بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
تقبل ودي
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بنت كانت ولا تظل تسئ معامله أمها ، كيف ؟ فلا هي ترضيها فيما كانت تطلبه منها أو تطلب منها فعله ولا هي تساعدها في أشغال البيت تكذب عليها وتعصاها في غالب الأمر لكن هذه الأم لم تكن يوماً ساخطة عليها بل كانت تقول إنها ابنتي الصغيرة آخر العنقود رغم أنها كانت فعلاً تغضب وتضجر عندما لا تسمع لها هذه البنت كلاماً والحقيقة أن البنت دلوعة
السؤال : هل هذه البنت تعتبر عاصية لأمها
وهل إذا كانت أمها تسامحها وتصاحبها على طول ، ستنال هذه البنت رضاها ويغفر لها الله سوء معاملتها لأمها وهل إذا تزوجت وأنجبت ستسلم من أبناء يعاملوها بنفس الطريقة مع العلم أن أمها تسامحها لأنها مراهقة مسامحة كاملة
وشكراً.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا شك أن هذه البنت عاصية لله عاقة لأمها معرضة نفسها للوعيد الشديد. وقد نهى الله ع وحل عن ذلك بقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات). متفق عليه. فكل قول سوء أو فعل سوء يؤذي الأم أو يمنعها حقوقها أو ينغص عليها حياتها فهو داخل في العقوق من كذب ورفع صوت وعصيان وتخلي عن القيام بأعمال البيت أو خروج من غير إذن منها أو فعل عمل تكرهه الأم ولا ترضى به أو الإتيان بعمل مشين يدنس سمعة الأم وغيره.
ولا شك أن الأم لها منزلة عظيمة في الدين وحق لا يساويه حق مخلوق ولذلك قدم الشارع بر الأم على الأب ثلاث مرات لعظم حقها.
ومما يؤسف له اليوم كثرة عقوق البنات لأمهاتهن واحتقارهن وعدم تعظيمهن فترى البنت تعامل أمها كأنها خادمة والعياذ بالله تنام وتأكل وتلهو وتخرج كأنها تقيم في فندق ولا تشارك أبدا بأعمال المنزل ولا تراعي مشاعر الأم ولا تقوم على مصالحها ولا تمرضها إن احتاجت.
والسبب في انتشار هذه المعصية والسلوك المشين ضعف الوازع الديني والافتتان بالدنيا وسوء الخلق والأنانية المفرطة والتأثر بالثقافة المعاصرة.
وكثير من الأمهات يشكون الحال ولكن لفرط رحمتها وشفقتها وخوفها على ابنتها تسامحها وتسقط حقها وتعفو عنها ولا تدعو عليها خشية تعرض البنت لعذاب الله أو نزول العقوبة عليها في الدنيا لأن الأم تدرك أن غضبها وتسخطها ودعائها يفسد حياة البنت وآخرتها.
ومع ذلك فإن البنت لا يسقط مؤاخذتها شرعا ولا تسلم من العذاب في الآخرة لأنه بعفو الأم ورضاها سقط حق الأم المخلوق ولكن بقي حق الله ثابت لا يسقط إلا بالتوبة الخاصة أو عفو الله في الآخرة. فالأمر خطير جدا ينبغي على الفتاة أن لا تتهاون فيه. وقد ورد في الآثار وذكر العلماء أن العقوق والقطيعة من الذنوب التي تعجل العقوبة عليه في الدنيا عياذا بالله.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
تقبل ودي
يعطيك العافيه
علي الطرح
وجعله الله في موازين حسناتك
جزاك الله كل خير
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات