كتب الله أجره
أضع بين أيديكم مقتطفات لبعض المقالات في الصحف اليومية التي تجمع فكراً مستغرباً وتصدى لها أحد أبناء قبيلة بلي العريقة فإليكم المقالة ثم يتلوها الرد
رؤى عقارية
الرُهَابُ الفقهي !!
الأثنين 19من ذي الحجة 1427هـ - 8يناير 2007م - العدد 14077
عثمان سليمان العيسى
كلمح البصر تداعت إلى عقلي، وأنا أقرأ الخلافات الفقهية الحادة في صحفنا السعودية، حول جواز بناء مساكن للحجاج في منى من عدمها، وبالتالي تفعيل (السياحة الدينية) على مدار العام، والتي وضحت أكثر ما تكون هذه السنة، نتيجةً لقرار القيادة العليا ببناء مساكن ذات مواصفات عالية لحجاج بيت الله، تذكرت مع هذه الخلافات، حديث الأطباء النفسيين عن الرهاب : (حالة خوف تمتلك الفرد أمام موقف أو موضوع لا يتصف عادة بصفات الخطر، ليدرك الإنسان أن مخاوفه تلك لا تعود إلى سبب منطقي، ولكنه مع ذلك لا يستطيع تجنبها مما يؤدي إلى تجنب الفرد الإلتقاء مع الموقف) !!
إن حالة من (الرهاب الفقهي) تعتري عقليات طلبة العلم في عصرنا هذا، وهو تصنيف لربما نحتاج إلى وضعه جنباً إلى جنب، مع غيره من التصنيفات الطبية، فالنظرة السائدة متجهة دائماً للفت أنظار الآخرين إلى سلفيتنا وبالتالي إعمالنا للنص، دونما نظر إلى المآل أو تفعيل لما يسمّى فقه المصلحة .. المصلحة التي أشار الفقيه (ابن القيم) إلى أنه حيثما كانت .. فثمّ شرع الله كما يقول في كتابه الرائد : (إعلام الموقعين عن رب العالمين) .
إن هذه الآراء لتطرح رغم وجود المنافع والمصالح الكبيرة، المتحققة في مشاريع تربو على ال 6مليارات ريال، تشمل إيصال الزوار من الحجاج والمعتمرين إلى المواقع الدينية في مشعر منى، ومسجد الخيف ومسجد البيعة، وجبل عرفات ومزدلفة إضافة إلى الكعبة المشرفة، وكذلك الحرم المدني، والبقيع، والمساجد السبعة بالمدينة المنورة، والتي تعتبر من أهم المزارات التي يحرص الزوار في الوصول إليها، وتوعيتهم (بالحج التفاعلي) كما يسمّى لنتفادى وقوع كوارث كل عام، حيث ستكون على الأقل، مزاراً شرعياً في مقابل آلاف المزارات الشركية حول العالم !!
ألم يحن الوقت بعد للجرأة الفقهية، واستلهام خطى التجربة الماليزية، ففي الدراسة التي أعدّها قبل سنوات معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، جرى التوصّل إلى تجربة الماليزيين في الحج، لقد انفتحت التجربة الفقهية الماليزية على تفرّدٍ لفت أنظار الباحثين حينها، حيث إن أعداد الماليزيين الذين يقعون ضحايا لهذه الحوادث لا يكاد يُذكر، وفي إطار البحث عن السرّ، تم اكتشاف أن هناك مؤسسة خاصة بشؤون الحج تمّ إنشاؤها في لعام 1959م، تتولى بدورها إقامة البرامج التوعوية والورش التدريبية، مع الحرص على أن تكون هذه البرامج مطوّرة ويُهيّأ لها كلّ الإمكانات اللازمة، ومن بينها تجهيز مواقع مماثلة للمواقع المقدسة ومجسمات خاصة للتدريب المباشر، واستمرت هذه الجهود رغم الهجوم الذي شن عليها في حينه، وهو الدور الذي نأمل أن نضطلع به، حينما تقام مثل هذه المشاريع العقارية في مشاعرنا المقدسة .
لا أعلم لما تذكرت مع هذه الخلافات، الحادثة التي جرت قريباً في هولندا، عندما زارت الملكة الجامع الكبير في العاصمة أمستردام، وبعد جولة طويلة مليئة بالإعجاب بفن العمارة الإسلامية، مدت يدها أمام الجميع مصافحة إمام الجامع، فاستنكف عن المصافحة، لتشن الصحف الهولندية أكبر حملة على المسلمين نتج على إثرها تمرير قانون تجريم الحجاب وغيره، ولم يدر بخلد إمامنا أن الفقه هنا .. أن يوازن بين مفسدتين .. كان من الأولى له، أن يدفع المفسدة العليا بارتكاب المفسدة الدنيا !!
@الباحث في أنظمة العقار - وزارة العدل
7
7
7
7
وقد قام برد على هذه المقالة بنفس الجريدة الكاتب :بشير العصباني أحد أعضاء هذا المنتدى المبارك
منتدى بلي
وذلك في يوم الخميس 6المحرم 1428هـ - 25يناير 2007م - العدد 14094
تعقيباً على عثمان العيسى
موقف الإسلام من مصافحة النساء واضح جداً
بشير مرزوق البلوي
اطلعت كغيري من الاخوة القراء على ما كتب في جريدة الرياض الغراء بعددها رقم (14077) في يوم الاثنين 19ذي الحجة 1427ه خصوصا ما جاء بالمقال المسموم بعنوان (الرهاب الفقهي!!) للكاتب عثمان سليمان العيسى الباحث في أنظمة العقار - وزارة العدل حيث عرض لمسألة فقهية مهمة جدا وهي مسألة بناء مساكن للحجاج في منى بين المنع والجواز، ولست هنا بصدد الدخول في بحث موسع لهذه المسألة التي لو كانت على عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لجمع لأجلها أهل المدينة لكنني بصدد ما لفت انتباهي من طرح اورده الكاتب في ثنايا مقاله لست معه على وفاق فيه ابتداء من المصطلح المعنون (الرهاب الفقهي!) وانتهاء بحادثة ملكة هولندا.
حيث لا يقول أحد إن كل من استفتى عالماً او طالب علم في مسألة من المسائل ولم يجد لديه جواباً عنها ان يصمه (بالرهاب الفقهي!) لا سيما اذا علمنا ان نهج العلماء من لدن عصر النبوة وحتى الآن منهجاً يتسم بتدافع الفتيا فيما بينهم لاستشعارهم مخافة الله واستحضارهم لقوله - صلى الله عليه وسلم: (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) ولا يخفى على أحد قصة الامام مالك - رحمه الله - مع ذلك السائل صاحب الأربعين مسألة التي قال له في سبع وثلاثين منها لا أدري؟ فقال له السائل: يا إمام لقد ضربت اليك أكباد الابل من أجلها فما عساي ان اقول للناس من ورائي؟ فقال له الإمام مالك أخبر من ورائك أن مالكا لا يدري.
وبالنسبة لما ذكره الكاتب بما يتعلق المزارات بقوله: (.. حيث ستكون على الأقل مزارا شرعيا في مقابل آلاف المزارات الشركية حول العالم!) فمن المعلوم ان الأماكن أيا كانت لا تكتسب قدسيتها الا بأدلة ونصوص شرعية صحيحة ومن المعروف لدى كل مسلم انه لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد فقط المذكورة بالحديث الشهير وان المساجد السبعة بالمدينة النبوية ليست منها في شيء لعدم ورود الدليل.
وأخيرا ما ذكره الكاتب من الحادثة التي جرت في هولندا (عندما زارت الملكة الجامع الكبير في العاصمة الهولندية امستردام وبعد جولة طويلة مليئة بالاعجاب بفن العمارة الإسلامية مدت يدها امام الجميع مصافحة إمام الجامع فاستنكف عن المصافحة لتشن الصحف الهولندية اكبر حملة على المسلمين نتج عن اثرها تمرير قانون تجريم الحجاب وغيره ، ثم يضيف الكاتب ولم يدر بخلد إمامنا ان الفقه هنا.. ان يوازي بين مفسدتين.
كان من الأولى له ان يدفع المفسدة العليا بارتكاب المفسدة الدنيا!!).
ولعل الكاتب يجزم كما أجزم أن هولندا وغيرها من بلاد الكفر لا تحتاج الى ذريعة لشن هجوم على الاسلام وتعاليمه وما حادثة الرسومات المسيئة لشخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - عنا ببعيد اذا فخير لنا كمسلمين ان تأتينا حملاتهم المغرضة ونحن أكثر تمسكا بديننا وأكثر تقيدا بتعاليمه ، هذا ولا شك خير وأفضل من أن نجاملهم على حساب الدين والمثل والأخلاق.
وليت الكاتب يعلم ان القاعدة التي أوردها ليس هنا محل تنزيلها فليس هناك حدث أسمى ولا أعلى من قيام دولة اسلامية وانعقاد بيعة شرعية ومع هذا كله لم تصافح فيها ايادي النساء حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أنشأ دولة الاسلام بايع الرجال مصافحة بالأيادي والنساء بالكلام فقط فأيهما ياعثمان أولى بالاهتمام قيام دولة اسلامية أم انبهار مؤقت بحضارة إسلامية؟ ثم لو اردنا تطبيق القاعدة الفقهية تطبيقا صحيحا لتنسى لنا ان نقول ان المفسدة العليا التعرض للوعيد الوارد في الحديث (لأن يغرز أحدكم في رأسه بمخيط خير له من أن يصافح امرأة لا تحل له) هذه هي المفسدة العليا التي يجب أن لا نتخطى وعيدها وأما المفسدة الدنيا لا نذكرها هنا لأنها دنيا ، هذا والله الموفق.
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة اليمامة الصحفية 2007
على خير المرسلين السلام محمد سليل الكرام
رسول الله لدين الاسلام رسول النور بعد الظلام
حباه الله و اصطفاه على كل الخلق و الانام
بداية أشكرك أخي / محفوظ العصباني .
على هذة المشاركة الرائعة لكاتبنا القدير / بشير العصباني . فلقد ألقمه حجرا.
بارك الله فيكما وحفظكما من كل مكروه
والسلام عليكم
سبحان الله / والحمد لله / ولا إله إلا الله / والله أكبر / ولاحول ولاقوة الا بالله.
اطلاع على عجل .. و إن شاء الله لي عودة للموضوع ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات