سمعت ولا أدري ماصحة ماسمعت أن فترة البرزخ تمضي كما يمضي وقت ما بين الظهر والعصر فهل هذا صحيح؟!
فالأمر في ذلك توقيفي لا مجال فيه للاجتهاد والنظر، وإنما نتوقف على ما ورد فيه من الخبر، ولم نقف على خبر في ذلك غير قوله تعالى :قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ {المؤمنون: 112 :113} </SPAN>قال القرطبي: أنساهم شدة العذاب مدة مكثهم في القبور...وقيل استقصروا مدة لبثهم في الدنيا وفي القبور ورأوه يسيرا بالنسبة إلى ما هم بصدده . وقال تعالى : إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {المؤمنون: 114 } أي ما لبثتم في الأرض إلا قليلاً وذلك أن مكثهم في القبور وإن طال كان منتهياً وقيل هو قليل بالنسبة إلى مكثهم في النار لأنه لا نهاية لذلك . ذكره القرطبي وغيره. وقد بينا حقيقة البرزخ وما ورد فيه في الفتوى رقم :2602 // 10565 . فنرجو مراجعتها والاطلاع عليها . والله أعلم .
إذا كانت الحسنات أكثر من السيئات هل يعاقب الإنسان على السيئات في القبر أو يوم القيامة؟
فإن هذه الأمور المتعلقة بما يحصل في البرزخ لا يمكن الجزم بشيء فيها من غير دليل من الوحي، ولكن الظاهر أن المؤمن إذا كان عنده من الحسنات ما يمحو الله به ذنبه أو تاب توبة صادقة أو ابتلي بمصائب مكفرة، فإنه يسلم بإذن الله من عذاب القبر والآخرة، وإن لم تمحصه هذه الأمور التي ذكرنا في الدنيا، فإنه قد يعاقب في القبر أو يوم القيامة إن لم يتفضل الله عليه بالصفح والعفو والمغفرة.
وراجع لمعرفة مصير من ثقلت حسناته على سيئاته الفتوى رقم: 50871. والله أعلم.
هل قراءة سورة الملك كل ليلة ينجي من عذاب القبر؟
فقد روى الترمذي ، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلا ثون آية شفعت لرجل حتى غفر له. وقال: صلى الله عليه وسلم سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. رواه الحاكم ولمزيد من الفائدة والأعمال المنجية من عذاب القبر نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 30742
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة توفي عني والدي يرحمه الله منذ أيام ..وأريد أن أعرف ما يلي بارك الله فيكم :
1- هل يجوز للمرأة أن تدعو لوالدها وهي داخل السيارة الواقفة أمام المقبرة العامة لا تدخلها ولكن من الخارج .
2- ما فضل السلام على الأموات ..لي ولهم وهل ترد روح أبي إليه ليرد السلام علي وهل يزيد ذلك في حسناته .
3- هل صحيح أن أبي يأتي إلى بيته يوم الجمعة من كل أسبوع ليرانا كما نسمع .
وجزاكم الله خيراً حفظكم الله.
- فالدعاء للأموات مشروع سواء أتم عند القبور، أم تم بعيداً عنها، أما دليل مشروعيته عموماً دون تقييد بالقرب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما الدليل على مشروعيته عند القبور، فما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ....... إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.
وبهذا يتبين أن دعاءك بالصفة المذكورة صحيح إن شاء الله، ولمعرفة حكم زيارة النساء للقبور، راجعي الفتوى رقم:
10729.
2- فقد ذكر ابن القيم في كتابه الروح أثراً يدل على أن الله تعالى يرد على الموتى أرواحهم عند السلام عليهم ليردوا السلام، وعزاه لابن عبد البر قال: قال ابن عبد البر: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. فهذا نص في أنه يعينه ويرد السلام. انتهى
وكذلك الأمر بالسلام عليهم يدل على سماعهم، لأن السلام خطاب ولا يخاطب إلا من يسمع، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لكن أهل القبور هل هم يخاطبون مخاطبة الحجر أو مخاطبة السامع؟
الجواب: الظاهر الثاني أي "مخاطبة السامع". انتهى
واستدل الشيخ ابن عثيمين لذلك بالحديث الذي نقله ابن القيم عن ابن عبد البر.
والميت يستفيد من هذا السلام تخفيف العذاب، لأن السلام على أهل القبور بمعنى السلامة، قال ابن عثيمين رحمه الله: والسلامة لأهل القبور تكون من العذاب، فقد يكون الإنسان معذباً في قبره ولوعذاباً خفيفاً، فإذا سألت الله له السلامة سلم، ثم أنت تسلم على عموم القبور. انتهى من الشرح الممتع.
وقال ابن تيمية: الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي فإنه يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له. انتهى
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:
6746
9853
1- هل يتذكر الميت الدنيا بما فيها من الأسواق والشوارع والأماكن العامة؟
2- هل الشهيدة تعرف بأن زوجها في الدنيا هو زوجها سيكون في الآخرة؟
فأحوال الميت في قبره من الغيب الذي لا يثبت إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة، ولم نقف على دليل يثبت أن الميت يتذكر ما في الدنيا من أسواق وشوارع.
وحسب المؤمن أن يعتقد أن الميت يسأل في قبره ويكون معه عمله الصالح أو السيء، وينعم ويعذب على ما ثبتت به النصوص، وقد ثبت أن أرواح المؤمنين تسأل من قدم بعدهم من الموتى عن أناس من أهل الدنيا، وقد سبق هذا في الجواب رقم: 14368.
2/ فقد سبق بيان زواج المرأة في الآخرة في جواب سابق برقم: 2207، وليس فيه تعرض للشهيدة، ولكن حكمها في ذلك حكم غيرها.
والله أعلم.
ما هو البرزخ؟ هل يعيش المسلم العاصي في حياة البرزخ؟
فالبرزخ في اللغة : الحاجز بين الشيئين.
قال في القاموس : الحاجز بين الشيئين ، ومن وقت الموت إلى القيامة ، ومن مات دخله ، انتهى .
فالبرزخ فترة زمنية تمر على كل ميت ، مسلم أو كافر ، صالح أو طالح ، ويجري خلالها فتنة القبر وهي سؤال الملكين ، ثم النعيم أو العذاب ، فالدور ثلاث : دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار .
والحياة في البرزخ مغايرة للحياة في الدنيا ، وللروح فيها تعلق بالبدن ، وإن فارقته في وقت ، ردت إليه في وقت آخر ، كوقت السؤال ، أو النعيم أو العذاب ، وعند سلام المسلم عليه ، ولا يعلم حقيقة هذه الحياة وكيفيتها إلا الله .
والحاصل أن المسلم العاصي وغيره لا بد أن يمر بمرحلة البرزخ ، وهو فيها إما منعم أو معذب حتى يبعثه الله .
والله أعلم .
أجيبوني على السؤال التالي أثابكم الله، عندما يموت الإنسان ويدفن ويجيئه الملكان للسؤال هل تنفخ فيه الروح في كامل جسده أم في جزء منه، وهل يكون الميت لحظتها راقداً كما يوضع أول مرة في القبر أم يكون جالسا؟
فإن الميت تعاد روحه إليه عند السؤال في القبر كما ثبت في حديث البراء الذي رواه أحمد وغيره وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت. الحديث، وهذا الحديث صححه الأرناؤوط والألباني.
قال العلامة المناوي في شرحه للحديث عند قوله (فيقعدانه) قال: حقيقة بأن يوسع اللحد حتى يجلس فيه، زاد في رواية فتعاد روحه في جسده، وظاهره في كله، ونقله المصنف في أرجوزته عن الجمهور، لكن قال ابن حجر ظاهر الخبر في النصف الأعلى وجمع بأن مقرها في النصف الأعلى ولها اتصال بباقيه. انتهى.
وليعلم أن أمور الآخرة من أمور الغيب التي يجب الإيمان بما ثبت منها في الوحي وعدم التقول فيما لم يثبت، وقد قال بعض الفقهاء: لا تطلب التحقيق في أمور الآخرة، ويقال لمن سأل عن هذا: سترد فتتعلم.
والله أعلم
يتبع......
ما الذي يؤنس الميت صاحب العمل الصالح وهو في القبر في الفترة من موته إلى يوم القيامة؟ وهل ترجع له روحه ويعود كما لو كان في الدنيا وهو في عالم البرزح؟.
فإن الذي يؤنس الميت في قبره هو عمله الصالح الذي كان يعمل في الدنيا ـ من أداء الفرائض والنوافل وتلاوة القرآن وأعمال الخير ـ فيأتيه في صورة رجل جميل حسن الوجه طيب الرائحة،كما جاء في حديث البراء بن عازب الطويل المرفوع:قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الذي يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي.
الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الأناؤوط وانظر الفتوى: 10565.وأما رجوع روح الميت إليه في البرزج: فقد قال أهلالعلم: إنها ترجع إليه رجوعا خاصا وفي بعض الأوقات كردها عند سؤال الملكين وتسليم المسلم عليه عند زيارته له، وهذا الرد لا يوجب حياة البدن قبل البعث، ولا يكون به الميت كما كان في الدنيا، فالحياة البرزخية حياة خاصة لا نعلم عنها إلا ما جاء في نصوص الوحي فهي تختلف عن الحياة الدنيوية وعن الحياة الأخروية، ولكنها تقتضي معرفة الميت لمن يزوره من الأحياء وسماعه لخطابهم ـ على الراجح كما قال الإمام ابن القيم في كتاب الروح: والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به./وللمزيد ـ عن الحياة في البرزخ ـ انظر الفتويين رقم: 2602، ورقم: 104289، وما أحيل عليه فيهما.والله أعلم.
هل يجوز أن أرسل عن طريق الإيميل بعض الأدعية والأذكار أو أي شي ينفع المسلمين مثل: أن أبعث شرح حديث معين وفضله وأحتسبه كصدقة جارية، أو أن أشتري كتابا دينيا قيما وأهديه إلى بعض الأشخاص ويكون صدقة جارية لي أو لغيري؟ وهل يجوز ـ إن كان لي أجر من الله تعالى على ذلك الفعل ـ أن أهبه لأمي ـ رحمها الله؟ وهل تنتفع بهذا الأجر في قبرها ويوم القيامة؟وكيف ينتفع الميت بدعاء الناس له والصدقة عنه؟</وما معنى: أن الرجل يبشر بصلاح ولده من بعده؟.
فما تريد أن تقوم به من إرسال أدعية وأذكار أو أي شيء مما ينفع هو من الدعوة إلى الخير والتواصي بالحق ومما تؤجر عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد قال سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33<>وقال صلى الله عليه وسلم: لَأنْ يَهْدِي بَكَ اللهُ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ مِنْ حُمْرِ النعم. متفق عليهوقال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم:مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أَجُورِ مَنْ تبعه، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً.رواه مسلم</وهذه الأعمال من الصدقات التي ينتفع بها ويصل ثوابها ما دام أحد يعمل بها بسبب إرشادك له، وما كان منها في معنى الوقف فهو من الصدقات الجارية، فقد نص العلماء على أن الصدقة الجارية محمولة على الوقف الذي يحبس أصله ويبقى الانتفاع به، كما بينا في الفتوى رقم: 43607، فراجعيهاويجوز إهداء ثواب الأعمال للميت ـ على الراجح من أقوال العلماء ـ وعليه، فيجوز لك إهداء ثواب هذا الفعل لأمك وسينفعها هذا ـ إن شاء الله تعالى ـ وكذلك الدعاء والصدقة مما ينفعان الميت بإجماع العلماء، فيصل للميت ثوابهما ويخفف الله عنه بهذا الثواب أو يرفع به درجاته، وراجعي فيما ينفع الميت من أعمال الأحياء الفتاوى التالية أرقامها: 56783، 69795 وأما عن تبشير الميت بصلاح ولده من بعده، فهذا قول مروي عن مجاهد ـ رحمه الله ـ وهو من التابعين ـ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات، وصححه ابن القيم في كتاب الروح، ونصه قال مجاهد: إن المؤمن ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه.</يعني يُخبر في قبره بأن عمل ابنه صالح فيفرح بذلك، وهذا مذهب طائفة من العلماء أن أعمال الأحياء الأقارب تعرض على أقاربهم الأموات فيفرحون لعملهم الخير ويحزنون إذا وجدوا عملا سيئا، وقد ورد في هذا حديث اختلف العلماء في قبوله أو رده، لكلام في إسناده وهو ما رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناده عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ، حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا.قال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه رجل لم يسم. وقال الشيخ الألباني ـ عن هذا الحديث ـ في ضعيف الجامع: ضعيف، ثم تراجع الشيخ وصححهفي السلسلة الصحيحة. وقال الشيخ الأرنؤوط في تحقيق مسند الإمام أحمد: إسناده ضعيف، لإبهام الواسطة بين سفيان وأنس، وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري عند الطبراني في ـ الأوسط ـ لكن إسناده ضعيف جداً، فيه مسلمة بن عُلَيّ الخشني، وهو متروك الحديث، فلا يفرح به. اهـ</وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: ولما كانت أعمال الأحياء تعرض على الموتى كان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبد الله بن رواحة. اهـ.</وقال ابن القيم: وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول: اللهم إني أعوذ بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة ـ كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد الله. اهـوقد أفاض في بيان هذا الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه الروح فليراجع</ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 24738وقد يكون ـ والله أعلم ـ استبشار الميت بصلاح ولده من بعده لوصول الدعاء والاستغفار للأب عن طريق ولده فيسر لثوابه، ولأن وصول الثواب مشروط بصلاح الولد فيعلم بأن ولده عبد صالح فيستبشر،ففي حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. وفي مسند الإمام أحمد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ.حسنه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء، وصححه ابن كثير في التفسير، والشوكاني في نيل الأوطار، وحسنه الألباني وشعيب الأرنؤوطوغيرهموقد ذكرنا المقصود بقوله: ولد صالح يدعو له.وكلام العلماء حول ذلك في الفتوى رقم: 51983، فلتراجع
عند طلوع الروح هل ترجع للميت للحظات بعدها ؟
فبعد خروج روح الميت من جسده تعاد إليه في قبره بعد الدفن لسؤال الملكين كما ثبت في حديث البراء الثابت في مسند الإمام أحمد, وقد صححه الشيخ الألباني وغيره, كما تقدم في الفتوى رقم : 61681 .
والله أعلم .
هل يشعر الميت بالدود وهو يأكل جسده؟
فإن أجساد الناس كلهم (صالحهم وطالحهم) عرضة لأن تتحلل وتبلى ويأكلها التراب، إلا أجساد الأنبياء، فإن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكلها؛ كما في سنن النسائي وابن ماجه وغيرهما، فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.
فإذا كان الشخص مؤمناً صالحاً مستقيماً... فإنه لا يحس بتحلل جسده لما في إحساسه لذلك من العذاب له الذي يتنافى مع رحمته التي تواترت بها نصوص الوحي من الكتاب والسنة، ولذلك قال ابن عمر: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله. ففي سير أعلام النبلاء: قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد، وذلك حين صلب ابن الزبير فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله، فاتقي الله واصبري. وهذا في أجساد المؤمنين.
أما أجساد الكفار والعصاة الذين لم يتجاوز الله عنهم فيمكن أن يكون ذلك عذاباً لهم، لما ثبت أن نعيم القبر وعذابه يلحقان الروح والبدن معاً كما هو اعتقاد أهل السنة، وسبق بيانه بالأدلة واقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 4314، والفتوى رقم: 58523.
والله أعلم
منقوووووووووووووووووول للامانه .
المفضلات