صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 9

الموضوع: ومن يتصبر يصبره الله

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي ومن يتصبر يصبره الله



    2314 - " من استعف أعفه الله ومن استغنى أغناه الله ومن سأل الناس وله عدل خمس أواق
    ، فقد سأل إلحافا ".
    قال الالباني في السلسلة الصحيحة:



    أخرجه أحمد (4 / 138) : حدثنا أبو بكر الحنفي قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر
    عن أبيه عن رجل من مزينة أنه قالت له أمه: " ألا تنطلق فتسأل رسول الله صلى
    الله عليه وسلم كما يسأله الناس؟ فانطلقت أسأله، فوجدته قائما يخطب وهو يقول
    : (فذكره) ، فقلت بيني وبين نفسي: لناقة له هي خير من خمس أواق، ولغلامه
    ناقة أخرى هي خير من خمس أواق، فرجعت ولم أسأله ". ومن هذا الوجه أخرجه
    الطحاوي أيضا في " مشكل الآثار " (1 / 204 - 205) . قلت: وهذا إسناد صحيح،
    رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل المزني، وهو من الصحابة كما تدل عليه الرواية
    نفسها، وجهالته لا تضر لأنهم عدول عند أهل السنة.
    وقد روى هلال بن حصن عن
    أبي سعيد الخدري نحو هذه القصة والحديث، إلا أنه قال: " ومن سألنا لم ندخر
    عنه شيئا نجده ". أخرجه الطبري (5 / 598 / 6228) من طريق قتادة عنه. وهلال
    هذا أورده ابن أبي حاتم (4 / 73) برواية أبي حمزة أيضا عنه، ولم يذكر فيه
    جرحا ولا تعديلا. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (1 / 280 - 281 هندية
    ) . ومن دونه ثقات رجال الشيخين، غير بشر - وهو ابن معاذ العقدي شيخ الطبري
    - وهو ثقة. وقد أخرجه أحمد (3 / 44) من طريق أبي حمزة عن هلال بن حصن به
    نحوه. وأبو حمزة هذا هو عبد الرحمن بن عبد الله المازني جار شعبة، وهو ثقة
    من رجال مسلم، وصوب العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي في تعليقه على "
    التاريخ " (4 / 2 / 204) أن " أبا حمزة " تصحيف، والصواب " أبو جمرة ":
    نصر بن عمران الضبعي، فقد ذكر المزي في شيوخه هلال بن حصن هذا. قلت: وهذا
    التصويب لا وجه له لأن الأصول كلها اتفقت على أنه أبو حمزة، فتخطئتها كلها لأن
    المزي ذكر في شيوخ هلال أبا جمرة بالجيم لا ينهض دليلا على التصحيف المذكور،
    لاحتمال أن يكون كلا من أبي حمزة وأبي جمرة قد روى عن هلال. والله أعلم.
    وقد جزم الحافظ في ترجمة أبي حمزة من " التعجيل " أنه يعرف بجار شعبة، واسمه
    عبد الرحمن. ورواه عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري:
    " أن ناسا من
    الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم
    سألوه فأعطاهم، حتى نفد من عنده فقال: " ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم
    ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي
    أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ". أخرجه البخاري (3 / 261 - فتح) ومسلم (3
    / 102) والدارمي (1 / 378) وأحمد أيضا (3 / 93) . وأخرج أحمد أيضا (3
    / 9) من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي
    سعيد الخدري عن أبيه قال: " سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أسأله، فأتيته ... " فذكره نحو حديث الترجمة، إلا أنه قال: " وله قيمة
    أوقية فقد ألحف ". وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الرحمن بن
    أبي الرجال، وهو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب ". ومن طريقه أخرجه
    النسائي (1 / 363) . وأخرج الطحاوي من طريق عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد
    قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول لرجل يسأله: " من سأل منكم
    وعنده أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا ". والأوقية يومئذ أربعون درهما ".
    قلت: وإسناده صحيح. وله شاهد من حديث ابن عمرو وغيره مختصرا وقد مضى برقم
    (1719) .


  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    26 - وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر متفق عليه .


    قوله إن ناسا من الأنصار إلى قوله حتى نفد ما عنده كان من خلقه الكريم أنه لا يسأل شيئاً يجده إلا أعطاه وما عهد عنه أنه صلى الله عليه وسلم منع سائلاً بل كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ويعيش في بيته عيش الفقراء وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع فهو عليه الصلاة والسلام أكرم الناس وأشجع الناس .
    فلما نفد ما في يده أخبرهم أنه ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم أي لا يمكن أن يدخر خيراً عنهم فيمنعهم ولكن ليس عنده شيء .
    ثم حث الرسول عليه الصلاة والسلام على الاستعفاف والاستغناء والصبر فقال ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله .
    هذه ثلاثة أمور أولا من يستعفف يعفه الله فمن يستعفف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك والعياذ بالله لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء فإنه يهلك .
    تزني العين وتزني الأذن وتزني اليد وتزني الرجل ثم يزني الفرج وهو الفاحشة والعياذ بالله فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله عز وجل وحماه وحمى أهله أيضاً .
    ثانياً من يستغن يغنه الله أي من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس يغنه الله عز وجل وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم فإنه سيبقى قلبه فقيراً والعياذ بالله ولا يستغني .
    والغنى غنى القلب فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس أغناه الله عن الناس وجعله عزيز النفس بعيداً عن السؤال .
    ثالثاً: من يتصبر يصبره الله أن يعطه الله الصبر .
    فإذا حبست نفسك عما حرم الله عليك وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله تعالى يصبرك ويعينك على الصبر وهذا هو الشاهد من الحديث لأنه في باب الصبر .
    ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر أي ما من الله على أحد بعطاء من رزق أو غيره خيرا وأوسع من الصبر لأن الإنسان إذا كان صبوراً تحمل كل شيء إن أصابته الضراء صبر وإن عرض له الشيطان بفعل المحرم صبر وإن خذله الشيطان عن ما أمر الله صبر .
    فإذا كان الإنسان قد من الله عليه بالصبر فهذا خير ما يعطاه الإنسان وأوسع ما يعطاه ولذلك تجد الإنسان الصبور لو أذى من قبل الناس لو سمع منهم ما يكره لو حصل منهم اعتداء عليه تجده هادئ البال لا يتصلب ولا يغضب لأنه صابر على ما ابتلاه الله به فلذلك تجد قلبه دائماً مطمئناً ونفسه مستريحة .
    ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ما أعطى أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر والله الموفق .

    الكتاب : شرح رياض الصالحين
    المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (حديث رقم: 11091 )



    11091- عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أجد لكم رزقا أوسع من الصبر "


    حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، هشام بن سعد فيه ضعف، ويكتب حديثه للمتابعات، وهو أثبت الناس في زيد بن أسلم، فيما قاله أبو داود، وهو متابع وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن حرب- وهو المدائني أبو صالح البغدادي- فمن رجال البخاري.
    وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ١/٣٧٠ من طريق خالد بن نزار، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد، وفيه: "ومن يسألنا نعطه"، بدل: "ومن يستعفف يعفه الله".
    وأخرجه أبو يعلى (١٠٣٨) من طريق أبي عامر -وهو العقدي- عن هشام بن سعد، ببعضه: "ما أعطي أحد شيئا أفضل من الصبر".
    وأخرجه مطولا ابن حبان (٣٣٩٩) ، وأبو نعيم في "الحلية" ١/٣٧٠ من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد الخدري، به.
    وسيرد بإسناد صحيح برقمي (١١٨٩٠) و (١١٨٩١) .
    وقد سلف بنحوه برقم (١٠٩٨٩) .
    قال السندي: قوله: "من يتصبر يصبر": "من" شرطية في المواضع الثلاثة، والأفعال كلها مجزومات، إلا أن قوله: "من يستغني" قد جاء بثبوت الألف، وهو لغة، وقد سبق تحقيقه مرارا، ولا يمكن جعل "من" موصولة لأن "يغنه" مجزوم.
    والله تعالى أعلم.
    قال القرطبي -فيما نقله الحافظ في "الفتح" ١١/٣٠٤-: "ومن يتصبر"، أي: يعالج نفسه على ترك السؤال، ويصبر إلى أن يحصل له الرزق.
    وقوله: "يصبره الله"، أي: فإنه يقويه ويمكنه من نفسه حتى تنقاد له ويذعن لتحمل الشدة، فعند ذلك يكون الله معه، فيظفره بمطلوبه.
    وقال ابن الجوزي: وإنما جعل الصبر خير العطاء، لأنه حبس النفس عن فعل ما تحبه، وإلزامها بفعل ما تكره في العاجل مما لو فعله أو تركه لتأذى به في الآجل.


    https://hadithprophet.com/hadith-15259.html


  4. #4
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله


  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    النصيحة لمن يتدمرون ويكثرون الشكوى بسبب ما يصيبهم من المرض




    السؤال:
    فضيلة الشيخ. هذا السائل يقول: البعض من المرضى يتذمر ويكثر من الشكوى، ويتسخط مما فيه من مرض، فما نصيحتكم لأمثال هؤلاء وذلك بالاحتساب والصبر؟ جزاكم الله خيراً.
    الجواب:

    الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، نصيحتي لإخواني هؤلاء المرضى، ومن أصابتهم مصائب في أموالهم وأهليهم، أن يصبروا ويحتسبوا، ويعلموا أن هـذه المصائب ابتلاءٌ من الله سبحانه وتعالى واختبار؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون﴾، وإذا كان الله تعالى يبتلي العبد بالنعم ليختبره، أيشكر أم يكفر، فكذلك يبتلي عبده بما يضاد ذلك؛ ليبلوه أيصبر، أم يجزع ويتسخط، ويعين المرء على الصبر على هذه الأمور أمور؛ الأمر الأول: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه، وأن الخلق كلهم خلقه وعبيده، يتصرف فيهم كيف يشاء؛ لحكمةٍ قد نعلمها، وقد لا نعلمها؛ فلا اعتراض عليه سبحانه وتعالى فيما فعل في ملكه؛ ﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسألون﴾، الثاني: أن يؤمن بأن هذه المصائب التي تصيبه تكفير لسيئاته؛ تحط عنه الخطايا؛ ويغفر له بها الذنوب؛ كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولقد أصيبت امرأةٌ من العابدات في إصبعها، ولكنها لم تتسخط، ولم يظهر عليها أثر التشكي، فقيل لها في ذلك، فقالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، ومن المعلوم أن الصبر درجة عالية لا تنال إلا بوجود شيء يصبر الإنسان عليه؛ حتى يكون من الصابرين، وإنما يعطى الصابرون أجرهم بغير حساب، ثالثاً: أن يتسلى بما يصيب الناس سواه، فإنه ليس وحده الذي يصاب بهذه المصائب، بل في الناس من يصاب بأكثر من مصيبته، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم، وهو أشرف الخلق عند الله، يصاب بالمصائب العظيمة، حتى إنه يوعك كما يوعك الرجلان منا، ومع ذلك يصبر ويحتسب؛ وفي التسلي بالغير تهوينٌ عن المصاعب، رابعاً: أن يحتسب الأجر على الله عز وجل؛ بالصبر على هذه المصيبة؛ فإنه إذا احتسب الأجر على الله عز وجل بالصبر على هذه المصيبة؛ فإنه مع تكفير السيئات به يرفع الله له بذلك الدرجات، بناءً على احتسابه الأجر على الله سبحانه وتعالى، ومن المعلوم أن كثيراً من الناس منغمرٌ في سيئاته، فإذا جاءت مثل هذه المصائب؛ المرض، أو فقدان الأهل، أو المال، أو الأصدقاء أو ما أشبه ذلك؛ هان عليه الشيء، بالنظر إلى ما له من الأجر والثواب على الصبر عليه، واحتساب الأجر من الله، وكلما عظم المصاب كثر الثواب، خامساً: أن يعلم أن هذه المصائب من الأمراض وغيرها لن تدوم؛ فإن دوام الحال من المحال، بل ستزول إن عاجلاً وإن آجلاً، لكن كل ما امتدت ازداد الأجر والثواب، وينبغي في هذه الحال أن نتذكر قول الله تبارك وتعالى: ﴿إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا﴾، وأن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا»، سادساً: أن يكون لديه أمل قوي في زوال هذه المصيبة، فإن فتح الآمال يوجب نشاط النفس، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وأن الإنسان كلما مضى عليه ساعة رأى أنه أقرب إلى الفرج، وزوال هذه المصائب؛ فيكون في ذلك منشطاً نفسه، حتى ينسى ما حل به، ولا شك أن الإنسان الذي ينسى ما حل به أو يتناساه لا يحس به، فإن هذا أمرٌ مشاهد، إذا غفل الإنسان عما في نفسه من مرضٍ أو جرح أو غيره يجد نفسه نشيطا وينسى، ولا يحس بالألم ، بخلاف ما إذا ركز شعوره على هذا المرض، أو على هذا الألم أو هذا المرض؛ فإنه سوف يزداد؛ وأضرب لذلك مثلاً بالعمال، تجد العامل في حال عمله ربما يسقط عليه حجرٌ يجرح قدمه أو تصيبه زجاجة تجرح يده أو ما أشبه ذلك، وهو مستمرٌ في عمله ولا يحس بما أصابه، لكن إذا فرغ من عمله، ثم توجهت نفسه إلى هذا الذي أصابه؛ حينئذٍ يحس به؛ ولهذا لما شكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، الوساوس التي يجدها الإنسان في نفسه، قال عليه الصلاة والسلام، إذا أحس بذلك فليستعذ بالله، أو إذا وجدتم، أو «إذا وجد ذلك؛ فليستعذ بالله، ثم لينتهِ»، يعني ليعرض عن هذا ويتغافل عنه؛ فإنه يزول وهذا شيء مشاهد ومجرب، ففي هذه الأمور الستة يحصل للمريض الطمأنينة والخير الكثير، الأمر السابع: أن يؤمن بأن الجزع والتسخط لا يزيل الشيء؛ بل يزيده شدة وحسرة في القلب؛ كما هو ألمٌ في الجسد، وبهذه المناسبة أود أن أبين أن الناس تجاه المصائب التي تقع بهم ينقسمون إلى أربعة أقسام؛ القسم الأول: من جزع وتسخط ولم يثبت، بل دعا بالويل والثبور، وشق الجيوب، ولطم الخدود، ونتف الشعور، وصار قلبه مملوءً غيظاً على ربه عز وجل، فهذا خاسرٌ في الدنيا والآخرة؛ لأن فعله هذا حرام؛ والألم لا يزول به؛ فيكون بذلك خسر الدنيا والآخرة؛ وربما يؤدي ذلك إلى الكفر بالله عز وجل، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين﴾، الحال الثانية: الصبر بمعنى أن هذا المصاب لا يحب أن تقع المصيبة، بل يكرهها ويحزن لها، لكنه يصبر ويحتسب؛ فيمنع قلبه عن التسخط، ولسانه عن الكلام، وجوارحه عن الفعال، ولكنه يتجرع مرارة الصبر، ولا يحب أن ذلك وقع، فهذا أتى بالواجب، وسلم ونجا، الحال الثالثة: أن يقبل هذه المصيبة بالرضا، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، حتى كأنها لم يصب بها؛ لقوة رضاه بالله عز وجل، فالفرق بينه، وبين الأول الذي قبله، أن الأول عنده كراهة لما وقع، ويتجرع مرارة الصبر عليه، أما هذا فلا، ليس عنده كراهة، ولا في نفسه مرارة، يقول: أنا عبد، والرب رب، ولم يقدم هذا إلا لحكمة؛ فيرضى تماماً؛ وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا الرضا، هل هو واجب أو مستحب؟ والصحيح، أنه مستحب، لكنه صبرٌ وزيادة، والصبر سبق أنه واجب، وأما ما زاد عن الصبر فإنه مستحب؛ فالراضي أكمل من الصابر، الحال الرابعة: الشكر لله عز وجل على ما حصل، فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه المصيبة، ولكن قد يقول قائل: إن هذا أمرٌ لا يمكن بحسب الفطرة والطبيعة، أن يشكر الإنسان ربه على مصيبة تقع عليه، فيقال: نعم. لو نظرنا إلى مطلق المصيبة، لكانت الفطرة تأبى أن يشكر الله على ذلك، ولكن إذا نظر الإنسان إلى ما يترتب على هذه المصيبة من مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات، ورفعة الدرجات؛ شكر الله سبحانه وتعالى أن ادخر له من الخير والثواب خيراً مما جرى عليه من هذه المصيبة؛ فيكون بذلك شاكراً الله سبحانه وتعالى، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، أنه إذا أصابه ما يسره، قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أصابه خلاف ذلك، قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي أن يقوله الإنسان، أما ما اشتهر على لسان كثيرٍ من الناس، حيث يقول: إذا أصيب بمصيبة: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه؛ فهي عبارةٌ بشعة، ولا ينبغي للإنسان أن يقولها؛ لأن هذا يعلن إعلاناً صريحاً بأنه كارهٌ لما قدر الله عليه، وفيه شيء من التسخط، وإن كان غير صريح؛ ولهذا نقول: ينبغي لك أن تقول ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: وهو الحمد لله على كل حال، وفي النهاية أوصي إخواني المرضى، ومن أصيبوا بمصيبة أن يصبروا على ذلك، وأن يحتسبوا الأجر من الله عز وجل والله تعالى مع الصابرين؛ وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.


    https://binothaimeen.net/content/10918


  6. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    حكم التسخط من المصائب





    السؤال:
    أبو هيثم من دمياط، من جمهورية مصر العربية يقول: التسخط هو من المصائب والكوارث، ما حكمه في الشرع جزاكم الله خيرا؟
    الجواب:
    الشيخ : الحمد لله رب العالمين. وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن من أصول الإيمان أن يؤمن الإنسان بالقدر خيره وشره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأمر كله يرجع إلى الله عز وجل، وأن لله الحكمة البالغة فيما أصاب العبد من خير أو شر. والمصائب على نوعين: النوع الأول: أن تكون تكفيراً لسيئات وقعت من المرء وإصلاحاً لحاله، كما في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ، وقوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ . والنوع الثاني: أن تكون المصائب ليست عقوبة لسيئات وقعت من المرء، ولكن لزيادة رفعة في درجاته، وليحصل على وصف الصبر الذي أثنى الله على القائمين به وقال: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ . ومن ذلك ما يقع للرسول صلى الله عليه وسلم من المصائب التي تصيبه عليه الصلاة والسلام، حتى إنه ليوعك كما يوعك الرجلان منا -أي: في المرض- من أجل أن ينال أعلى مقامات الصبر صلوات الله وسلامه عليه، وقد نال ذلك صلوات الله وسلامه عليه،فهو أعلى الناس صبراً على طاعة الله، وأعلى الناس صبراً عن محارم الله، وأعلى الناس صبراً على أقدار الله المؤلمة. وبناء على هذه المقدمة يجب على المرء أن يصبر لقضاء الله وقدره، وأن لا يتسخط؛ لأن السخط من قضاء الله وقدره نقصٌ في الإيمان بربوبيته تبارك وتعالى، إذ مقتضى الربوبية المطلقة أن يفعل ما شاء. وانظر إلى الكرم والفضل أنه عز وجل يفعل في عبده ما يشاء، ومع ذلك يثيبه على ما حصل من هذه المصائب إذا صبر واحتسب. قال بعض أهل العلم: وللناس في المصائب مقامات أربعة: التسخط، والصبر، والرضا، والشكر. أما التسخط فحرام، سواء كان في القلب أو في اللسان أو في الجوارح. فالتسخط في القلب: أن يرى أن الله تعالى ظلمه في هذه المصيبة، وأنه ليس أهلاً لأن يصاب، وهذا على خطر عظيم، كما قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ . وأما التسخط بالقول فأن يدعو بدعوى الجاهلية مثل: واثبوراه، واانقطاع ظهراه، وما أشبه ذلك من الكلمات النابية التي تنبئ عن سخط العبد وعدم رضاه بقضاء الله. وأما التسخط بالأفعال فَكَنَتْفِ الشعور، ولطم الخدود، وشق الجيوب. وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعل هذا فقال: «ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية». فالتسخط هذا حرام ومن كبائر الذنوب، والتسخط القلبي أعظم أنواعه وأخطر أنواعه. المقام الثاني: مقام الصبر، وهو: حبس النفس عن التسخط. وهو ثقيل على النفس، لكنه واجب؛ لأنه إذا لم يصبر تسخط، والتسخط من كبائر الذنوب، فيكون الصبر واجباً. ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابنته- التي كان عندها طفل يجود بنفسه حضره الموت، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً تدعوه للحضور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم-: «مرها فلتصبر ولتحتسب» . المقام الثالث: هو الرضا، يعني: يرضى العبد بما قدر له من هذه المصيبة رضاً تاماً. وقد اختلف العلماء في وجوبه، والصواب أنه ليس بواجب ولكنه سنة؛ لأنه متضمن للصبر وزيادة. والفرق بين الصبر والرضا: أن المرء يكون في الصبر كارهاً لما وقع، لا يحب أنه وقع، لكنه قد حبس نفسه عن التسخط؛ وأما الراضي فهو غير كاره لما وقع، بل المصيبة وعدمها عنده سواء بالنسبة لفعل الله؛ لأنه راضٍ رضاً تامّاً عن فعل الله، فهو يقول: أنا عبده وهو ربي، إن فعل بي ما يسرني فأنا عبده وله مني الشكر، وإن كانت الأخرى فأنا عبده وله مني الرضا والصبر. فالأحوال عنده متساوية. وربما ينظر إلى ذلك من منظار آخر، وهو أن يقول: إن هذه المصيبة إذا صبر عليها وكفر الله بها عنه وأثابه عليها صارت ثواباً لا عقاباً، فيتساوى عنده الألم والثواب. وفي هذا ما يذكر عن رابعة العدوية- فيما أظن-: أنها أصيبت أصبعها ولم تتأثر بشيء، فقيل لها في ذلك فقالت: (إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها) . المقام الرابع: مقام الشكر: أن الإنسان يشكر الله عز وجل على هذه المصيبة. وهذا المقام أو الحال لا تحصل للإنسان عند أول صدمة؛ لأن مقتضى الطبيعة ينافي ذلك، لكن بالتأمل والتأني قد يشكر الإنسان ربه على هذه المصيبة، وذلك بأن يقدر المصيبة أعظم فيشكر الله تعالى أن أصيب بهذه التي هي أهون، أو يقدر أن ألم المصيبة ألم يزول بزوال الحياة إن بقي إلى الموت، أو يزول قبل الممات، والأجر والثواب الحاصل يبقى، فيشكر الله تعالى على ذلك. مثاله: رجل أصيب بحادث في سيارة فانكسرت رجله، هذه مصيبة، فيتأمل وينظر ويقول: أرأيت لو كان الانكسار في الظهر لكانت المصيبة أعظم، فهو يشكر الله عز وجل أن كانت المصيبة في الفخذ دون الظهر، ولو كانت في الساق لكانت أهون مما إذا كانت في الفخذ، وهلم جرّاً. ثم يقول أيضاً. هذه مصيبة إمَّا أن أشفى منها وأعود كما كنت في الدنيا قبل الموت، وإما أن أموت، فلها أجل محتوم مقدر، لكن الأجر الحاصل عليها هو ثواب الآخرة الباقية أبد الآبدين، فيشكر الله عز وجل على هذه المصيبة التي كانت سبباً لما هو أبقى وأفضل وأخير.
    السؤال:
    جزاكم الله خيراً. في ثاني أسئلة السائل إبراهيم من دمياط.
    الجواب:

    الشيخ: إذاً فهمنا الآن أن للإنسان عند المصائب أربع مقامات: الأول: التسخط، وهو حرام ومن كبائر الذنوب. والثاني: الصبر، وهو واجب. والثالث: الرضا، وهو سنة مستحب. والرابع: الشكر، وهو أعلى المقامات. نعم .


    https://binothaimeen.net/content/11800


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا