لا مَنٌ و لا أذى

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

مدخل

مع تفسير هذه الآيات مختصراً من تفسير إبن كثير

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
يَمْدَح تَبَارَكَ وَتَعَالَى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي سَبِيله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مِنْ الْخَيْرَات وَالصَّدَقَات مَنًّا عَلَى مَنْ أَعْطَوْهُ فَلَا يَمُنُّونَ عَلَى أَحَد وَلَا يَمُنُّونَ بِهِ لَا بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ .
وَقَوْله " وَلَا أَذًى " أَيْ لَا يَفْعَلُونَ مَعَ مَنْ أَحْسَنُوا إِلَيْهِ مَكْرُوهًا يُحِيطُونَ بِهِ مَا سَلَفَ مِنْ الْإِحْسَان ثُمَّ وَعَدَهُمْ اللَّه تَعَالَى الْجَزَاء الْجَزِيل عَلَى ذَلِكَ
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ" أَيْ مِنْ كَلِمَة طَيِّبَة وَدُعَاء لِمُسْلِمٍ " وَمَغْفِرَة " أَيْ عَفْو وَغَفْر عَنْ ظُلْم قَوْلِيّ أَوْ فِعْلِيّ " خَيْر مِنْ صَدَقَة يَتْبَعهَا أَذًى "
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا اِبْن فُضَيْل قَالَ : قَرَأْت عَلَى مَعْقِل بْن عَبْد اللَّه عَنْ عَمْرو بْن دِينَار قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
مَا مِنْ صَدَقَة أَحَبَّ إِلَى اللَّه مِنْ قَوْل مَعْرُوف أَلَمْ تَسْمَع قَوْله " قَوْل مَعْرُوف وَمَغْفِرَة خَيْر مِنْ صَدَقَة يَتْبَعهَا أَذًى "
وَقَدْ وَرَدَتْ الْأَحَادِيث بِالنَّهْيِ عَنْ الْمَنّ فِي الصَّدَقَة فَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ الْأَعْمَش عَنْ سُلَيْمَان بْن مُسْهِر عَنْ خَرَشَة بْن الْحُرّ عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ :
قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَة لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم : الْمَنَّان بِمَا أَعْطَى وَالْمُسْبِل إِزَاره وَالْمُنْفِق سِلْعَته بِالْحَلِفِ الْكَاذِب .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الكافرين
فَأَخْبَرَ الله عز وجل أَنَّ الصَّدَقَة تَبْطُل بِمَا يَتْبَعهَا مِنْ الْمَنّ وَالْأَذَى فَمَا بَقِيَ ثَوَاب الصَّدَقَة بِخَطِيئَةِ الْمَنّ وَالْأَذَى ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " كَاَلَّذِي يُنْفِق مَالَهُ رِئَآءَ النَّاس " أَيْ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَمَا تَبْطُل صَدَقَة مَنْ رَاءَى بِهَا النَّاس .

بعد أن عشنا هذه اللحظات مع تدبر معاني هذه الآيات الكريمة من سورة البقرة ، ندخل الى لب الموضوع و هو المنُ و الأذى الذي يجده بعض الناس ممن يقدمون لهم مساعدة و هذا للأسف منتشر بين الناس الآن ، تجد شخصاً يقدم مساعدة أو معونة لشخص قريب أو جار أو غيره ثم تجده يمن هذه الأعطية أو المساعدة سنوات طويلة .

مع موضوعنا هذا أنتظر مداخلاتكم حول /

1 - سبب وجود هذه الظاهرة .
2 - مظاهر أخرى للمن و الأذي غير الذي ذكر و هو المن بالصدقة .
3- الأضرار المترتبة على المن و الأذى .
4 - كيف يمكننا معالجة هذه الظاهرة أو هذه الحالات .

أخي / أبــو نــادر

بارك الله فيك على هذا الموضوع .

وإن أول أسبابه هو من تلبيس إبليس لكي يضيع على المحسن المتصدق أجر عمله فيدخل عليه

من باب العجب وانه له فضلٌ على ذاك الفقير أو المحتاج .

والنفس البشرية تميل إلى ذكر فضائلها على الآخرين فيوافق تلبيس الشيطان منها مكاناً تتوقه له وتتمنى إبدائه للآخرين .

والمن يدخل في أي عملٍ يُعمل ويسدى للآخرين من خدمة أو قضاء مصلحة أو شفاعةٍ حسنه .

وهل يوجد ضرر أكبر من أن لاينظر الله له ولايكلمه يوم القيامه "ولاحول ولاقوة إلا بالله"

ويأتي بعد ذلك إضاعةُ أجرِ ماعمل . علاوةً على أن نفس المحتاج تتأثر بذلك الإستعلاء .

ويكمن العلاج بتدبر الآيات والآحاديث الدالة على شناعة هذا الأمر ، وأن يضع نفسه مكان ذاك المحتاج فهو لايرضى أن يُمن عليه ولو لم يكن ذا حاجة .

بارك الله فيك ، وأسأله بمنه وكرمه أن لايحوجنا لأحدٍ من خلقه . فله الفضل أولاً وأخرا.

قد يكون حب النفس وحب ظهورها والمدح لها
يجعل من يكرم ويعطي يمن بل ويؤذي بمنه
حتى يقول من نال كرمه ليتنا من عطاياه سلمنا
وعلاج هذا الأذى والمن يكمن بعلاج النفس بكسر هذا الحب الطاغي
للأنا .. بالتذكير بأن الله لن يتقبل الا العمل الصالح الذي أريد
به وجه الله وغير ذلك لن يتقبل منه
أخي موسى تقبل مروري السريع
وشاكر لك هذا الطرح الصباحي الرائع
وتقبل مودتي

1 - سبب وجود هذه الظاهرة ؟


- ضعف الإيمان لدى الكثير منا.


- كثرة عمل الخير من أجل الدنيا وليس الآخرة .

2 - مظاهر أخرى للمن و الأذى غير الذي ذكر و هو المن بالصدقة .


- يوجد من يمن عليك أذا خدمك خدمة بسيطة فما بالك لو كانت الخدمة


كبيرة


- يوجد من يمن عليك أذا سعى لك في معاملة ( ويقول أنا فعلت لفلان كذا ).


- يوجد من يمن عليك أذا سعى لك بوظيفة ماء في أحدى الدوائر الحكومية


ويقول أنا وضفة فلان ( وسنعته ويقولها بالمجالس بصوت عالي ).


- ويوجد من يمن عليك بأنه أوصلك للمستشفى وسعى بدخولك فيه .


ومظاهر المن كثيرة ونسأل الله أن يعافينا من هذه العادة


وأن يتقبل من ومنكم صالح أعمالكم



3- على الأضرار المترتبة المن و الأذى .


- التفريط بأجر الآخرة من أجل ثناء الناس في الدنيا.


- كره المحتاج لمن تصدق عليه وعدم قبولها في المرات الأخرى.


- عادة كريهة قد تنتقل وتتوسع بين الأبناء والأحفاد .

4 - كيف يمكننا معالجة هذه الظاهرة أو هذه الحالات .


- الدعوة والإرشاد والتوعية.


- تذكيرهم بالعذاب الأليم الذي وعد الله من يمن بالصدقة ومن يحلف بالتجارة


كذباً.


-تعليم وتربيت أبنائنا على كيفية عدم المن بالصدقة وإخفاء أمر الصدقة ما بين الخالق


والمخلوق.


- تعويدهم على الصدقة وأن تدفع البلاء وتشفي الداء.


- تعليمهم كيفية أعطاء الصدقة خفية كي لا يحرج المحتاج أو المسكين أو الفقير


وعدم زوال الأجر بأذن الله.


ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ


أخي الفاضل


موسى ربيع البلوي


( أبا نادر )


بارك الله فيك ونفع بك وجزآك الله عنى خير الجزاء


ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ


ْ~ْ~ْ


ْْْْْْْْْْْ~ْ

جزاك الله خيرآ أخي \
أعتقد سبب وجودها قلت الوازع الديني .
عدم علمه بالأسباب المترتبه عليها .
وأضن بأنه يحب أن يمتدحه الناس ويثنوا عليه .
وأحينآ يكون عمله ريأ الناس لا يريد به وجه الله سبحانه وتعالى
ومن المظاهر فيه.
كثيرأ تسمع البعض يقول أنا من زوجت فلان
أو يقول أنا من وضفت فلان أو يقول لولا الله ولولااي
ماكان فلان في هالمنصب وغيرها كثير .
أخي موسى لك التحيه الشكر على ابداعك .فدمت على خير

الجريح

أتفق مع ماقال الأخوه الأفاضل
في أسباب الظاهره وعلاجها
وأزيد أيضاً قد يكون أحد أسبابها هو نظرة البعض ممن يتلقى المنفعه ومن تقوم
بخدمته وتسخر وقتك وجل ما تستطيع لصالحه
تفاجأ بأنه ينظر بأن هذا شيء حتمي لازم تقوم به رضيت ولا غصب عليك
ويأخذ بالتنطع والتشدق على سبيل المثال بقول ... والله فلانه مابها خير من يوم صارت
مديره وهي ماعاد تنشاف كل هذا حتى لا نقول لها دبري لبنتنا نقل عندك ولا
فلان مانفع جماعته بس يتصدود عنهم كل هذا حتى لايشوف لولدنا وظيفه عنده
ولا علان .... ولا ..... ولا ...
فيضطر البعض أن يمّن بما عمل وأحسن حتى يدافع عن نفسه جراء هذا الأتهام الباطل
الذي يشوه عمله الطيب .. الذي يقوم به البعض وليس الكل عن طيب نفس ومن باب
تسخير نفسه لخدمة المحتاجين ...
لذا المفروض أن يكون ديدن المرء الشكر والتقدير لمن أحسن لنا صنيعاً والدعاء له
وعلى المحسن أن لاينصت لكل ناعق ناكر للجميل وأن لا يضيع عمله بالمن والأذى
ويتذكر بأن الله لايضيع أجر من أحسن عملا
أخي الكريم
بارك الله فيك
ونفع بك