كود:
[b][i][b][i]اليوم : الجمعة ، التاريخ : السابع عشر ، الشهر : رمضان المبارك ، السنة : 2 هـ
إنه يوم الفرقان ، يوم فرق به الله عزوجل بين الحق والباطل ، يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ، وأذل الكفر وأهله.
( ...وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ...الآية) الأنفال 41
يوم إلتقى فيه جيش المسلمين ذو الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، بجيش عرمرم للمشركين اقترب من الألف رجل فيه صناديد الكفر والشرك ، بغير ميعاد (....ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا...الآية.) الأنفال 42
يوم كان قائد المسلمين فيه سيد الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومعه ملائكة كرام قائدهم سيدنا جبريل عليهم السلام ، أما المشركين فقائدهم فرعون هذه الأمة أبوجهل و إبليس اللعين.
يوم أتت فيه قريش بحدها وحديدها وخيلها وخيلائها تـُـحاد الله ورسوله وتريد أن تـُـطفيء نور الإيمان ، وأتى فيه المسلمون مجاهدون في سبيل الله يـُـريدون إعلاء كلمة الله ويبتغون مرضاة الله عزوجل وجنة عرضها السماوات والأرض.
يوم أخذ فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب من الأرض وقذفها في وجوه المشركين فما تركت مشركا إلا ودخل في عينه من هذا التراب ، ففتك المسلمون بهم قتلا ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..الأية.) الأنفال 17
يوم وقف فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة يقول هنا مصرع فلان ، وهنا مصرع فلان ، وهنا مصرع فلان إن شاء الله فما تجاوز أحـَـد مصرعه مـِـمـَـن ذكرهم صلى الله عليه وسلم.
يوم قال فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للمسلمين قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فقال سيدنا عـُـمير بن الحمام : بخ بخ ، إنها لحياة طويلة لئن أكلت هذه التمرات ، فرماها فقاتل حتى قـُـتل – رضي الله عنه – وكان أول شهيد في المعركة.
يوم نصر الله فيه المؤمنين ،وجعل كلمته هي العليا ، وأذل المشركين ، وجعل كلمتهم هي السفلى.
يوم أكثر فيه صلى الله عليه وسلم من الإستغاثة بالله عزوجل ، مـُـلـِـحا في الدعاء ، حتى قال له سيدنا أبوبكر – رضي الله عنه – بعضا من مـُـناشدتك ربك يارسول الله ، إن الله مـُـنجز ما وعدك.
يوم استفتح فيه فرعون هذه الأمة على نفسه فقال : اللهم من كان أقطعنا للرحم ، فأحنـِـه الغداة ، فقتله الله عزوجل ، وهزمه مع جمعه ، ونصر حبيبه ومن معه من المؤمنين ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين) الأنفال 19
يوم حقق الله فيه ما وعد نبيه بإحدى الطائفتين إما النصر أو العـِـير ، فاختار الله لنبيه النصر لأنه الأسمى والأعز.
بعض مظاهر محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم التي تجلت في هذه المعركة
(-) فهذا سيدنا سواد بن غـُـزية يحتضن بطن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعتنقه ويقبله تقبيل مودع ويقول : أحببت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك.
(-) أما سيدنا عوف بن الحارث فقد سأل رسول الله صلى عليه وسلم سؤالا غريبا يدل على عظم محبته لله تعالى : ما يـُـضحك الرب من عبده؟؟ قال عليه الصلاة والسلام : غـمـْـسـُـه يده في العدو حاسرا ! فنزع درعه وقاتل حتى قـُـتل – رضي الله عنه - ، فأعطى مثالا عظيما بصدق محبته لله تعالى.
ومن مشاهد بركته صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة
(-) إعطاؤه قضيبا من عراجين نخل لسلمة بن أسلم ، فإذا به ينقلب سيفا ولم يزل عنده حتى قـُـتل – رضي الله عنه – يوم جسر أبي عبيده.
(-) بصقه صلى الله عليه وسلم في عيني رفاعة بن رافع – رضي الله عنه – التي فـُـقئت إثر سهم ، فدعا له فما آذاه منها شيء.
(-) ضـُـرب خبيب بن عدي – رضي الله عنه – فمال شـِـقـُـه ، فتفل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأَمه ورده فانطبق.
وبعد .. فهذه الموقعة بما حوته من تقرير مصير الإسلام ، ومشاهد حب وتضحية من الصحابة الكرام – رضي الله عنهم - وبركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تعطينا دروسا وعبرا لا حصر لها على مدى الزمان ، والعاقل من فكر وتدبر ، فلنتعلم منها الحب والإخلاص والتضحية والجهاد ، والفداء ، ولنعلم أن العزة بالإسلام.
[quote][/quote[/[/i][/b]i][/b]
]
المفضلات