله يوفق الجميع
اخي الفاضل (ابو الخطاب) 00بارك الله فيك على حضورك الطيب
تقبل تحيتي وتقديري
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات