لا نمتلك أمامك الا الوقوف إعجاباً ..
أجدت و أفدت وفقك الله ..
.
لا تكن رأساً والمعادلة الصعبة للمسؤولية!!
المسؤولية تتطلب كفاءة ومؤهلات وقدرة على النهوض بالمهام الموكلة لمن حمل أمانة الأداء إشرافا وإدارة وأداءً.
وتحتاج إلى رجل ينهض بالمهمة على الوجه الأكمل ويمتلك حزما وحنكة وسياسة ورأيا ومبادرة
ولديه حس محاسبي دقيق يعتمد على المرونة في إسناد المهام لمن هم دونه
ناظرا بواقعية إلى عدم الجنوح إلى المشقة والعسر مجتنبا التكليف بما لا يطاق
محفزا بالشكر والثناء لكل من أحسن وأتقن الأداء مدركا لتلك الحكمة التي كان يتمثلها
معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ ((إن بيني وبين الناس شعرة لا تنقطع إن هم شدوا أرخيت وإن أرخوا شددت))
لذا قد يغفل البعض عن مبدأ أخذ الناس في محيط وسط بين الشدة واللين وقد لا يوفق للاختيار الصحيح
في التعامل مع الظرف الذي يستجد مع حلول أي قضية تعرض له
فيلتزم وتيرة واحدة في النهج والانتهاج عملا وتعاملا إما شدة مفرطة أو ليونة مفرطة
فيضيع الحزم بينهما ولا يستقيم للعمل إطار منظم يحكم العلاقة
لا سيما إذا فشا مبدأ (الموساد )الوظيفي والاستخبارات والبحث والتحري
وتجهيل الآخرين والاعتماد على إذن واحدة في التلقي والسماع
والبناء على ما يصدر عنها من أخبار منبثقة لا تسلم في الغالب من تعمد التشويه والإقصاء وتقليل شأن من يعمل بصمت.
ومن الغرابة حقا أن يحظى بالقبول والقرب كل من يرتسم منهج اللطف والطرافة والتهريج
وفي الوقت ذاته يغيب أو يغيّب المسئول الواعي المدرك الذي قد يحبسه التواضع واحتقار الذات أحيانا عن مراتب التصدر وخدمة الناس
أو يهضم حقه لكونه عملي ولا يهتم كثيراً ببهرجة من يضع الوجاهة في غير محلها جاعلاً منها جسراً يصل به لحق مقرر لغيره
وإزاء هذا كله تجد العزوف يطال نخباً من الكفاءات التي تهرب دوماً من عباءة المسئولية وتفضل الزوايا المخفية التي لا تصلها أضواء الشهرة
ولعل حكمتها في الحياة " لا تكن رأساً " جعلتها تختار هذا المسلك مفضلة العزلة الوظيفية نائية بنفسها عن مصدر الضوضاء والضجر.
لا نمتلك أمامك الا الوقوف إعجاباً ..
أجدت و أفدت وفقك الله ..
.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات